عنوان غير عشوائي

عنوان غير عشوائي - صحيح أن المقال يخص الإمارات ولكنه في فحواه يخصنا جميعاً - للفائدة
الثلاثاء 07 يونيو 2011
المصدر : الخليج
في معهد مصدر كل طالب محسوب، وكل مدرس، وكل مادة تعليمية . اليوم ونحن نحتفل، فخورين، بتخريج الدفعة الأولى نجدها مناسبة سانحة لتعميم التجربة جوهراً وروحاً، فأشكال الكليات والمعاهد التعليمية تتعدد وتتنوع بالضرورة، لكن المهم اتباع منهج مدروس يؤدي إلى علم جديد، ومتعلم جديد، وبالتالي، إلى خريج يملأ فراغاً، ولا يشكل عالة أو عبئاً .

الحاجة التي أوجدت في بلادنا معهداً متخصصاً ومتقدماً مثل “مصدر” هي الحاجة نفسها التي تدعونا إلى مراجعة تخصصات أبنائنا وبناتنا في المراحل الجامعية . ليس المراد، وهذا هو الطبيعي، أن تكون جميع مؤسسات التعليم العالي في بلادنا في هذا المستوى، لكن اتباع الفكرة، في الجذور والآليات والفروع ضروري .

وقد يبدأ هذا بإقرار الإرشاد الأكاديمي منذ مراحل مبكرة، ومنذ الثانوية وما قبلها . لا بد من تحديد وتقريب معايير لاختيار التخصص المطلوب بناء على احتياجاتنا الواقعية، مع عدم إغفال رغبات الطلاب، وكذلك الحاجة الوطنية والمجتمعية إلى بعض التخصصات غير النفعية في المنظور المتداول .

قد نكون ما نزال بحاجة إلى معظم التخصصات . هذا جميل، ولكن كيف؟

كيف نوزع وننسق؟ هل نتعامل مع كل المواد والتخصصات بعين واحدة أم نعزز ونجتهد في وضع مسوغات ومبررات مناسبة للمرحلة؟

ومرحلتنا هي مرحلة التمكين . تمكين المواطن وتمكين المؤسسة الوطنية . لذلك، فإن اختيار المستقبل ليس عنواناً عشوائياً ولا يمكن أن يكون . هذا عنوان وطني بامتياز، وعلينا كمجتمع أن نعمل من أجله . ولا تكفي الحماسة وحدها في هذا المقام على أهميتها . المطلوب النظر الدقيق والعميق، والتخطيط السليم، وإيجاد وعي مجتمعي عام بدءاً من الأسر الصغيرة وصولاً إلى المجتمع بأسره .

وهذا عنوان موقع المعهد لمن أراد التبحر والغوص في المعاني التي أعنيها: http://www.masdar.ac.ae/