منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جرح قلبي عن رثاء الابناء

اذهب الى الأسفل

جرح قلبي عن رثاء الابناء Empty جرح قلبي عن رثاء الابناء

مُساهمة من طرف محمد باتيتة الجمعة فبراير 24, 2012 2:57 am

جرح قلبي عن رثاء الابناء Uuuuuu11_800x600
إذا قلت أسلو عنه هاجت بلابل ... يجددها فكر يجدده ذكر
وأنظر حولي لا أرى غير قبره ... كأن جميع الأرض عندي له قبر
أفرخ جنان الخلد طرت بمهجتي ... وليس سوى قعر الضريح له وكر
وقالت أعرابية ترثي ولدها:
يا قرحة القلب والأحشاء والكبد ... يا ليت أمك لم تحبل ولم تلد
لما رأيتك قد أدرجت في كفن ... مطيبا للمنايا آخر الأبد
أيقنت بعدك أني غير باقية ... وكيف يبقى ذراع زال عن عضد
توفي ابن لأعرابي فبكى عليه حينا، فلما هم أن يسلو عنه توفي له ابن آخر، فقال في ذلك:
إن أفق من حزن هاج حزن ... ففؤادي ما له اليوم سكن
وكما تبلى وجوه في الثرى ... فكذا يبلى عليهن الحزن
وقال في ذلك:
عيون قد بكينك موجعات ... أضر بها البكاء وما ينينا
إذا أنفذن دمعا بعد دمع ... يراجعن الشؤون فيستقينا
أبو عبد الله البجلي قال: وقفت أعرابية على قبر ابن لها يقال له عامر، فقالت:
أقمت أبكيه على قبره ... من لي من بعدك يا عامر
تركتني في الدار لي وحشة ... قد ذل من ليس له ناصر
وقالت فيه:
هو الصبر والتسليم لله والرضا ... إذ نزلت بي خطة لا أشاؤها
إذا نحن أبنا سالمين بأنفس ... كرام رجت أمرا فخاب رجاؤها
فأنفسنا خير الغنيمة إنها ... تؤوب ويبقى ماؤها وحياؤها
ولا بر إلا دون ما بر عامر ... ولكن نفسا لا يدوم بقاؤها
هو ابنى أمسى أجره " لي " وعزني ... على نفسه رب إليه ولاؤها
فإن احتسب أوجر وإن أبكه أكن ... كباكية لم يحي ميتا بكاؤها
الشيباني قال: كانت امرأة من هذيل لها عشرة إخوة وعشرة أعمام، فهلكوا جمعيا في الطاعون، وكانت بكرا لم تتزوج، فخطبها ابن عم لها فتزوجها، فلم تلبث أن اشتملت على غلام فولدته، فنبت نباتا كأنما يمد بناصيته، وبلغ، فزوجته وأخذت في جهازه، حتى إذا لم يبق إلا البناء " بأهله " أتاه أجله فلم تشق لها جيبا ولم تدمع لها عين، فلما فرغوا من جهازه دعيت لتوديعه، فأكبت عليه ساعة، ثم رفعت رأسها ونظرت إليه وقالت:
ألا تلك المسرة لا تدوم ... ولا يبقى على الدهر النعيم
ولا يبقى على الحدثان غفر ... بشاهقة له أم رءوم
ثم اكبت عليه أخرى، فلم تقطع نحيبها حتى فاضت نفسها، فدفنا جميعا.
خليفة بن خياط قال: ما رأيت أشد كمدا من آمرأة من بني شيبان قتل ابنها وأبوها وزوجها وأمها وعمتها وخالتها مع الضحاك الحروري، فما رأيتها قط ضاحكة ولا متبسمة حتى فارقت الدنيا، وقالت ترثيهم:
من لقلب شفه الحزن ... ولنفس ما لها سكن
ظعن الأبرار فآنقلبوا ... خيرهم من معشر ظعنوا
معشر قضوا نحوبهم ... كل ما قد قدموا حسن
صبروا عند السيوف فلم ... ينكلوا عنها ولا جبنوا
فتية باعوا نفوسهم ... لا ورب البيت ما غبنوا
فأصاب القوم ما طلبوا ... منة ما بعدها منن
وقال عبد الله بن ثعلبة يرثي ولدا له:
أأخضب رأسي أم أطيب مفرقي ... ورأسك مرموس وأنت سليب
نسيبك من أمسى يناجيك طرفه ... وليس لمن تحت التراب نسيب

(1/353)


--------------------------------------------------------------------------------

غريب وأطراف البيوت تكنه ... ألا كل من تحت التراب غريب
قال العتبي - محمد بن عبيد الله - يرثي ابنا له:
أضحت بخدي للدموع رسوم ... أسفا عليك وفي الفؤاد كلوم
والصبر يحمد في المواطن كلها ... إلا عليك فإنه مذموم
خرج أعرابي هاربا من الطاعون، فبينما هو سائر إذ لدغته أفعى فمات، فقال أبوه يرثيه:
طاف يبغي نجوة ... من هلاك فهلك
والمنايا رصد ... للفتى حيث سلك
ليت شعري ضلة ... أي شيء قتلك
كل شيء قاتل ... حين تلقى أجلك
لما قتل عبد الله المأمون أخاه محمد بن زبيدة أرسلت أمه زبيدة بنت جعفر إلى أبي العتاهية أن يقول أبياتا على لسانها للمأمون، فقال:
ألا إن ريب الدهر يدنى ويبعد ... وللدهر أيام تذم وتحمد
أقول لرحيب الدهر إن ذهبت يد ... فقد بقيت والحمد لله لي يد
إذا بقي المأمون لي فالرشيد لي ... ولي جعفر لم يهلكا ومحمد
وكتبت إليه من قوله:
لخير إمام من خير معشر ... وأكرم بسام على عود منبر
كتبت وعينى تستهل دموعها ... إليك ابن يعلي من دموعي ومحجري
فجعنا بأدنى الناس منك قرابة ... ومن زل عن كبدي فقل تصبري
أتى طاهر لا طهر الله طاهرا ... وما طاهر في فعله بمطهر
فأبرزني مكشوفة الوجه حاسرا ... وأنهب أموالي وخرب أدوري
وعز على هارون ما قد لقيته ... وما نابني من ناقص الخلق أعور
فلما نظر المأمون إلى كتابها وجه إليها بحباء جزيل، وكتب إليها يسألها القدوم عليه، فلم تأته في ذلك الوقت وقبلت منه ما وجه " به " إليها. فلما صارت إليه بعد ذلك قال لها: من قائل الأبيات؟ قالت: أبو العتاهية؛ قال: وبكم أمرت له؟ فقالت: بعشرين ألف درهم؟ قال المأمون: وقد أمرنا له بمثل ذلك. واعتذر إليها من قتل أخيه محمد، وقال " لها " : لست صاحبه ولا قاتله. فقالت: يا أمير المؤمنين، إن لكما يوما تجتمعان فيه، وأرجو أن يغفر الله لكما إن شاء الله.
أبو شأس يرثي ابنه شأسا:
وربيت شأسا لريب الزمان ... فلله تربيتي والنصب
فليتك يا شأس فيمن بقي ... وكنت مكانك فيمن ذهب "
من رثى إخوته
الرياشي قال: صلى متمم بن نويرة الصبح مع أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ثم أنشد:
نعم القتيل إذا الرياح تناوحتبين البيوت قتلت يا بن الأزور
أدعوته بالله ثم قتلتهلو هو دعاك بذمة لم يغدر
لا يضمر الفحشاء تحت ردائه ... حلو شمائله عفيف المئزر
قال: ثم بكى حتى سالت عينه العوراء. قال أبو بكر: ما دعوته ولا قتلته.
وقال متمم:
ومستضحك مني أدعى كمصيبتي ... وليس أخو الشجو الحزين بضاحك
يقول أتبكي من قبور رأيتها ... لقبر بأطراف الملا فالدكادك
فقلت له إن الأسى يبعث الأسى ... فدعني فهذي كلها قبر مالك
وقال متمم يرثي أخاه مالكا، وهي التي تسمى أم المراثي:
لعمري وما دهري بتأبين هالك ... ولا جزع مما ألم فأوجعا
لقد غيب المنهال تحت ردائه ... فتى غير مبطان العشيات أروعا
ولا برما تهدي النساء لعرسه ... إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا

محمد باتيتة
محمد باتيتة
المراقب المميز لمنتدى أرمناز
المراقب المميز لمنتدى أرمناز

عدد المساهمات : 1501
نقاط : 3451
السٌّمعَة : 113
تاريخ التسجيل : 24/03/2009
العمر : 41
الموقع : ريف دمشق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى