وحوش ؟؟ يهود ؟؟؟ ولكن ..

إخوتي وأبنائي الأعزاء الذين تفضلوا بالتعليق على مقالي هذا أشكركم على كريم حضوركم ، وأقول لابن أخي النجار أنا ما نسيت ولن أنسى ما حييت فقد فقدت في حماة أحد كبار أشياخي الأعزاء ، الشيخ أديب كيلاني رحمه الله تعالى وهو أول من عرفت في بداية طريقي إلى الله وكذلك فقدت إخواناً أحباء وكلهم أعزاء وهل ينسى ما فعل بكل مسلم متدين لا سيما منهم المعلمين فقد اغتيل بعضهم وبعضهم اعتقل والبعض الآخر اضطر للتقية حفاظاً على نفسه وأسرته وحتى لا يحرم من مهنة التعليم المقدسة وأنا واحد من هؤلاء .
لقد كانت فترة الثمانينات أقسى بكثير من اليوم وما كنت أنت لتعي تماماً ما حدث فيها لحداثة سنك ، وأنا لم أغفلها في مقالي هذا حيث ذكرت اعتقال أقارب الخصوم السياسيين وتعذيبهم وربما مات بعض منهم تحت التعذيب ، لا لشيء إلا للضغط على الخصم المتواري عن الأنظار ، وقد حرم الكثير من وظيفة يقتات منها لأن أحد أقاربه خصم لهم يخالفهم الرأي والمنهج .
وهذا لم يحدث في التاريخ ولا في بلد من البلدان أو أمة من الأمم ، وهو ما عنيته بقولي ما عرفنا مثل ذلك من قبل ، ما عرفنا مثل أفعالهم الشنيعة وإجرامهم في أمة من الأمم السابقة .
تصور أنهم كانوا يريدون عدم قبول أحد الشباب في المعهد الرياضي فقط لأن عمه كان متهماً بالإخوان المسلمين بدسيسة من أبناء بلدنا آنذاك ، وقدرني الله أن أعدل في قرار الأمن السياسي الذي كان رئيسه آنذاك زميلاً لي في دار المعلمين وكانت تربطني به صداقة وزمالة دراسة وعلاقات طيبة ، فكان يطلعني على الكثير من تقارير أبناء بلدي في أبناء بلدهم وبعضها كان في شخصياً ، وكان يأخذ برأيي في كثيراً من الأحيان عندما أستطيع إقناعه ، ولا أريد أن أذكر أحداً لأمن عليه إنما ذكرت واحداً كمثال ، ولولا رحمة الله بي آنذاك بوجود هذا الرجل لكنت في عداد الأموات اليوم . صحيح أن تقاريرهم ذهبت ادراج الرياح ، لكنهم بارزوني الكثير من العداء وإن بشوا في وجهي ، وما واجهت أحداً ولا عاتبت أحداً بل عاملتهم كأني لا أعلم شيئاً ، لأني كنت قد قطعت عهداً للرجل وأقسمت على كتاب الله أن لا أدع أحداً يشعر بما كان بيني وبينه ، بالرغم من أن سكوتي عرضني لسوء ظن الكثير من أصحابي وإخواني ، ومنهم والدك رحمه الله فقد صارحني بظنه بي أحد الأيام وما كنت أستطيع الرد سوى بقولي هل سمعت أو علمت بأن أحداً تكلم أمامي بكلام ثم سأله أحد عنه ؟ قال لا ، ولكن علاقتك بهم مريبه ، فقلت له هذا أقصى ما أستطيع قوله ،لكن الرجل ـ صديقي رئيس فرع الأمن السياسي الأسبق ـ قد أصبح اليوم في ديار الحق ولا يضره كلامي هذا . وما كان هذا ليكون من أبناء بلد في إخوانهم وجيرانهم وأقاربهم ـ ـ وأعرف من ذلك الكثير ـ لولا أن حملهم الحاكم على ذلك بالترغيب حيناً وبالترهيب حيناً . نسأل الله أن يخلصنا من شرورهم وفسادهم لقد زرعوا العداوة والشقاق بين الإخوة ـ وهي بعض منجزاتهم ـ وحسبنا الله ونعم الوكيل .
ماذا أقول يا بن أخي العزيز وكيف أنسى .... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم