الدر النظيم ...(الآية 33 من سورة البقرة
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
الدر النظيم ...(الآية 33 من سورة البقرة
قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
نادى ـ سبحانه ـ آدمَ باسمه العلم كما هو عادته ـ جلّ شأنه ـ مع أنبيائه ما عدا نبينا صلى الله عليه وسلم حيث ناداه بـ { ياأيها النبى } و{يا أيها الرسول } لعلو مقامه ورفعة شأنه إذ هو الخليفة الأعظم ، والسر في إيجاد آدم .
ولم يقل سبحانه لآدم أنبئني كما وقع في أمر الملائكة (أنبؤوني..) مع حصول المراد معه أيضاً ، وهو ظهور فضل آدم إبانة لما بين الرتبتين من التفاوت ، وإنباء للملائكة بأن علمه ـ عليه السلام ـ واضح لا يحتاج إلى ما يجري مجرى الامتحان ـ كما كان الحال مع الملائكة ـ وأنّه حقيق أن يُعلّمَ غيرَه أو لتكون له ـ عليه السلام ـ منّة التعليم كاملة حيث أُقيم مقامَ المفيد وأقيموا مقام المستفيدين منه ، أو لئلاّ تستولي عليه الهيبة فإن إنباء العالِم ليس كإنباء غيره . والمراد بالإنباء هنا الإعلام لا مجرد الإخبار كما تقدم .
وفيه دليل لمن قال : إن علوم الملائكة وكمالاتهم تقبل الزيادة . وقرأ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : { أَنبِئْهُم } بالهمز وكسر الهاء ” أنبئهِم ” ، و” أنبيهم ” بقلب الهمزة ياء ، وقرأ الحسن ” أنبِهِم ” كأعطهم ، والمراد بالأسماء ما عجزوا عن علمها واعترفوا بالقصور عن بلوغ مرتبتها ، والضمير عائد على المعروضين على ما تقدم .
قوله تعالى: { قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ } ” آدَمُ ” مبنيٌّ على الضم لأنه مفردٌ معرفةٌ ، وكلُّ ما كان كذلكُ بني على ما كان يُرْفع به ، وهو في مَحلِّ نصبٍ لوقوعه موقعَ المفعولِ به
و” أَنْبِئْهُمْ ” فعلُ أمر وفاعلٌ ومفعولٌ .
و” بأسمائِهم ” متعلِّق بأَنْبِئْهُمْ ، وهو المفعولُ الثاني كما تقدَّم ، وقد يتعدَّى بـ ” عن ” نحو : أنبأْتُه عن حالِه ، وأمَّا تعديتُه بـ ” مِنْ ” في قوله تعالى : { قَدْ نَبَّأَنَا الله مِنْ أَخْبَارِكُمْ } فسيأتي بيانه في سورة التوبة ، إنْ شاءَ اللهُ تعالى .
{ قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إني أَعْلَمُ } ” قال ” جوابُ ” فلمَّا ” و” ألم ” الهمزةُ للتقرير إذا دَخَلَتْ على نفي قَرَّرَتْهُ فيَصيرُ إثباتاً نحو : { أَلَمْ نَشْرَحْ لك صدرك } أي : قد شرحنا و” لم ” حرفُ جزمٍ ، و” أَقُلْ ” مجزومٌ بها حُذِفَتْ عينُه وهي الواوُ لالتقاءِ الساكنين .
و” لكم ” جار ومجرور متعلقان بـ ” أقل ” واللامُ للتبليغِ . وجملةُ ” إني أَعْلَمُ ” في محلِّ نَصْبٍ بالقولِ .
{ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } كقولِه : { أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } من كونِ “أَعْلَمُ” فعلاً مضارعاً أو أفْعَل بمعنى فاعِل أو أَفْعَل تفضيل ، وكونِ ” ما ” في محل نصبٍ أو جرٍ وقد تقدَّم . والظاهرُ : أن جملةَ قولِه : ” وأعلمُ ” معطوفةٌ على قولِه : { إني أَعْلَمُ غَيْبَ } .
و” تُبْدُون ” وزنه : تُفْعون لأن أصله تُبْدِوُونَ مثل تُخْرِجون ، فَأُعِلَّ بحذْفِ الواو بعد سكونها . والإِبداءُ : الإِظهارُ . والكَتْمُ : الإِخفاءُ ، يقال : بَدا يَبْدُو بَداءً ، قال الشاعر : … بَدا لَكَ في تلك القَلوصِ بَداءُ .
{ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } : ” ما ” عطفٌ على ” ما ” الأولى بحسَبِ ما تكونُ عليه من الإِعرابِ .
(حرر)
نادى ـ سبحانه ـ آدمَ باسمه العلم كما هو عادته ـ جلّ شأنه ـ مع أنبيائه ما عدا نبينا صلى الله عليه وسلم حيث ناداه بـ { ياأيها النبى } و{يا أيها الرسول } لعلو مقامه ورفعة شأنه إذ هو الخليفة الأعظم ، والسر في إيجاد آدم .
ولم يقل سبحانه لآدم أنبئني كما وقع في أمر الملائكة (أنبؤوني..) مع حصول المراد معه أيضاً ، وهو ظهور فضل آدم إبانة لما بين الرتبتين من التفاوت ، وإنباء للملائكة بأن علمه ـ عليه السلام ـ واضح لا يحتاج إلى ما يجري مجرى الامتحان ـ كما كان الحال مع الملائكة ـ وأنّه حقيق أن يُعلّمَ غيرَه أو لتكون له ـ عليه السلام ـ منّة التعليم كاملة حيث أُقيم مقامَ المفيد وأقيموا مقام المستفيدين منه ، أو لئلاّ تستولي عليه الهيبة فإن إنباء العالِم ليس كإنباء غيره . والمراد بالإنباء هنا الإعلام لا مجرد الإخبار كما تقدم .
وفيه دليل لمن قال : إن علوم الملائكة وكمالاتهم تقبل الزيادة . وقرأ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : { أَنبِئْهُم } بالهمز وكسر الهاء ” أنبئهِم ” ، و” أنبيهم ” بقلب الهمزة ياء ، وقرأ الحسن ” أنبِهِم ” كأعطهم ، والمراد بالأسماء ما عجزوا عن علمها واعترفوا بالقصور عن بلوغ مرتبتها ، والضمير عائد على المعروضين على ما تقدم .
قوله تعالى: { قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ } ” آدَمُ ” مبنيٌّ على الضم لأنه مفردٌ معرفةٌ ، وكلُّ ما كان كذلكُ بني على ما كان يُرْفع به ، وهو في مَحلِّ نصبٍ لوقوعه موقعَ المفعولِ به
و” أَنْبِئْهُمْ ” فعلُ أمر وفاعلٌ ومفعولٌ .
و” بأسمائِهم ” متعلِّق بأَنْبِئْهُمْ ، وهو المفعولُ الثاني كما تقدَّم ، وقد يتعدَّى بـ ” عن ” نحو : أنبأْتُه عن حالِه ، وأمَّا تعديتُه بـ ” مِنْ ” في قوله تعالى : { قَدْ نَبَّأَنَا الله مِنْ أَخْبَارِكُمْ } فسيأتي بيانه في سورة التوبة ، إنْ شاءَ اللهُ تعالى .
{ قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إني أَعْلَمُ } ” قال ” جوابُ ” فلمَّا ” و” ألم ” الهمزةُ للتقرير إذا دَخَلَتْ على نفي قَرَّرَتْهُ فيَصيرُ إثباتاً نحو : { أَلَمْ نَشْرَحْ لك صدرك } أي : قد شرحنا و” لم ” حرفُ جزمٍ ، و” أَقُلْ ” مجزومٌ بها حُذِفَتْ عينُه وهي الواوُ لالتقاءِ الساكنين .
و” لكم ” جار ومجرور متعلقان بـ ” أقل ” واللامُ للتبليغِ . وجملةُ ” إني أَعْلَمُ ” في محلِّ نَصْبٍ بالقولِ .
{ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } كقولِه : { أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } من كونِ “أَعْلَمُ” فعلاً مضارعاً أو أفْعَل بمعنى فاعِل أو أَفْعَل تفضيل ، وكونِ ” ما ” في محل نصبٍ أو جرٍ وقد تقدَّم . والظاهرُ : أن جملةَ قولِه : ” وأعلمُ ” معطوفةٌ على قولِه : { إني أَعْلَمُ غَيْبَ } .
و” تُبْدُون ” وزنه : تُفْعون لأن أصله تُبْدِوُونَ مثل تُخْرِجون ، فَأُعِلَّ بحذْفِ الواو بعد سكونها . والإِبداءُ : الإِظهارُ . والكَتْمُ : الإِخفاءُ ، يقال : بَدا يَبْدُو بَداءً ، قال الشاعر : … بَدا لَكَ في تلك القَلوصِ بَداءُ .
{ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } : ” ما ” عطفٌ على ” ما ” الأولى بحسَبِ ما تكونُ عليه من الإِعرابِ .
(حرر)
مواضيع مماثلة
» الدر النظيم ... الآية : 40 من سورة البقرة
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :135
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية: 190
» الدر النظيم .. سورة البقرة ، الآية 39
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 55
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :135
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية: 190
» الدر النظيم .. سورة البقرة ، الآية 39
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 55
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود