فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 244
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 244
وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(244)
قوله تعالى: {وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} هَذَا خِطَابٌ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ. وَهُوَ الَّذِي يُنْوَى بِهِ أَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا. وَسُبُلُ اللَّهِ كَثِيرَةٌ فَهِيَ عَامَّةٌ فِي كله سَبِيلٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هذِهِ سَبِيلِي}. قَالَ مَالِكٌ: سُبُلُ اللَّهِ كَثِيرَةٌ، وَمَا مِنْ سبيلٍ إلّا يُقاتَلُ عليها أو فيها أولها، وَأَعْظَمُهَا دِينُ الْإِسْلَامِ، لَا خِلَافَ فِي هَذَا. وَقِيلَ: الْخِطَابُ لِلَّذِينَ أُحْيُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، رُوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكِ. وَالْوَاوُ عَلَى هَذَا فِي قَوْلِهِ: "وَقاتِلُوا" عَاطِفَةٌ عَلَى الْأَمْرِ الْمُتَقَدِّمِ، وَفِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ تَقْدِيرُهُ: وَقَالَ لَهُمْ قَاتِلُوا. وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ عَاطِفَةٌ جُمْلَةَ كَلَامٍ عَلَى جُمْلَةِ مَا تَقَدَّمَ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى إِضْمَارٍ فِي الْكَلَامِ. "وَقاتِلُوا" أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَّا تَهْرُبُوا كَمَا هَرَبَ هَؤُلَاءِ. وهو عطف في المعنى على {أَلَمْ تَرَ}. البقرة: 3 24. لأنَّه بمعنى انْظُروا وتَفَكّروا، وهذه السورةُ الكريمةُ لكونِها سَنامَ القرآنِ، ذَكَر فيها كُلّيَّاتِ الأَحكامِ الدينيَّةِ مِنْ الصِيامِ والحجِّ والصلاةِ والجِهادِ على نَمَطٍ عجيبٍ. والجهادُ لمّا كان ذُروةَ سَنامِ الدين، وكان من أَشَقِّ التكاليفِ حرَّضهم عليه مِن طُرُقٍ شتّى مُبتدِأً من قولِه ـ سبحانه: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبيلِ الله} البقرة:4 15. منتهياً إلى هذا المقامِ الكريمِ مُخْتَتِمًا بذكرِ الانْفاقِ في سبيلِه.
قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. أَيْ يَسْمَعُ قَوْلَكُمْ إِنْ قُلْتُمْ مِثْلَ مَا قَالَ هَؤُلَاءِ وَيَعْلَمُ مُرَادَكُمْ بِهِ، وَقَالَ الطَّبَرِيُّ: لَا وَجْهَ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْأَمْرَ بِالْقِتَالِ للذين أُحْيُوا. والله أعلم.
قولُه تعالى: {وَقَاتِلُواْ} هذه الجملةُ فيها أقوالٌ، أحدُها: أنّها عطفٌ على قولِهِ: {موتوا} وهو أمرٌ لِمَنْ أَحْيَاهُم اللَّهُ بعدَ الإِماتَةِ بالجهادِ، أي: فقال لهم: مُوتوا وقاتِلوا، ولا وجهَ لهذا القولِ. والثاني: أنَّها معطوفةٌ على قولِه: {حَافِظُواْ عَلَى الصلوات}. وما بينهما اعتراضٌ. والثالث: أنَّها معطوفةٌ على محذوفٍ تقديرُهُ: "فَأَطِيعُوا وقاتِلوا"، أو فلا تَحْذَروا الموتَ كما حَذِرَهُ الذين مِنْ قَبْلِكُمْ فلم يَنْفَعهم الحذرُ. وظاهرٌ أنَّ هذا أمرٌ لهذه الأمةِ بالجهادِ، بعد أَنْ ذَكَرَ أنّ قومًا لم يَنفعْهم الحَذرُ مِن الموتِ، فهو تشيجعٌ لهم، فيكونُ من عطفِ الجُمَلِ فلا يُشْتَرَطُ التوافُق في أمرٍ ولا غيرِه.
(244)
قوله تعالى: {وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} هَذَا خِطَابٌ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ. وَهُوَ الَّذِي يُنْوَى بِهِ أَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا. وَسُبُلُ اللَّهِ كَثِيرَةٌ فَهِيَ عَامَّةٌ فِي كله سَبِيلٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هذِهِ سَبِيلِي}. قَالَ مَالِكٌ: سُبُلُ اللَّهِ كَثِيرَةٌ، وَمَا مِنْ سبيلٍ إلّا يُقاتَلُ عليها أو فيها أولها، وَأَعْظَمُهَا دِينُ الْإِسْلَامِ، لَا خِلَافَ فِي هَذَا. وَقِيلَ: الْخِطَابُ لِلَّذِينَ أُحْيُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، رُوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكِ. وَالْوَاوُ عَلَى هَذَا فِي قَوْلِهِ: "وَقاتِلُوا" عَاطِفَةٌ عَلَى الْأَمْرِ الْمُتَقَدِّمِ، وَفِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ تَقْدِيرُهُ: وَقَالَ لَهُمْ قَاتِلُوا. وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ عَاطِفَةٌ جُمْلَةَ كَلَامٍ عَلَى جُمْلَةِ مَا تَقَدَّمَ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى إِضْمَارٍ فِي الْكَلَامِ. "وَقاتِلُوا" أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَّا تَهْرُبُوا كَمَا هَرَبَ هَؤُلَاءِ. وهو عطف في المعنى على {أَلَمْ تَرَ}. البقرة: 3 24. لأنَّه بمعنى انْظُروا وتَفَكّروا، وهذه السورةُ الكريمةُ لكونِها سَنامَ القرآنِ، ذَكَر فيها كُلّيَّاتِ الأَحكامِ الدينيَّةِ مِنْ الصِيامِ والحجِّ والصلاةِ والجِهادِ على نَمَطٍ عجيبٍ. والجهادُ لمّا كان ذُروةَ سَنامِ الدين، وكان من أَشَقِّ التكاليفِ حرَّضهم عليه مِن طُرُقٍ شتّى مُبتدِأً من قولِه ـ سبحانه: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبيلِ الله} البقرة:4 15. منتهياً إلى هذا المقامِ الكريمِ مُخْتَتِمًا بذكرِ الانْفاقِ في سبيلِه.
قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. أَيْ يَسْمَعُ قَوْلَكُمْ إِنْ قُلْتُمْ مِثْلَ مَا قَالَ هَؤُلَاءِ وَيَعْلَمُ مُرَادَكُمْ بِهِ، وَقَالَ الطَّبَرِيُّ: لَا وَجْهَ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْأَمْرَ بِالْقِتَالِ للذين أُحْيُوا. والله أعلم.
قولُه تعالى: {وَقَاتِلُواْ} هذه الجملةُ فيها أقوالٌ، أحدُها: أنّها عطفٌ على قولِهِ: {موتوا} وهو أمرٌ لِمَنْ أَحْيَاهُم اللَّهُ بعدَ الإِماتَةِ بالجهادِ، أي: فقال لهم: مُوتوا وقاتِلوا، ولا وجهَ لهذا القولِ. والثاني: أنَّها معطوفةٌ على قولِه: {حَافِظُواْ عَلَى الصلوات}. وما بينهما اعتراضٌ. والثالث: أنَّها معطوفةٌ على محذوفٍ تقديرُهُ: "فَأَطِيعُوا وقاتِلوا"، أو فلا تَحْذَروا الموتَ كما حَذِرَهُ الذين مِنْ قَبْلِكُمْ فلم يَنْفَعهم الحذرُ. وظاهرٌ أنَّ هذا أمرٌ لهذه الأمةِ بالجهادِ، بعد أَنْ ذَكَرَ أنّ قومًا لم يَنفعْهم الحَذرُ مِن الموتِ، فهو تشيجعٌ لهم، فيكونُ من عطفِ الجُمَلِ فلا يُشْتَرَطُ التوافُق في أمرٍ ولا غيرِه.
مواضيع مماثلة
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 63
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، الآية: 210
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية:233
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 5
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 46
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، الآية: 210
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية:233
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 5
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 46
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود