منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 50

اذهب الى الأسفل

الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 50 Empty الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 50

مُساهمة من طرف عبد القادر الأسود الإثنين فبراير 13, 2012 7:29 am

وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)
{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ } قيل: معناه فرقنا لكم وقيل: فرقنا البحر بدخولكم إياه وسمي البحر بحرا لاتساعه ، ومنه قيل للفرس: بحر إذا اتسع في جريه ، وذلك أنه لما دنا هلاك فرعون أمر الله تعالى موسى عليه السلام أن يسري ببني إسرائيل من مصر ليلا فأمر موسى قومه أن يسرجوا في بيوتهم إلى الصبح، وأخرج الله تعالى كلَّ ولدِ زنا في القبط من بني إسرائيل إليهم ، وكل ولد زنا في بني إسرائيل من القبط إلى القبط حتى رجع كل إلى أبيه ، وألقى الله الموت على القبط فمات كل بكر لهم واشتغلوا بدفنهم حتى أصبحوا وطلعت الشمس ، وخرج موسى عليه السلام في بني إسرائيل . فلما أرادوا السير ضرب عليهم التيه فلم يدروا أين يذهبون فدعا موسى مشيخة بني إسرائيل وسألهم عن ذلك فقالوا: إن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ على إخوته عهداً أن لا يخرجوا من مصر حتى يخرجوه معهم فلذلك انسدّ علينا الطريق ، فسألهم عن موضع قبره فلم يعلموا فقام موسى ينادي : أنشد الله كلَّ من يعلم أين موضع قبر يوسف عليه السلام إلا أخبرني به ؟ حتى سمعته عجوز فقالت : أرأيتك إن دللتك على قبره أتعطيني كل ما سألتك ؟ فأبى عليها وقال : حتى أسأل ربي ، فأمره الله تعالى بإيتائها سؤلها فقالت : إني عجوز كبيرة لا أستطيع المشي فاحملني وأخرجني من مصر ، هذا في الدنيا وأما في الآخرة فأسألك أن لا تنزل غرفةً من الجنّة إلا نزلتُها معك قال: نعم قالت : إنه في جوف الماء في النيل فادعُ الله حتى يحسر عنه الماء ، فدعا الله تعالى فحسر عنه الماء ، ودعا أن يؤخر طلوع الفجر إلى أن يفرغ من أمر يوسف عليه السلام ، فحفر موسى عليه السلام ذلك الموضع واستخرجه في صندوق من مرمر ، وحمله حتى دفنه بالشام ، ففتح لهم الطريق فساروا وموسى عليه السلام يسير في آخراً تواضعاً ، وهارون على مقدمتهم ، أما فرعون فجمع قومه وأمرهم أن لا يخرجوا في طلب بني إسرائيل حتى يصيح الديك ، فما صاح ديك تلك الليلة ، فخرج فرعون في طلب بني إسرائيل وعلى مقدمته هامان ، فسارت بنو إسرائيل حتى وصلوا إلى البحر ، وهو بحر فارس ، فنظروا فإذا هم بفرعون حين أشرقت الشمس فبقوا متحيرين فقالوا : يا موسى كيف نصنع ؟ وأين ما وعدتنا؟ هذا فرعون خلفنا إن أدركنا قتلنا! والبحر أمامنا إن دخلناه غرقنا؟ قال الله تعالى : " فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال موسى كلا إن معي ربي سيهدين " . فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، وظهر فيه اثنا عشر طريقاً لكلّ سِبْطٍ طريق وارتفع الماء بين كلّ طريقين كالجبلِ وأرسل الله الريح والشمس على قعر البحر حتى صار يَبَساً فخاضت بنو إسرائيل البحر ، كلُّ سِبط في طريق ، وعن جانبيهم الماء كالجبل الضخم ولا يرى بعضُهم بعضاً ، فخافوا وقال كلُّ سِبط: قد قُتل إخواننا فأوحى الله تعالى إلى جبال الماء : أن تشبكي ، فصار الماء شبكات كالطبقات يرى بعضهم بعضاً ويسمَعُ بعضُهم كلام بعض حتى عبروا البحر سالمين فذلك قوله تعالى " وإذ فرقنا بكم البحر فَأَنْجَيْنَاكُم وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ } وذلك أن فرعون لما وصل إلى البحر رآه منفلقاً فقال لقومه : انظروا إلى البحر انفلق من هيبتي حتى أُدرِك عَبِيدِي الذين أَبَقُوا ادخلوا البحر فهاب قومُه أن يدخلوه وقيل: قالوا له إن كنتَ ربّاً فادخل البحر كما دخل موسى ، وكان فرعون على حصان أدهم ولم يكن في خيل فرعون فرس أنثى فجاء جبريل على فرس أنثى فتقدمهم وخاض البحر فلما شم حصان فرعون ريحها اقتحم البحر في أثرها وهم لا يرونه ولم يملك فرعون من أمره شيئاً وهو لا يرى فرس جبريل واقتحمت الخيول جملة خلفه ، وجاء ميكائيل على فرس خلف القوم يشحذهم ويسوقهم حتى لا يشذَّ رجلٌ منهم ويقول لهم: الحقوا بأصحابكم حتى خاضوا كلهم البحر ، وخرج جبريل من البحر ، وهم أولهم بالخروج فأمر الله تعالى البحر أن يأخذهم فالتطم عليهم وغرّقهم أجمعين ، وذلك بمرأى من بني إسرائيل فذلك قوله تعالى: { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } إلى مصارعهم وقيل: إلى إهلاكهم .
{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ البحر} . . " بكم " فَرَق بهم كما يُفْرَقُ بين الشيئين بما توسَّط بينهما . ويحوزُ أن تكونَ الباءُ للسببيَّة أي : بسببكم ، ويجوزُ أن تكونَ للحالِ من " البحر " أَيْ : فَرَقْناه ملتبِساً بكم .
والفَرْقُ والفَلْقُ واحدٌ ، وهو الفصلُ والتمييز ، ومنه { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ } أي : فَصَلْناه وميَّزناه بالبيانِ ، والقرآنُ فرقانٌ لتمييزه بين الحقِّ والباطل . وفَرْقُ الرأسِ لوضوحِه ، والبحرُ أصله : الشِّقُّ الواسعُ ، ومنه : البَحِيرة لشَقِّ أذُنها . وأَبْحَرَ الماءُ أي : صار مِلْحاً قال نُصَيْب :
وقد عادَ ماءُ الأرضِ بَحْراً فزادني ....... إلى مَرَضي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ
والغَرَقُ : الرُّسوبُ في الماءِ ، وتُجُوِّزُ به عن المُداخَلَةِ في الشيء ، فيقال: أَغْرَق فلانٌ في اللَّهْو ، ويقال: غَرِقَ فهو غَرِقٌ وغارِق ، والأصلُ فيه أن القابِلَة كانَتْ تُغَرِّق المولودَ في الدَمِ عام القَحْطِ ليموتَ ، ذكراً كان أو أنثى ، ثم جُعِل كلُّ قَتْل تغريقاً . ومنه قول ذي الرمة :
إذا غَرَّقْتَ أرباضُها ثِنْيَ بَكْرَةٍ ................ بتَيْهاءَ لم تُصْبِحْ رَؤوماً سَلُوبُها
{ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } جملةٌ من مبتدأ أو خبر في محلِّ نصبٍ على الحال من "آل فرعون" والعاملُ "أَغْرقنا" ويجوزُ أن يكونَ حالاً من مفعولٍ "أنْجَيْناكم " .
والنظرُ يَحْتَمِلُ أن يكونَ بالبصرِ لأنهم كانوا يُبْصِرُون بعضَهم بعضاً لقُرْبِهم .
وقيل : إنَّ آلَ فرعون طَفَوْا على الماء فنظروا إليهم ، وأن يكونَ بالبصيرةِ والاعتبار .
وقيل:المعنى وأنتم بحالِ مَنْ ينظرُ لو نَظَرْتُم ، ولذلك لم يُذْكَرْ له مفعولٌ .
عبد القادر الأسود
عبد القادر الأسود
أرمنازي - عضو شرف
أرمنازي - عضو شرف

عدد المساهمات : 932
نقاط : 2771
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 08/06/2010
العمر : 76
الموقع : http://abdalkaderaswad.spaces.live.com

http://abdalkaderaswad.wordpress.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى