شهادة الأستاذ فاروق نور الدين

شهادة الأديب الأستاذ : فاروق نور الدين
المدرس في جامعة حلب
جريدة الجماهير العدد/ 8275/ الخميس/19/شعبان1413الموافق/11/شباط1993

صدفة دون ميعاد كان لقائي بالشاعر رقيق الإحساس عبد القادر الأسود ، رغم وسامته في قامته الرياضية الضخمة كان رئيس التحرير يرحب به في مكتبه ، ولا أشك أن كل من يعرفه ويلقاه يرحب به ويرغب في الاستماع إلى نتاجه الجديد ، إنه شاعر القافية والوزن الذي لا يتنازل عن تراثه .
وبالرغم من تقيده بقواعد الشعر الموزون فإن إنتاجه يتعاظم باستمرار ويأخذ منحى الغزل بشتى أنواعه والخطاب الوطني العربي .
لا أشك في أنه سيكون موسوعة عصره في هذا المجال ، ولكنه ـ ككل أديب ـ لا يكرم إلا إذا اصطفاه الحظ ، كما لا أشك في أنه سيكون له دوره في هذا المجال الثقافي ، فهو يتنقّل من أرمناز ، بلدته ومسقط رأسه ، إلى حلب ودمشق وإلى كل مكان في سورية الحبيبة ، وأتمنى أن يندفع إلى أقطار الجوار حتى تستفيد من عطر شعره الشذيّ ، كل الأقطار العربية .
أهداني أحد دواوينه المنشورة حديثاً وهو بعنوان : عبير الخيال ، كانت الحلة القشيبة التي لبسها ديوانه المطبوع ، تعبر عن السلام وخيال صورته المتلازمة وبيت من شعره يقول فيه :
أنا روح تضم الكون حباً = وتطلقه فيزدهر الوجود
تعبر عن الإنسانية في أجلى مظاهرها ، وقد تصفّحت على عجالة قصائده المنشورة على الأرض الخصبة الربيعية الملونة بالزهر والورود والعشب الأخضر تتفتّل فوق أجسام لطيفة فاتنة كالفراشات وتشهي أن نعيش مع هذا الوجود والحضور للشاعر في ديوانه إلى الأبد ، نستنشق أريجه الفواح ، ونتأمل صوره البديعة المتقنة ونسترسل مع روحه السمحة البهيجة .
لو قدِّر لأمير الشعراء أن يستعرض شعر شاعرنا لوضع له العلاقة المتميزة يشاركه فيها شاعرنا العظيم عمر أبو ريشة .
ولن أستطيع أن أفيه حقه بهذه العجالة وهذا التقريظ المتواضع .