عدوّان قاتلان
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عدوّان قاتلان
عدوّان قاتلان...
مصطلحان باتا يشُكّلان سمةَ ظاهرةَ ملتئمةً تستوجب النّظر والتفكير ..سمتان انعكستا على أغلى مانملك من مقوّمات الحضارة والتقدم ..وأقصد هنا ..الشباب ..!
الشباب الذي ضاع في عصر يُسمى – أسفاً – عصر التطور والتكنولوجيا ..
مصطلحان عملنا –عن قصد ،أو غير قصد – على إرساء مفاهيمهما الخاطئة في مجتمعنا ،ولم نكتفِ بهذا ، بل بنينا لهما صروحاً من الأحلام الورديّة التي لاينالنا منها أدنى رائحة الورود..!
كيف لا ؟ ونحن نُعلّل لأنفسنا في كلّ ساعة نقتلها من عمر الزمن ،بأنّ الحياة اختلفت ،،وأنّ متطلباتها كثرت ..وأنّه لابتعادنا عن القيم الأصيلة ...والحياة الأسرية ..ورعاية الأبناء ..مايبرّره..
الوقت : ذلك الحبيب الوفيُّ ...والعدو القاتل !!
كيف لايكون حبيباً وفيّاً وقد أعطاك الفرصة للتقدّم والتألّق ؟
كيف لايكون حبياً وأنت ترجوه أن يبقى معك ويمتد لتملأ ثوانيه ودقائقه مامن شأنه أن يُسعدك في دنياك وآخرتك ؟
كيف لايكون حبيباً ..وأنت تستمتع بغراسٍ ترعاها لتأتي أُكلَها ثمراً شهيّاً طيّباً يُزكي الدم في عروقك ويصلك بالعزيز الحكيم صلةً لا يقطعها حزنٌ .. أو فراق ..؟
نعم ! إنّه الحبيب لمن صبر وقاوم المُتع الزائفة التي لاتؤدي إلاّ إلى الهلاك ...
إنّه الحبيب لِمن أدرك حديث محمد –صلى الله عليه وسلّم-:" لاتزولا قدما عبد حتى يُسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه .وعن شبابه فيما أبلاه .وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه .وعن علمه ماذا عمل به ".
الوقت : ذلك العدو القاتل ..!!
وكيف لايكون قاتلاً لِمن جهل قدر نفسه ..وكفر بالنعمة التي أسغبها الله عليه ..نعمة الوقت التي لاتُقدّر بثمن ..ولاتُقارن ثوانيه بسعادةٍ وهميّةٍ يقضيها الجاهل في لهوٍ..أو لعبٍ..
كيف لايكون عدواً لِمن حسِب بأن زمانه لن ينتهي ..وأنّه سيحيا دون عودة إلى الأرض التي منها أتى !!
إنّه عدوٌّ لمن امتطى صهوة الفراغ ليتجوّل في عالم اللعب واللهو الباطل الذي يوصل إلى خضمّ بحارٍ من النميمة والغيبة واللّغو ..والخوض الباطل ...ثمّ الهلاك ...
المال ...! وأيّ مالٍ ذاك الذي مال بالنفوس وانحدر بها من قمم الإنسانية المُقدّسة ..إلى وديان الغرائز التافهة ...؟!
إنّه المال الذي إذا ناله من لايُحسن استخدامه تحوّل إلى وحشٍ مفترس يأكل بقايا الأخلاق في النفوس المريضة ..!حيث تتحوّل تلك النفوس لأعداء للوقت ..فيملأ الفراغ الثقافي زمنها الزائف ممّا يحوّلها بدوره إلى عدوّةٍ للترابط الأسري ..فيضيع الأبناء ..وتضيع الأسرة ...وكم هي كثيرة الأمثلة الشاهدة على ذلك .. فإنّك ترى ربّّ الأسرة مُنهَكاً ..ولكنّه من طول غيابه عن منزله ..و كذلك الأمّ ..تراها وهموم الدنيا قد اختُصِرَت في نظرات عينيها ..ولكنها هموم "الموضة " ومستحضرات التجميل ..ومتابعة ماهو جديد من أخبار وطقوس ما يُسمّى " بالمجتمع المخملي "..
أمّا الأبناء الذين نُعلّق عليهم دائماً أسباب انهماكنا وانشغالنا ..وتغيّبنا الطويل عن منازلنا ..فإنّهم لايُسألون عن وقتهم ...أو واجباتهم ..أو أصدقائهم ..أو المواقع التي "يتشرّفون " بزيارتها على "الشبكة العنكبوتية " ..
أبعد كلّ هذا أراك تشتكي من عقوق أبنائك وفشلهم ..؟!
أأدركت بعد هذا قول الشاعر :
إنّ المال والفراغ والجدة *******مفسدة للمرء أيّ مفسدة !!
لكم تحياتي... محمدعبدالعزيزحوسو
مصطلحان باتا يشُكّلان سمةَ ظاهرةَ ملتئمةً تستوجب النّظر والتفكير ..سمتان انعكستا على أغلى مانملك من مقوّمات الحضارة والتقدم ..وأقصد هنا ..الشباب ..!
الشباب الذي ضاع في عصر يُسمى – أسفاً – عصر التطور والتكنولوجيا ..
مصطلحان عملنا –عن قصد ،أو غير قصد – على إرساء مفاهيمهما الخاطئة في مجتمعنا ،ولم نكتفِ بهذا ، بل بنينا لهما صروحاً من الأحلام الورديّة التي لاينالنا منها أدنى رائحة الورود..!
كيف لا ؟ ونحن نُعلّل لأنفسنا في كلّ ساعة نقتلها من عمر الزمن ،بأنّ الحياة اختلفت ،،وأنّ متطلباتها كثرت ..وأنّه لابتعادنا عن القيم الأصيلة ...والحياة الأسرية ..ورعاية الأبناء ..مايبرّره..
الوقت : ذلك الحبيب الوفيُّ ...والعدو القاتل !!
كيف لايكون حبيباً وفيّاً وقد أعطاك الفرصة للتقدّم والتألّق ؟
كيف لايكون حبياً وأنت ترجوه أن يبقى معك ويمتد لتملأ ثوانيه ودقائقه مامن شأنه أن يُسعدك في دنياك وآخرتك ؟
كيف لايكون حبيباً ..وأنت تستمتع بغراسٍ ترعاها لتأتي أُكلَها ثمراً شهيّاً طيّباً يُزكي الدم في عروقك ويصلك بالعزيز الحكيم صلةً لا يقطعها حزنٌ .. أو فراق ..؟
نعم ! إنّه الحبيب لمن صبر وقاوم المُتع الزائفة التي لاتؤدي إلاّ إلى الهلاك ...
إنّه الحبيب لِمن أدرك حديث محمد –صلى الله عليه وسلّم-:" لاتزولا قدما عبد حتى يُسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه .وعن شبابه فيما أبلاه .وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه .وعن علمه ماذا عمل به ".
الوقت : ذلك العدو القاتل ..!!
وكيف لايكون قاتلاً لِمن جهل قدر نفسه ..وكفر بالنعمة التي أسغبها الله عليه ..نعمة الوقت التي لاتُقدّر بثمن ..ولاتُقارن ثوانيه بسعادةٍ وهميّةٍ يقضيها الجاهل في لهوٍ..أو لعبٍ..
كيف لايكون عدواً لِمن حسِب بأن زمانه لن ينتهي ..وأنّه سيحيا دون عودة إلى الأرض التي منها أتى !!
إنّه عدوٌّ لمن امتطى صهوة الفراغ ليتجوّل في عالم اللعب واللهو الباطل الذي يوصل إلى خضمّ بحارٍ من النميمة والغيبة واللّغو ..والخوض الباطل ...ثمّ الهلاك ...
المال ...! وأيّ مالٍ ذاك الذي مال بالنفوس وانحدر بها من قمم الإنسانية المُقدّسة ..إلى وديان الغرائز التافهة ...؟!
إنّه المال الذي إذا ناله من لايُحسن استخدامه تحوّل إلى وحشٍ مفترس يأكل بقايا الأخلاق في النفوس المريضة ..!حيث تتحوّل تلك النفوس لأعداء للوقت ..فيملأ الفراغ الثقافي زمنها الزائف ممّا يحوّلها بدوره إلى عدوّةٍ للترابط الأسري ..فيضيع الأبناء ..وتضيع الأسرة ...وكم هي كثيرة الأمثلة الشاهدة على ذلك .. فإنّك ترى ربّّ الأسرة مُنهَكاً ..ولكنّه من طول غيابه عن منزله ..و كذلك الأمّ ..تراها وهموم الدنيا قد اختُصِرَت في نظرات عينيها ..ولكنها هموم "الموضة " ومستحضرات التجميل ..ومتابعة ماهو جديد من أخبار وطقوس ما يُسمّى " بالمجتمع المخملي "..
أمّا الأبناء الذين نُعلّق عليهم دائماً أسباب انهماكنا وانشغالنا ..وتغيّبنا الطويل عن منازلنا ..فإنّهم لايُسألون عن وقتهم ...أو واجباتهم ..أو أصدقائهم ..أو المواقع التي "يتشرّفون " بزيارتها على "الشبكة العنكبوتية " ..
أبعد كلّ هذا أراك تشتكي من عقوق أبنائك وفشلهم ..؟!
أأدركت بعد هذا قول الشاعر :
إنّ المال والفراغ والجدة *******مفسدة للمرء أيّ مفسدة !!
لكم تحياتي... محمدعبدالعزيزحوسو
محمد عبدالعزيز حوسو- أرمنازي بالقلب
- عدد المساهمات : 19
نقاط : 542
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 12/12/2008
رد: عدوّان قاتلان
لك تحية واحترام " ياأبا عبدالعزيز "...
ونأمل أن نستقي من مواضيعكم الشفافة والمبدعه درر البيان ...
لي رأيٌ فيما يخص الوقت ...وأرى أن هناك عبادة وقتية
عبادة الوقت ، وقت فجر ، هذا الوقت ليس وقت حسابات ، ولا غسل سيارات ، هذا وقت عبادات ، هذا وقت قراءة القرآن ، هذا وقت الصلوات ، هذا وقت الأذكار .....
عبادة الوقت ، هي أن تعطي لكل وقت حقه ، إن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار ، وإن لله عملاً في النهار لا يقبله بالليل .......
النبي عليه الصلاة والسلام رأى شاباً في ريعان الشباب يقرأ القرآن ، أو يتعبد الله في وقت العمل ، فسأله : (( مَن يطعمك ؟ قال : أخي ، قال : أخوك أعبد منك )) .....
دقق ، هذا وقت عمل ، أخوك أعبد منك ، لأنه يكسب المال الحلال ، وينفقه على مَن يلوذ به ......
موضوع رائع ...
سلمت يداك ...
تقبل تحياتي
ونأمل أن نستقي من مواضيعكم الشفافة والمبدعه درر البيان ...
لي رأيٌ فيما يخص الوقت ...وأرى أن هناك عبادة وقتية
عبادة الوقت ، وقت فجر ، هذا الوقت ليس وقت حسابات ، ولا غسل سيارات ، هذا وقت عبادات ، هذا وقت قراءة القرآن ، هذا وقت الصلوات ، هذا وقت الأذكار .....
عبادة الوقت ، هي أن تعطي لكل وقت حقه ، إن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار ، وإن لله عملاً في النهار لا يقبله بالليل .......
النبي عليه الصلاة والسلام رأى شاباً في ريعان الشباب يقرأ القرآن ، أو يتعبد الله في وقت العمل ، فسأله : (( مَن يطعمك ؟ قال : أخي ، قال : أخوك أعبد منك )) .....
دقق ، هذا وقت عمل ، أخوك أعبد منك ، لأنه يكسب المال الحلال ، وينفقه على مَن يلوذ به ......
موضوع رائع ...
سلمت يداك ...
تقبل تحياتي
رد: عدوّان قاتلان
استمتعت بقراءة هذه العبارات التي تجسد ما حلّ و جرى بواقعنا
فرائــع هــو ما خطتــه أناملــك
نترقــب جديــدك =)
لحن الوتر- أرمنازي مبتدئ
- عدد المساهمات : 6
نقاط : 6
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/01/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود