منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

استضافة(6)

اذهب الى الأسفل

استضافة(6) Empty استضافة(6)

مُساهمة من طرف عبد القادر الأسود الجمعة يوليو 29, 2011 3:20 pm

الأستاذ الكريم والشاعر عبد القادر الأسود:
اسمح لي أولاً أن أرحب بك في منتدى بلدتنا المتواضع والذي يضم أهل بلدتنا كباراً وصغاراً على اختلاف مشاربهم
ولدي الرغبة بتوجيه بعض الأسئلة على حضرتك إن لم يكن لديك مانع
السؤال الأول:
أعتقد أنك تعرف القائل:
قلبي يحدثني بأنك متلفي ****** روحي فداك عرفت أم لم تعرف
مالي سوى روحي وباذل نفسه*** في حب من يهواه ليس بمسرف
وتعرف أيضاً القائل:
قلبي لعزك يخشع**** ولك الجوارح تخضع
يا من وعته مسامعي** في كل صوت يسمع
يا من رأته بصيرتي*** في كل نور يسطع
والنفس ما هو كنهها ** أنى تحب وتجزع
النقاد يقولون: إن الظروف التاريخية التي عصفت بالأمة الإسلامية والتي كانت تعيشها هي التي كانت السبب المباشر في بروز التيار الصوفي وما تبعه من شعر صوفي خالد
السؤال الآن وفي ظل الظروف التي تعصف بالأمة الإسلامية عامة وبالعربية خاصة هل تراهن على عودة مزدهرة للشعر الصوفي
كما المقارنة البسيطة التي أجريتها أعلاه بين ما قلت حضرتك اليوم وما قال ابن الفارض قديماً وهل تعتبر نفسك حاملاً لواء إعادة إحياء الشعر الصوفي من جديد في وقتنا الراهن؟
السؤال الثاني:
قرأت الكثير من شعرك على الصفحات الالكترونية ( النت )
فوجدت شعرك موزوناً ومقفى وتراكيبك وعباراتك سهلة الفهم واضحة مع سلامة كبيرة في اللغة ومع البعد الكبير عن الرمز والتعقيد
وكثيراً ما قرأت من قال: أسقطت القمر بين يديك ونقشت اسمك على صفحة الشمس وأحضرت لك ملكات التاريخ ليكن خدماً عند قدميك
أنا شخصياً لا أعيب ذلك وأعتبره كنايات غريبة بعض الشيء
اسقط القمر في يديها كناية عن إحضار المستحيل لها
ولكن السؤال مقارنة بين ما نقرأ من كتابات الجيل الصاعد وما قرأت لك لاحظت الفرق الكبير في الاستعمالات الدلالية للكلمة والتباين في التراكيب والصور ماذا تعتبر ذلك؟
هل هو:
اختلاف في الذوق العام وطريقة تناول الأدب والشعر؟
أم
فجوة زمنية وصراع جيلين جيل القديم وجيل الحداثة؟
أم
اختلاف في القناعة الشخصية لوظيفة الأدب والشعر؟
السؤال الثالث

هل يقف الدين عائقاً أمام الابداع الشعري كالحد من عنان الخيال وذلك من محاولة للتقيد بكلمات معينة انطلاقاً من الخوف من الله والبعد عن التلفظ بكلمات نابية وفيها بعض الشرك ربما كما يقول أحدهم وآسفة من الجميع قلتها فقط كمثال تباً للقدر وهذا حرام لأن فيه لعن للقدر
وما رأيك بمقولة النقاد الذين يقولون ( أجمل الشعر أكفره )
شكراً جزيلاً لك وأتمنى ألا أكون قد أثقلت عليك بالأسئلة هذه
وأتمنى لك طيب إقامة في منتدانا المتواضع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الكريم ميسا بدران : أولاً إن التصوف ـ بمضمونه ومعناه ـ هو الركن الثالث من الدين الإسلامي الحنيف ، أعني مقام الإحسان الذي بينه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، (( بينما نحن جلوس عند رسول الله ... إلى أن يقول : أخبرني عن الإحسان . قال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فهو يراك .)) والحديث معروف وموجود في الصحيحين ، ولا يتسع المقام هنا للتوسع في الموضوع أكثر من ذلك ، إنما أحيلك على كتابي (( المرأة في الغزل الصوفي )) وهذا رابطها abdalkaderaswad.wordpress.com فقد بينت هذا الأمر في الباب الأول منه فسقت الأدلة عليه من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح بشيء من التوسع ، حتى الاسم كان معروفاً عند الصحابة وإن على نطاق ضيق ، لكن ازدهار هذه المدارس ـ كغيره من علوم الدين كان فيما بعد في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية ، حيث تم تقسيم العلوم وظهور الاختصاص ، فكانت التسميات المختلفة ، كالفقه والحديث وعلوم اللغة .. إلى آخر ما هنالك ، ثم ظهرت تقسيمات وتسميات ضمن كل قسم من الأقسام ، فبتنا نسمع في علم الحديث مثلاً : علم السند وعلم المصطلح ورجال السند .... وبتنا في اللغة نسمع أسماء مختلفة أيضاً كالنحاة ، والبلاغيون والعروضيون ... وفي هذا العصر اشتهرت تسمية الذين اختصوا بالإحسان بالصوفيين وضمن التصوف ظهرت مدارس متعددة سميت بأسماء الأئمة الذين اجتهدوا في هذا المجال كالسيد الرفاعي والسيد الدسوقي السيد الجيلاني والسيد الشاذلي والسيد البدوي والسيد النقشبندي ...وكان من بين هؤلاء شعراء اشتهروا كابن الفارض والسُهْرَوَرْدي واليافي ومحي الدين بن عربي ، وغيرهم كثير ، وأرجو أن تعود للشعر الصوفي مكانته وازدهاره مع الصحوة الحالية التي تشهدها أمة في كل مجال اليوم .

أما أن أكون حامل لواءها في هذا العصر فهو شرف لا أرى في نفسي الأهلية لأن أدعيه إلا إذا شاء ربي أن يكرمني ويشرفني فهو على ما يشاء قدير ، فإذا أراد أمراً هيأ له أسبابه .

أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني فقد أجبت عنه اليوم في الرد السابق على الأخت أشيا ولا يحسن تكراره .

وأما السؤال الثالث فإن الدين لا يحد من خيال الشاعر إن كان ذا موهبة ودربة وسعة أفق ، وقد سبقنا شعراء مسلمون كبار متمسكون بدينهم ولم يقف الدين حاجزاً بين الشاعر وخياله ، أما ما يتعلق ببعض الألفاظ التي يعتبرها البعض نافرة منافية للإيمان . فعلينا أن لا نتشدد ولا نتحجر طالما وجدنا لذلك تأويلاً ، وكان صاحبه مشهوداً له بالإيمان ، لأن اللغة العربية لغة المجاز ، ألا ترين إلى رب العزة يقول في محكم بيانه : (( يدُ الله فوقَ أيديهم )) فهل لله يد حسية كيدنا ؟ ثم قوله في الحديث القدسي : (( ... فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها...)) إذاً نؤل طالما كان ثمة مجال للتأويل إلا أن يكون كفراً صريحاً لا مجال لتأويله وصاحبه معروف بكفره . والحمد لله رب العالمين
عبد القادر الأسود
عبد القادر الأسود
أرمنازي - عضو شرف
أرمنازي - عضو شرف

عدد المساهمات : 932
نقاط : 2771
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 08/06/2010
العمر : 76
الموقع : http://abdalkaderaswad.spaces.live.com

http://abdalkaderaswad.wordpress.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى