استضافة(9)

الأستاذ الكريم عبدالقادر الأسود السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنت بخير وأسأل الله بان يتقبل طاعاتنا وطاعاتكم أن يعيده علينا بالخير والبركة
بالحقيقة أحببت أن أسألك عن التصوف فيما يتعلق بحكم الاستغاثة والاستعانة بالأولياء الصالحين وعن طلب العون منهم
كذلك أسألك عن حكم التمسح والبكاء عند قبور الأولياء واستحضار أرواحهم
تفضلت حضرتك بأن التصوف هو الركن الثالث في الدين فما هو الدليل من الكتاب والسنة
وهل تعتبر أن الذي لا ينتمي لطريقة صوفية أن عنده خلل أو نقص في دينه ؟ ولماذا ؟
لقد سمعت بعض الأغاني الصوفية ولاحظت بها نوعا من الشرك كإقران الشيخ الرفاعي بالذات الإلهية , ما رأيك بذلك

أرجو أن تأخذ أسئلتي برحابة صدر وتوجهت بها لأن معلوماتي الأدبية ضحلة
ولك جزيل الشكر
اخوك شلال نبع الخضرة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أخي الكريم شلال عين الفيجة بارك الله بك وتقبل منا ومنك وجعله الله شهر رحمة ورضان وغفران ونصر وسؤدد ، بعد.
سيدي الكريم ما سألت عنه لا يتسع له المجال هنا لذلك فأنا أحيلك على الفصل الأول من كتابي المرأة في الغزل الصوفي حيث سقت فيه الأدلة الكافية على سند التصوف من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين والعلماء العاملين ، وهذا الفصل يقع في نحو من خمسين صفحة ومن المتعذر أن أنسخه وأنقله إلى هذا المنتدى ، أرجو مطالعته في مدونتي وهاك رابطها : وإذا تعذر عليك فتح الرابط فبإمكانك كتابة اسمي على محرك البحث جوجل لترى المونة في الصفحة الأولى بإذن الله.
أما ما يتعلق بالشق الآخر من سؤالك عن التوسل إلى الله بالأنبياء والصالحين ، فهو موضوع طويل فيه أخذ ورد منذ أمد بعيد وحتى اليوم لم يتوصل العلماء إلى قول واحد فيه ، وقد ألفت فيه الكتب المطولات. فكيف تراني أستطيع أن أفصل لك فيه هنا ؟ لكنني سأوجز لك ما أظنه الميزان الحق والقول الفصال ـ والله أعلم ـ وهذا الميزان يتلخص بأنه إذا كان هذا المتوسل يعتقد بأن المتوسل به ـ كائناً من كان حتى ولو كان سيد الأنبياء عليه الصلاة والسلام ـ إذا اعتقد المتوسل بأن من يتوسل به يملك له نفعاً أو ضراً فقد أشرك بالله عز وجل ، ولا أريد سوق الأدلة على ذلك فالتطلب من مظانها وهي معروفة ، أما إذا كان يعتقد أن المسؤول على الحقيقة هو الله وإنما هو من باب سؤال الله بمن أحب لصلاحهم وتقواهم فهو من المستحسن ، وفي الآية الكريمة :.... وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا النساء/ 64 وثمة أدلة كثيرة وكلها معتبر وله الوجاهة لا يتسع المجال لإيرادها هنا ، لنني أعتقد أن في هذا بلغة ، وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى .