رأس المال

رأس المال ...


والسماء تمطر على شاطئ ما في بلدة صغيرة تبدو مهجورة تماما. فهي مثل غيرها من المدن تمر بظروف اقتصادية صعبة والجميع غارق في الديون، ويعيش على السلف.

فجأة ، يأتي رجل سائح غني إلى المدينة و يدخل الفندق ... ويضع 100 دولارًا على كاونتر الاستقبال، ويذهب لتفقد الغرف في الطابق العلوي من أجل اختيار غرفة مناسبة.

- في هذه الأثناء يستغل موظف الاستقبال الفرصة ويأخذ المائة دولار ويذهب مسرعًا للجزار ليدفع دينه.

- الجزار يفرح بهذه الدولارات ويسرع بها لتاجر الماشية ليدفع باقي مستحقاته عليه.

- تاجر الماشية بدوره يأخذ المائة دولار ويذهب بها إلى تاجر العلف لتسديد دينه .

- تاجر العلف يذهب لعاهرة المدينة لتسديد ما عليه من مستحقات متأخرة ... غني عن الذكر أنها هي أيضاً أصبحت تعرض خدماتها عن طريق السلف نسبة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة.

- عاهرة المدينة تركض مسرعة لفندق المدينة (حيث يعمل موظف الاستقبال في أول القصة) والتي تستأجر فيه الغرف الخاصة لخدمة زبائنها وتعطي لموظف الاستقبال المائة دولار.

- موظف الاستقبال يعود ويضع المائة دولار مرة أخرى مكانها على الكاونتر قبل نزول السائح الثري من جولته التفقدية.

ينزل السائح والذي لم يعجبه مستوى الغرف ويقرر أخذ المائة دولار ويرحل عن المدينة ... ولا أحد من سكان المدينة كسب أي شيء.


هكذا ، تدار اقتصاديات العالم !!!

دورة تحتاج إلى قراءة بهدوء وتأمل .....لم تدخل من المرة الأولى ؟؟؟؟؟

أخي الكريم:

أعتقد أن الأمر أبعد من هذا التبسيط بقليل، فمن المعروف أن راس المال الحقيقي هو الإنسان (بفكره و علمه و جهده....)، و من هنا ترى تجارب ناجحة جداً لأمم ليس عندها من الثروات الباطبية و رأس المال (السيولة النقدية و الذهب ) الكثير بل اهتمت كثيراً فيما يُعرف اليوم ب( التنمية البشرية) فالولايات المتحدة الأمريكية و اليابان تملكان كم هائل من براءات الإختراع و التي أنتجت منتجات حقيقية (سلع و خدمات) جلت الناتج المحلي يبلغ أرقاما فلكية( بينا المتخلفون يُنتج لهم من تحت أرجلهم ذهب أسود كعقولهم و يُسرقون لأنهم يملكون الإستبداد و و سواد الفكر).

بالمختصر أقول: أن التنمية البشرية الحقيقية و الإجتهاد لإيجاد حلول لحياة البشر بشكل أفضل (هندسيا ً و طبياً ......) و نشرالعلم النافع و ايجاد دورة انتاج كاملة للسلع كفيل بإقامة اقتصاد حقيقي (كالذي كان في حلب في الخمسينات من القرن الماضي قبل التأميم من قِبل بطل العرب ) هو المال الحقيقي الذي ينمو و يحقق الأمن للأمة.

اخي الكريم
كلامك صحيح
وكما يقولون بدل ان تعطي شخصا كل يوم سمكة ليأكلها
اشتر له سنارة صيد او شبة صيد ودعه يتعلم كيف يصيد بنفسه
ولكن
هل امر تحكم القوى العالمية الكبرى باقتصاديات العالم بخاف على احد؟
هناك اسرار مرعبة وراء الازمة المالية العالمية
واسرار مرعبة اكثر حول طريقة الخروج منها
وبالنهاية نقول نحن (كعرب)
لاحول لنا ولاقوة الا بالله
حتى هذه المقولة (لاحول ولا قوة الا بالله )
قد لانقولها الا وقد الضيق
لان الله سبحانه وتعالى ابلغنا على لسان حبيبه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه :
لو توكلتم على الله حق الاتكال لرزق كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا
حتى هذه المقولة فهمناها وللاسف بطريق خطأ
ايام صدر الاسلام كنا حفاة عراة لاوزن لنا على المستوى الاممي
ولكن عندما جاء الاسلام فنظمنا فقط
حيث انه لم يجلب معه حاملات الطائرات ولا الفرقاطات ولا المدمرات ولا عابرات القارات ولا ولا ولا
فقط فهّمنا ونظّمنا بطريقة حضارية
فصرنا سادة العالم
وعندما عدنا الى فظاظتنا وسابق عهدنا
انظر الى ما وصل الحال بنا
اشكرك كل الشكر على تفاعلك مع الموضوع
واسال الله حسن الخاتمة

أخي الكريم

حال الأمة متردي جداً و لكن المهم أن نبدأ بأنفسنا و نعمل العمل المفيد الذي يعطي سعادة حقيقية لنا جميعاً و بناء الإقتصاد الحقيقي أحد العوامل المهمة لهذه السعادة.

و دمتم بخير جميعاً...

والله لو عدنا الى ديننا الحنيف عودا حميدا
وتمسكنا به وعضضنا عليه بالنواجذ
لاعزنا الله كما كان اجدادنا واكثر