منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 55

اذهب الى الأسفل

الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 55 Empty الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 55

مُساهمة من طرف عبد القادر الأسود الأحد أبريل 29, 2012 5:46 pm

وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)
{ وَإِذْ قُلْتُمْ ياموسى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } القائل هم السبعون الذين اختارهم موسى عليه السلام لميقات التوراة ، قيل: قالوه بعد الرجوع، وقتلِ عَبَدَةِ العِجْل ، وتحريقِ عجلِهم ، ويُفهم من بعض الآثار أن القائل أهل الميقات الثاني الذي ضربه الله تعالى للاعتذار عن عَبَدةِ العجل وكانوا سبعين أيضاً، وقيل القائل عشرة آلاف من قومه، وقيل: الضمير لسائر بني إسرائيل، إلاّ مَن عصمه الله تعالى، واللام من { لَكَ } إنَّما تعدَّى باللامِ دونَ الباءِ لأحدِ وجهين: إمَّا أَنْ يكونَ التقديرُ: لَن نُؤْمِنَ لأجلِ قولِك ، وإمَّا أَنْ يُضَمَّنَ مَعنى الإِقرارِ، أي: لَنْ نُقِرَّ لك بما ادَّعَيْتَه، وقرأ أبو عمرو بإدغام النونِ في اللامِ لتقاربُهِما .
وقيل: أرادوا نفي الكمال أي لا يكمل إيماننا لك ، كما قيل في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه المؤمنِ ما يحبُّ لنفسِه)) . والقولُ إنهم لم يكونوا مؤمنين أصلاً لم نَرَهُ لأحدٍ من أئمة التفسير .
{حتى نَرَى الله جَهْرَةً} حتى: هنا،حرفُ غاية، والجَهْرةُ في الأصل مصدرُ جَهَرْتَ بالقراءة إذا رفعتَ صوتَك بها واستعيرت للمعايَنَةِ بجامع الظُهور التامِّ . والجهرُ ظهورُ الشيء بإفراط حاسّةِ البصرِ أو حاسّةِ السمعِ ، أمّا البصرُ فنحو رأيتُه جهاراً ، وأمّا السمعُ فنحو { وَإِن تَجْهَرْ بالقول فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السر وَأَخْفَى } طه : 7 .
و" جَهْرَةً " فيه قولان أحدُهما: أنها مصدرٌ وفيها حينئذٍ قولان ، أحدُهما أنَّ ناصبَها محذوفٌ ، وهو من لفظِها ، تقديرُه: جَهَرْتُمْ جَهْرةً ، والثاني : أنها مصدرٌ من نوعِ الفعلِ وهي نوعٌ من الرؤيةِ . والثاني : أنها مصدرٌ واقعٌ موقعَ الحالِ ، وفيها حينئذ أربعةُ أقوالٍ ، أحدُهما: أنه حالٌ من فاعل "نرى" أي: ذوي جَهْرَةٍ . والثاني: أنَّها حالٌ من فاعل "قُلْتم"، أي: قلتم ذلك مجاهِرين ، فقد أتى بمفعولِ القولِ ثم بالحالِ من فاعِلِه ، فهو نظيرُ: "ضَرَبْتُ هنداً قائماً" . والثالثُ: أنَّها حَالٌ من اسمِ اللهِ تعالى، أي:نَرَاه ظاهراً غيرَ مستورٍ.والرابعُ: أنَّها حالٌ من فاعلِ"نؤمن"والأرجحُ من هذه الأقوالِ الستةِ هو القول الثاني.
وقرأ ابنُ عباس "جَهَرَةً" بفتح الهاء وفيها قولان، أحدُهما: أنها لغةٌ في جَهْرة ، وهي لغةٌ مسموعةٌ عند البصريين فيما فيه حَرْفُ الحلقِ ساكنٌ قد انفتح ما قبله ، والكوفيون يُجيزون فيه الفتحَ وإنْ لَمْ يَسْمعوه . والثاني: أنها جمعُ "جاهر" نحو: خادِم وخَدَم والمعنى: حتى نرى الله كاشفين هذا الأمر، وهي تُؤَيِّدُ كونَ "جهرةً" حالاً من فاعل "نَرى".
والجَهْرُ:ضدُّ السِّرِّ وهو الكَشْفُ والظهورُ،ومنه جَهَرَ بالقراءةِ أي: أظهرَها كأنَّ الذي يَرى بالعين جاهرٌ بالرؤيةِ ، والذي يَرَى بالقلبِ مُخافِتٌ بها .
{فَأَخَذَتْكُمُ الصاعقة} أي استولت عليكم وأحاطت بكم، وأصلُ
الأخذِ القبضُ باليَدِ ، والصاعقةُ ، هنا، نارٌ من السماء أحرقتهم أو جندٌ سماويٌّ سمعوا حسَّهم فماتوا ، أو صيحةٌ سماويّةٌ خرّوا لها صَعِقين مَيّتين يوماً وليلة ، واختلف في موسى هل أصابه ما أصابهم ؟ والصحيح لا وأنّه صَعِقَ ولم يمتْ لظاهر قوله تعالى في حقه: { فلما أفاق } الأعراف: 143، و{ ثُمَّ بعثناكم } البقرة: 56 الخ في حقهم ، وقرأ عُمر وعليّ رضي الله تعالى عنهما " الصَعْقَةُ " .
{ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } جملة حاليّة ومتعلَّق النظر ما حل بهم من الصاعقة أو أثرِها الباقي في أجسامهم بعد البعث ، أو إحياءِ كلٍّ منهم كما وقع في قصة العزيز ، قالوا : أحياه عضواً بعد عضو والمعنى وأنتم تعلمون أنها تأخذكم ، أو وأنتم يقابل بعضكم بعضاً .
عبد القادر الأسود
عبد القادر الأسود
أرمنازي - عضو شرف
أرمنازي - عضو شرف

عدد المساهمات : 932
نقاط : 2771
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 08/06/2010
العمر : 76
الموقع : http://abdalkaderaswad.spaces.live.com

http://abdalkaderaswad.wordpress.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى