منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 33

اذهب الى الأسفل

فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 33 Empty فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 33

مُساهمة من طرف عبد القادر الأسود الأحد سبتمبر 16, 2012 1:59 pm

قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
(33)
نادى ـ سبحانه ـ آدمَ باسمِه العَلَمِ كما هو عادتُه ـ جلَّ شأنُه ـ مع أنبيائه ما عدا نبيِّنا صلى الله عليه وسلم حيث ناداه بـ {ياأيها النبيُّ} و{يا أيُّها الرسولُ} لِعُلُوِّ مَقامِهِ ورِفْعةِ شأنِه إذْ هو الخليفةُ الأعظمُ، والسِرُّ في إيجادِ آدم.
ولم يَقُلْ سبحانَه لآدمَ أنْبِئْني كما وقع في أمرِ الملائكةِ "أنبؤوني.." مع حُصولِ المُرادِ معَه أيضاً، وهو ظُهورُ فضلِ آدمَ إبانةً لِما بين الرتبتيْن من التفاوت، وإنْباءُ الملائكةِ بأنَّ عِلْمَه ـ عليه السلام ـ واضحٌ لا يحتاج إلى ما يَجري مجرى الامتحان ـ كما كان الحالُ معَ المَلائكة ـ وأنَّه حقيقٌ أنْ يُعلِّمَ غيرَه، أو لِتكونَ لَه ـ عليه السلامُ ـ مِنَّةُ التعليمِ كاملةً، حيثُ أُقيمَ مَقامَ المُفيدِ وأُقيموا مَقامَ المُستفيدين منه، أو لِئَلاَّ تَستولي عليه الهَيْبَةُ، فإنَّ إنْباءَ العالِم ليس كإنْباءِ غيرِه. والمُرادُ بالإنْباءِ ـ هُنا ـ الإعلامُ لا مُجَرَّدَ الإخْبارِ، كما تقدَّم. وفيه دليلٌ لمن قال: إنَّ علومَ المَلائكةِ وكَمالاتِهم تَقبَلَ الزّيادةَ. مِن آثارِ العِنايةِ بآدمَ عليهِ السلامُ أنَّه لمَّا قال للملائكةِ: {أنبئوني} دَاخَلَهُم من هَيبَةِ الخطابِ ما أَخَذهم عنهم، لا سيَّما حين طالَبَهم بإنبائهم إيّاه ما لم تُحِطْ به علومُهم. ولمّا كان حديثُ آدمَ عليه السلامُ رَدَّه في الإنْباء إليهم فقال: {أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} ومخاطبةُ آدمَ عليه السلامُ المَلائكةَ لم يُوجبْ له الاستِغراقَ في الهيبة. فلمّا أَخبرَهم آدمُ عليه السلام بأسماءِ ما تَقاصَرَتْ عنها علومُهم ظهرت فضيلتُه عليهم فقال: {أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ} يعني ما تقاصرت عنه علومُ الخَلْق، وأَعلَمُ ما تُبْدون من الطاعات، وما تكتمون من اعتقادِ الخَيْرِيَّةِ لكم على آدم عليه الصلاةُ والسلام.
لمَّا أرادَ الحقُّ ـ سبحانَه ـ أن يُنَجِيَ آدمَ عَصَمهِ، وعلَّمه، وأظهرَ عليه آثارَ الرعايةِ حتى أخبَرَ بما أَخبَرَ بِهِ، وحين أراد إمضاءَ حُكْمِه فيه أَدخلَ عليه النِّسيانَ حتّى نَسِيَ في الحضرةِ عهدَه، وجاوزَ حَدَّه، فقال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} طه: 115. فالوقت الذي ساعدَتْه العِنايةُ تقدَّم على الجُملةِ بالعِلْمِ والإِحسان، والوقت الذي أمضى عليه الحُكْمَ رَدَّه إلى حالِ النِسْيان والعِصيان، كذا أحكامُ الحَقِّ ـ سبحانه ـ فيما تَجري وتَمضي، ذَلَّ بحُكْمِه العبيدُ، وهو فعَّالٌ لما يريد.
فلمَّا توهَّموا حصولَ تفضيلِهم بتَسبيحِهم وتَقديسِهم عَرَّفَهم أنَّ بِساطَ العِزِّ مُقَدَّسٌ عَنِ التَجَمُّلِ بِطاعةِ مُطيعٍ أو التَدَنُّسِ بِزَلَّةِ جاحدٍ عنيدٍ، فَرَدُّهم إلى السُّجودِ لآدَمَ فأَظهَرَ الغَنَاءَ عن كلِّ وِفاقٍ وخِلافٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ} أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُعْلِمَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ بَعْدَ أَنْ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ لِيَعْلَمُوا أَنَّهُ أَعْلَمُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ تَنْبِيهًا عَلَى فَضْلِهِ وَعُلُوِّ شَأْنِهِ، فَكَانَ أَفْضَلَ مِنْهُمْ بِأَنْ قَدَّمَهُ عَلَيْهِمْ وَأَسْجَدَهُمْ لَهُ وَجَعَلَهُمْ تَلَامِذَتَهُ وَأَمَرَهُمْ بِأَنْ يَتَعَلَّمُوا مِنْهُ. فَحَصَلَتْ لَهُ رُتْبَةُ الْجَلَالِ وَالْعَظَمَةِ بِأَنْ جَعَلَهُ مَسْجُودًا لَهُ، مُخْتَصًّا بِالْعِلْمِ.
وفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى فَضْلِ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: ((وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ)) أَيْ تَخْضَعُ وَتَتَوَاضَعُ وإنما تفعل ذلك لأهل العلم خاصة مِنْ بَيْنِ سَائِرِ عِيَالِ اللَّهِ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَلْزَمَهَا ذَلِكَ فِي آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَتَأَدَّبَتْ بِذَلِكَ الْأَدَبِ. فَكُلَّمَا ظَهَرَ لَهَا عِلْمٌ فِي بَشَرٍ خَضَعَتْ لَهُ وَتَوَاضَعَتْ وَتَذَلَّلَتْ إِعْظَامًا لِلْعِلْمِ وَأَهْلِهِ، وَرِضًا مِنْهُمْ بِالطَّلَبِ لَهُ وَالشُّغْلِ بِهِ. هَذَا فِي الطُّلَّابِ مِنْهُمْ فَكَيْفَ بِالْأَحْبَارِ فِيهِمْ وَالرَّبَّانِيِّينَ مِنْهُمْ! جَعَلَنَا اللَّهُ مِنْهُمْ وَفِيهِمْ، إِنَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ.
ولقد اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، أَيُّمَا أَفْضَلُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ بَنُو آدَمَ عَلَى قَوْلَيْنِ: فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ الرُّسُلَ مِنَ الْبَشَرِ أَفْضَلُ مِنَ الرُّسُلِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَالْأَوْلِيَاءُ مِنَ الْبَشَرِ أَفْضَلُ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّ الْمَلَأَ الْأَعْلَى أَفْضَلُ. احْتَجَّ مَنْ فَضَّلَ الْمَلَائِكَةَ بِأَنَّهُمْ {عِبادٌ مُكْرَمُونَ. لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} الأنبياء: 27 – 26. و{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} التحريم: 6. وقوله: {لنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} النساء: 172. وَقَوْلَهُ: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} الانعام:50. وَفِي الْبُخَارِيِّ: ((يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ)). وَهَذَا نَصٌّ.
واحْتَجَّ مَنْ فَضَّلَ بَنِي آدَمَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خير البرية} البيِّنة: 7. البريّةُ والبريئةُ بِالْهَمْزِ، مِنْ بَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ. وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ الصلاةُ والسلام: ((وإنَّ الملائكةَ لَتَضَعُ أجنحتَها رضي لِطَالِبِ الْعِلْمِ)) الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَبِمَا جَاءَ فِي أَحَادِيثَ مِنْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَاتَ الْمَلَائِكَةَ، وَلَا يُبَاهِي إِلَّا
بِالْأَفْضَلِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: وَلَا طَرِيقَ إِلَى الْقَطْعِ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَلَا الْقَطْعُ بِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ خَيْرٌ مِنْهُمْ، لِأَنَّ طَرِيقَ ذَلِكَ خَبَرُ اللَّهِ تَعَالَى وَخَبَرُ رسولِه أو إجماعُ الأمَّة، وليس ها هنا شيءٌ مِنْ ذَلِكَ، خِلَافًا لِلْقَدَرِيَّةِ وَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ حَيْثُ قَالُوا: الْمَلَائِكَةُ أَفْضَلُ. قَالَ: وَأَمَّا مَنْ قَالَ مِنْ أَصْحَابِنَا وَالشِّيعَةِ: إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَفْضَلُ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: الْمَسْجُودُ لَهُ لَا يَكُونُ أَفْضَلَ مِنَ السَّاجِدِ، أَلَا تَرَى أَنَّ الْكَعْبَةَ مَسْجُودٌ لَهَا وَالْأَنْبِيَاءُ وَالْخَلْقُ يَسْجُدُونَ نَحْوَهَا، ثُمَّ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ الْكَعْبَةِ بِاتِّفَاقِ الأمّة. ولا خلاف أن السجودَ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلَّهِ تَعَالَى، لِأَنَّ السُّجُودَ عِبَادَةٌ، وَالْعِبَادَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا لِلَّهِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَكَوْنُ السُّجُودِ إِلَى جِهَةٍ لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْجِهَةَ خَيْرٌ مِنَ السَّاجِدِ الْعَابِدِ وَهَذَا وَاضِحٌ. وَسَيَأْتِي لَهُ مَزِيدُ بَيَانٍ فِي الْآيَةِ بَعْدَ هَذَا.
وقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَحَدًا لَا يَعْلَمُ مِنَ الْغَيْبِ إِلَّا ما أَعْلَمَه اللهُ كالأنبياءِ أو مَن أَعلَمَه مَنْ أَعْلَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، فَالْمُنَجِّمُونَ وَالْكُهَّانُ وَغَيْرُهُمْ كَذَبَةٌ. وَسَيَأْتِي بَيَانُ هَذَا فِي "الْأَنْعَامِ" إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ}
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ} أَيْ مِنْ قَوْلِهِمْ: {أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها} حَكَاهُ مَكِّيٌّ وَالْمَاوَرْدِيُّ. وَقَالَ الزَّهْرَاوِيُّ: مَا أَبْدَوْهُ هُوَ بِدَارُهُمْ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ. {وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: الْمُرَادُ مَا كَتَمَهُ إِبْلِيسُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْكِبْرِ وَالْمَعْصِيَةِ.
وَجَاءَ "تَكْتُمُونَ" لِلْجَمَاعَةِ، وَالْكَاتِمُ وَاحِدٌ فِي هَذَا الْقَوْلِ عَلَى تَجَوُّزِ الْعَرَبِ وَاتِّسَاعِهَا، كَمَا يُقَالُ لِقَوْمٍ قَدْ جَنَى سَفِيهٌ مِنْهُمْ: أَنْتُمْ فَعَلْتُمْ كَذَا. أَيْ مِنْكُمْ فَاعِلُهُ، وَهَذَا مَعَ قَصْدِ تَعْنِيفٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} الحُجُرات: 4 وَإِنَّمَا نَادَاهُ مِنْهُمْ عُيَيْنَةُ، وَقِيلَ الْأَقْرَعُ. وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الْإِبْدَاءُ وَالْمَكْتُومُ ذَلِكَ عَلَى مَعْنَى الْعُمُومِ فِي مَعْرِفَةِ أَسْرَارِهِمْ وَظَوَاهِرِهِمْ أَجْمَعُ. وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ فَسَأَلَهُ الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ مَا الَّذِي كَتَمَتِ الْمَلَائِكَةُ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ رَأَتِ الْمَلَائِكَةُ خَلْقًا عَجَبًا، وَكَأَنَّهُمْ دَخَلَهُمْ مِنْ ذلك شيءٌ، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَأَسَرُّوا ذلك بينهم، فقالوا: وما يُهِمُّكُمْ مِنْ هَذَا الْمَخْلُوقِ! إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقًا إِلَّا كُنَّا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْهُ.
قوله تعالى: {قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ} آدَمُ: مبنيٌّ على الضمِّ لأنّه مُفردٌ معرفةٌ، وكُلُّ ما كان كذلكُ بُنيَ على ما كان يُرْفع به، وهو في مَحلِّ نصبٍ لوقوعِه موقِعَ المَفعولِ به و"أَنْبِئْهُمْ" فعلُ أمر وفاعلٌ ومفعولٌ.
و"بأسمائِهم" متعلِّق بأَنْبِئْهُمْ، وهو المفعولُ الثاني كما تقدَّم، وقد
يتعدَّى بـ "عن" نحو: أنبأْتُه عن حالِه، وأمَّا تعديتُه بـ "مِنْ" في قوله
تعالى: {قَدْ نَبَّأَنَا الله مِنْ أَخْبَارِكُمْ} فسيأتي بيانه في سورة التوبة، إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
قوله: {قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إني أَعْلَمُ} قال: جوابُ "فلمَّا" و"ألم" الهمزةُ للتقريرِ فإذا دَخَلَتْ على نفيٍّ قَرَّرَتْهُ فيَصيرُ إثباتاً نحو: {أَلَمْ نَشْرَحْ لك صَدْرَكَ} أي: قد شرحنا و"لم" حرفُ جَزْمٍ، و"أَقُلْ" مجزومٌ بها، حُذِفَتْ عينُه وهي الواوُ لالْتِقاءِ الساكنين.
و"لكم" جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقان بـ "َأقُلْ" واللامُ للتبليغِ. وجملةُ "إني أَعْلَمُ" في محلِّ نَصْبٍ بالقولِ.
قولُه: {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ} كقولِه: {أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} من كونِ "أَعْلَمُ" فعلاً مُضارِعاً أو أفْعَل بمعنى فاعِل أو أَفْعَل تفضيل، وكونِ "ما" في محلِ نَصْبٍ أو جَرٍّ، وقد تقدَّم. والظاهرُ: أنَّ جُمْلَةَ: "وأعلمُ" معطوفةٌ على قولِه: {إني أَعْلَمُ غَيْبَ}.
و"تُبْدُون" وزنه: تُفْعون لأنَّ أَصْلَهُ تُبْدِوُونَ مثل تُخْرِجون، فَأُعِلَّ بحذْفِ الواوِ بعدَ سُكونِها. والإِبداءُ: الإِظهارُ. والكَتْمُ: الإِخفاءُ، يقال: بَدا يَبْدُو بَداءً، قال الشمّاخ:
لَعلَّكَ والمَوعودُ حَقَّ لِقاؤهُ ............. بَدا لَكَ في تلك القَلوصِ بَداءُ
قولُه: {وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} ما: عطفٌ على "ما" الأولى بحسَبِ ما تكونُ عليه من الإِعرابِ.
عبد القادر الأسود
عبد القادر الأسود
أرمنازي - عضو شرف
أرمنازي - عضو شرف

عدد المساهمات : 932
نقاط : 2771
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 08/06/2010
العمر : 76
الموقع : http://abdalkaderaswad.spaces.live.com

http://abdalkaderaswad.wordpress.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى