دعاء بهلول

دعاء بهلول

قصة طويلة جداً جداً

بهلول هذا صديقي وليس بهلول العصر العباسي الذي كان له قصص كثيرة ومثيرة مع هارون الرشيد رحمه الله . إنه بهلول صديقي الذي ألجأ إليه كلما حزبني أمر لأجد في كلامه ما ينسيني همي ، وقد دخلت عليه ليلة رأس السنة الحالية ، وكنت في هم وغم وكرب شديد مما تعانيه بلدنا الحبيب سوريا ، والأهل فيها .
لم أشأ أن أمضي ليلتي هذه مع أحد من أصدقائي لأنني لا أريد أن أفسد عليهم ليلتهم هذه التي يحتفلون بها ، وضاق المكان بي فلم أجد إلا صديقي بهلول ـ كما يلقبه كثير من الناس ، فهو ـ كما يقولون ـ على البركة. لقب يطلقونه على من كان صافي السريرة طيب القلب سليم الصدر حسن الطويّة .
دخلت عليه مسلماً فلم يرد السلام ، لقد كان مشغولاً بالدعاء ، أو ربما تجاهل تحيتي لأنصرف عنه ، فقد قطعت عليه خلوته بربه. وقد هممت بالعودة من حيث أتيت لكنني توقفت لأسمع دعاءه ، فقد أثار فضولي ولفت انتباهي . كان يقول :
(( يا رب استرها معنا وهدّي هالشباب اللي عما يتظاهروا
وبقي حكامنا اللي سرقونا وجوعونا ، وأهانوا كرامتنا ... بس ألهمهم يحطوا مصاريهم ببنوكتنا ، يا رب دمر البنوك اللأوربية والأمريكية وشرّد أصحابها وفلسهم يا رب ... )) فأيقنت أنه بهلول بل هو مخبول حقاً ، ولمت نفسي التي لا تزال تصر على صداقته رغم الانتقادات التي ما تنفك تصك أذني بين الحين والحين . لكن الفضول دفعني إلى أن أسأله مستفسراً :
كيف تعرف أن حكامنا حرامية سرقونا وجوعونا وأهانوا كرامتنا وتدعوا الله أن يبقيهم على كراسيهم ، ويهدئ نفوس الشباب الثائرين على ظلمهم؟؟
فنظر إلي نظرة عالم إلى جاهل وأجابني: يا غبي ما شفت شو صار بمليارات الدولارات اللي سرقها القذافي ومبارك وهربوها إلى بلاد أوربا وأمريكا؟؟
شو صار؟
أكلوها راحت ، شي ببيعونا فيها سلاح لنقتل بعضنا وشي بياكلوه علينا ، بقا لو بقي هالحكام والله هداهم وجابوا هالمال وشغلوه هون واشتغلنا وعشنا ما أحسن ما يروحوا هالحكام ويروح هالمال معهم ؟

أرى أننا أصبحنا جميعاً بهاليل

تحياتي

أريح لنا في هذا الزمان