منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مسرحية بعنوان رسالة من ابن خلدون

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مسرحية بعنوان رسالة من ابن خلدون  Empty مسرحية بعنوان رسالة من ابن خلدون

مُساهمة من طرف مهند باتيتة الأربعاء يوليو 07, 2010 4:09 am

المشهد الأول:
يفتح الستار على صوت الأذان وثمة شاب يبكي بجوار المسجد والناس تمضي نحو الصلاة فيستوقفه أحد المارين فيسأله: لم تبكي أيها العربي المسلم!
الشاب: دعني فلي مع هذا الصوت أشجان وذكريات!
المار: أظنه من الواجب عليك أن تمضي نحو الصلاة وليس أن تقعد هكذا أو ليس هذا ما يقوله دينكم!!
الشاب: وماذا تقصد بديننا أو لست مسلما.
المار: كلا لست مسلما... ولكن أجبرت على المجيء إلى بلادكم فقد ضاقت بي الأرض من جور حكامنا وأنتم في بلد الإسلام خير من يعدل بين الناس... بالمناسبة أخبرني لم تبكي فما عرفت عربيا قبلك يبكي.
الشاب: سمعت صوت الأذان والتكبير فتذكرت تكبير إخوتي في بلد الجهاد... كان من المفترض أن أكون معهم أدافع عن ديني وعروبتي.
المار: غريب أمرك أيها الفتى... إنك بجلوسك ها هنا أمنت من الموت.
الشاب: كلا.. وهل سار هذا الدين إلا بتضحيات الشبان من أمثالي.
المار: آه يا أيها المسلمون... لقد فتحتم بلادنا وحكمتموها وكنتم خير من أهلها فأهل لكم ذاك... إن شبان بلدي وأهلها يتمثلون تصرفاتكم ولغتكم تكتسح لغتنا... إن هويتكم تسبق خيلكم وصوت تكبيركم يهز عروش أوربا وأنتم لم تجاوزوا أرض الأندلس.
الشاب: وأنت أين تريد أيها الزائر.
المار: أريد رجلا يدعى ابن خلدون.
الشاب: ابن خلدون..! وماذا تريد منه!
المار: أتيت أريد أن أشكو إليها ضياع هويتنا فكل شيء في بلاد الغال قد صبغ صبغة شرقية... حتى أبنائنا باتوا يدرسون مؤلفاتكم ونظرياتكم.
الشاب: وهل ستجد لديه جوابا..!! أليس عدلنا سر قوتنا... فكيف تريد أن تسود بلادك وأنت هارب منها بسبب جورها وظلم أهلها.
المار: كلا فقد أجد لديه حلا.
الشاب: ( ويرتفع صوت الإقامة)
دعني أصلي ومن ثم سوف أدلك عليه.
المار: إني في عجلة من أمري فهلا أجلت أمر الصلاة.
الشاب: لو أجلتها لما احتجت أنت لابن خلدون.








المشهد الثاني:
يفتح الستار على رجل يحمل كيسا ثقيلا ويتعثر بحمله فيقوم شيخ تظهر عليه أمارات الوقار
ويقول: دعني أحمله عنك أيها الرجل.
الرجل: كلا.. كلا فلست بحاجة إلى ذاك.
الشيخ: كيف ذاك وأنت تبدو عليك أمارات التعب.
الرجل: أعلم أنك شيخ هذه المدينة وأنا يهودي من أهل الذمة فماذا سيقول الناس عني إذا رأوا شيخ مدينتهم يحمل حمل يهودي... لا شك أني سأقتل في الحال.
الشيخ: (وقد بدت عليه أمارات التعجب) ومن الذي أخبرك بذاك... ( ثم يستطرد) قل يا أيها الرجل كم مضى عليك منذ أن قدمت مدينتنا؟
الرجل: لقد وصلتها قبل البارحة.
الشيح: ( يضحك)
الرجل: أتسخر مني لقد وصلتها قبل البارحة فعلا عن طريق البحر... بعد أن كدت أن أموت في بلاد النصارى.
الشيخ: كلا إني لا أسخر منك... ولكني أدركت أنك غريب على هذه المدينة... فلك أنت أن تعلم أن الدين يأمرنا أن نحميك ونعنيك.
الرجل: تحمون يهوديا في بلد الإسلام... ما أعجب هذا!
الشيخ: لا عجب فالعدل هنا والرحمة والتكافل هي هوية أهل هذا الدين.
في هذه اللحظة يصل الشاب والعابر الأجنبي.
الشاب:هذا هو ابن خلدون الذي تريد... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اليهودي: لقد سمعت أهل هذه المدينة يرددون هذه الجملة... فماذا تعنون بها؟
الشيخ: إنها تحية الإسلام... وتعني إلقاء السلام والأمان على العابر.
الشيخ: قل ما لديك.
الشاب: لقد جئتك بهذا الزائر من أرض الأعاجم يريد لقائك.
الشيخ: لا بأس ولكن هل أعنت هذا الرجل على حمله.
الشاب: بكل سرور.
ينصرف الشاب مع اليهودي وفي هذه الأثناء يسمع صوت التكبير ( ورجل يصل وتبدو عليه آثار السفر)
الشيخ: الله أكبر.. ما ورائك أيها الرجل؟
القادم: الله أكبر لقد انتصر إخواننا في المشرق على عدوهم من الروم.
الشيخ: الله أكبر.. الله أكبر... الحمد لله الحمد لله.
النصراني: هنيئا لكم... إنه زمن تتساقط فيه أقنعة الظلم ويعلو صوت الحق... وأنتم الحق بعينه يا ابن خلدون.
الشيخ: الحمد لله... الحمد لله!!
ثم يستطرد قل ما لديك يا رجل.
النصراني: لقد يا جئت يا ابن خلدون من أرض فيها إسلام بلا مسلمين وعروبة بلا عرب.
الشيخ: ماذا تقصد.
النصراني: هويتنا يا ابن خلدون... ضاعت في زحمة مدكم أيها المسلمون... فالكل يقلد طريقة لبسكم... والشعب يريد حكما مثل حكمكم وحلم شباننا هو الدراسة في جامعات الأندلس... حتى أن حاكم الانجليز أمر بإنشاء مدرسة أكسفورد لتعليم اللغة العربية.
ابن خلدون: وهل فرض المسلمون عليكم شيئا من ذلك؟
النصراني: كلا... ولكن هويتنا تندثر.
ابن خلدون: إذا فلا تلومن الفراش إذا اجتمع على النور... ولا تلومن الطير إذا تسابق على الماْء.
لقد حكمنا فعدلنا... وكنا النور بين البشر... لقد أعطينا كل ذي حق حقه... عدلنا مع عدونا وصديقنا.. فهذه هويتنا فحق لها أن تسود.
النصراني: أهذا كل ما لديك يا ابن خلدون؟
ابن خلدون: كلا... فقد بقي أن أقول لك... بأن الأمم الضعيفة تتبع الأمم الغالبة في كل شيء... فأسس أمة قوية تتبعك كل الأمم.
يطأطئ النصراني رأسه ويمشي تاركا الستار ينسدل...





فاصل إنشادي:
هــــي أمـة أرسـى الإلــه بــنــوره


في نسلها سبط الهدى منذ الأزل


كنا الثريا في الثرى أقدامنــا


وعلى النجوم نصوغ قانون الأمل


اسأل عن الأمجاد أصـقاع الـمدى


بين القنـا وشهادة الحق الأجل


عند الحطيــم وزمـزم صلـواتـنا


تقف الملوك هنا لروعتها تجل


بين العلوم صـــــروحنـــا أقـلامـهـا


نسجت بداية عالم عرف الأمل


بين الحـروب جـيوشـنا أسـيافهــا


شهب مع الفجر تمر على عجل


كانت لنا الهــامــات عالـــيـة ومــا


(كانت) سوى تعبير ماض قد رحل









المشهد الثالث:
يفتح الستار على صوت الأذان وثمة شاب يبكي بجوار المسجد فيستوقفه العابرين ( شخصية الزائر الأجنبي) قائلا:
الزائر: لم تبكي أيها الرجل؟
الشاب: لا شأن لك.!
الزائر: أخبرني فلربما ساعدتك.
الشاب: حقا... أرجوك ساعدني أرجوك.
الزائر: قل ما بك.
الشاب: حبيبتي أيها الرجل هجرتني وذهبت إلى غيري.
الزائر: ( يضحك بصوت عالي) !!
الشاب: أتهزأ بي أقول لك حبيبتي هجرتني وتضحك!
الزائر: قبل قرون عديدة مررت بنفس المكان فوجدت شابا مثلك لأنه لم يذهب للقتال وأنت تبكي الآن لأنك فقدت حبيبتك... (هههه) ما أسرع ما دار بكم الزمان أيها المسلمين... ما أسرع ما دار بكم الزمان.
ثم يستطرد...
الزائر: هلا أخذتني لهذا العنوان.
(ويخرج ورقة من جيبه)
الشاب (متفحصا في الورقة): ماذا... ابن خلدون؟
الزائر: نعم هل تدل هذا المكان.
الشاب: نعم أعرف هذا المكان ولكن لا توجد مكتبة هناك كما هو مكتوب بالعنوان.
الزائر: أعهد أنه كانت هناك مكتبة.
الشاب: كان ذاك... ولكن قد قامت البلدية بإزالة المكتبة وأنشئت ناديا لكرة القدم.
الزائر: يبتسم في خبث.
الشاب: ثم ومن ابن خلدون هذا؟
الزائر: (باستهجان) أو لا تعرف من ابن خلدون؟
الشاب: لا تغضب... لا تغضب... أردت أن أمازحك فقط... فقد عرفته... أليس هو مدرب منتخبنا الجديد؟
الزائر:مااااااااااااااذا
الشاب: ههه ... أقصد أنه بطل ستار أكاديمي... نعم... نعم... إنه هو الفنان/ ابن خلدون... كيف لم أعرفه؟
الزائر: حقا إنه الفنان ابن خلدون... ما أسرع ما أنكرتم سلفكم أيها المسلمين!!
الشاب: هيا .. هيا دعنا نمضي إلى ابن خلدون!
ويرتفع في هذه الأثناء صوت الإقامة.
الزائر: ألا تريد أن تصلي أيها العربي المسلم؟
الشاب: أوووووه.... سأصلي لاحقا.








المشهد الرابع:
يفتح الستار على مجموعة من الشباب يلعبون لعبة الــ Play Station .
الشاب: هاي شباب.
الشباب: هااااي.
الزائر: ما هذا المكان.
الشاب: لقد أخبرتك لم تعد هنا مكتبة... إنه ناد ترفيهي.
الزائر: وأين ابن خلدون بين هؤلاء.
الشاب: أي ابن خلدون يا رجل!! هؤلاء أصدقائي انظر إليهم..
سأعرفك بهم... إنهم شوشو... فتفت... تويتي...
رجل يدخل من الخلف: وأين محمد وصلاح وخالد.
الزائر: والله إني لأعرف هذا الصوت!.. ألست أنت ابن خلدون.
الرجل: نعم أنا هو بذاته.
الزائر: هههه .... ( ويضحك بخبث) يا حيهلا يا حيهلا .
الزائر: أما وقد التقينا اليوم... فإن الحرب سجال.... انظر إلى أرضك يا ابن خلدون... وانظر إلى أندلسك وعروبتك... (هههههه) أهؤلاء هم الذين حملوا لواء القادسية واجتازوا المضيق وعبروا الأندلس.
ابن خلدون: لقد كانت أمة قوية.
الزائر: واليوم نحن أمة قوية... ففتش عن هويتك بين هؤلاء...هل كان هذا الجينز من لباسكم... أم هل نسي شبابكم تحية دينهم... انظر إلينا اليوم يا ابن خلدون... لسانكم ينطق لغتنا... وخيرة شبابكم يدرسون في جامعاتنا لنصبغهم بهويتنا ( يضحك)... أين أنت من هذا يا ابن خلدون!
في هذه الأثناء يصل شاب فرح مبتهج... قائلا... لقد هزمنا أسبانيا... الله أكبر لقد هزمنا أسبانيا!!
ابن خلدون: الله أكبر... وهل عادت إلينا الأندلس؟
الشاب: أي أندلس أيها الغبي... أقول لك هزمنا أسبانيا بخمسة بصفر.
ابن خلدون: أنا لا أفهم ما تقول... هل هزمتموهم في خمس معارك أم ماذا؟
الشاب: معارك(مستغربا) أي معارك أيها الغبي... لقد انتصرنا عليهم في كأس العالم... أي: في كرة القدم كالتي تشاهدها الآن في البلاي ستيشن!!
ابن خلدون ويسقط على ركبتيه... بينما يطلق الزائر الأجنبي ضحكة مدوية... قائلا( هنيئا لكم النصر يا ابن خلدون... هنيئا لكم النصر!!)
ابن خلدون: (بحسرة يتمتم) نعم غبي أنا...نعم غبي أنا... لقد كانت أمة قوية... لقد كانت أمة قوية.... لقد كانت هوية ودين وعزة... لقد كانت..!!
ويطأطئ ابن خلدون رأسه تاركا الستار ينسدل.




فاصل إنشادي:
وهويــــــتي يا صـــاحبي تتـــبــدد
تحت الركـــام تـــضـــيع مني توأد
لا شرق هذي الأرض يعرفني ولا
غربا فتنـــــت به فكــان الســـيــــد
ضيعت قرآنـــــي وسرت بلا هدى
والدرب من حولي ظـــــــلام أسود
أنكرت تاريخي وفـــيه مشــــــاعل
ما قاله ســـــعد وصــــاغه خــــالد
ورهنت خيلي في ميــــــادين العدا
وصهيلها في مســــــــــمعي يتردد
وأجبت كل النـاعــــقين إلى الردى
والدين يســــــــألني الهدى ومحمد

مهند باتيتة
مهند باتيتة
**شيف منتدى أرمناز**
**شيف منتدى أرمناز**

عدد المساهمات : 307
نقاط : 942
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 03/02/2009
العمر : 38

https://www.facebook.com/home.php?sk=group_197390403620312&ap

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مسرحية بعنوان رسالة من ابن خلدون  Empty رد: مسرحية بعنوان رسالة من ابن خلدون

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء أغسطس 03, 2010 11:41 am

مسرحية رائعة ....
شكرا لك ...
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 3977
نقاط : 6318
السٌّمعَة : 106
تاريخ التسجيل : 16/10/2008
الموقع : الإمارات العربية - الفجيرة

http://www.armanazi.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مسرحية بعنوان رسالة من ابن خلدون  Empty رد: مسرحية بعنوان رسالة من ابن خلدون

مُساهمة من طرف مهند باتيتة الأربعاء مارس 30, 2011 4:27 am

اهلا بك ادمن
مسرحية بعنوان رسالة من ابن خلدون  108319
مهند باتيتة
مهند باتيتة
**شيف منتدى أرمناز**
**شيف منتدى أرمناز**

عدد المساهمات : 307
نقاط : 942
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 03/02/2009
العمر : 38

https://www.facebook.com/home.php?sk=group_197390403620312&ap

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى