منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدر النظيم ...(الآيات 1ـ 5 من سورة البقرة

اذهب الى الأسفل

الدر النظيم ...(الآيات 1ـ 5 من سورة البقرة Empty الدر النظيم ...(الآيات 1ـ 5 من سورة البقرة

مُساهمة من طرف عبد القادر الأسود الثلاثاء يناير 10, 2012 9:43 pm

تفسير سورة البقرة

سورة البقرة مدنية وهي مائتان وثمانون وسبع آيات :
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)

في القرآن الكريم تسع وعشرون سورة افتتحت بهذه الأحرف المقطعة ، منها ما افتتح بحرف ومنها ما افتتح باثنين أو ثلاثة أو أكثر ، وهذه الأحرف من الآيات المتشابهات التي استأثر الله بعلمها ، فنحن نؤمن بها ونَكل أمر تأويلها إلى الله . وهو مذهب السلف الصالح رضي الله عنهم . يقول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه : (( في كل كتاب سر ، وسر القرآن أوائلُ السور )) . وقال سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : إنّ لكلِّ كتابٍ صفوةٌ ، وصفوةُ هذا الكتاب حروف التهجّي .
وقيل : إن في الحروفَ المقطَّعة من أوائل السور إعلامُ العرب بأن هذا القرآنَ منتظمٌ مِنْ جنس ما تَنْظِمون منه كلامَكم وأن الله سبحانه يتحداكم بأن تأتوا ولو بآية من مثله .
وقيل فيها أيضاً : إنها أسماءُ السورِ المفتتحةِ بها ، أو إنها بعضُ أسماءِ الله تعالى حُذِف بعضُها ، وبقي منها هذه الحروفُ دالَّةٌ عليها وهو رأيُ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما .
وقد اكتشف حديثاً أنّ مجموع عدد أحرف كل من السور التي استفتحت بهذه الحروف المتقطعة هو مضاعف مجموعها "أحرف الاستفتاح" بحسب الجُمَّل .
واختلف العلماء في إعرابها كذلك فمنهم من قال بأنه ليس لها محلَّ من
الإِعراب ، ومنهم من قال هي مبنيّة تلزم حالة واحدة دائماً ، ومنهم من قال بل هي مُعْرَبَةٌ . وقال آخرون بأنها موقوفةٌ لا معربةٌ ولا مبنيةٌ.
ويُحْتَمَلُ فيها الرفعُ والنصبُ ، فأما الرفعُ فهو على أحد وجهين: الأول أنها مبتدأ ، والثاني أنها خبر . وأمّا النصب فعلى أحَدِ وجهين أيضاً:إمَّا بإضمار فعلٍ تقديرُه: اقرَؤوا: " ألم " ، وإمَّا نصب بنزع الخافض وهو حرف قسم مضمر أي أنّ الله تعالى أقسم بها .
وقيل في معناها أنَّ الألف مفتاح اسمه (( الله )) واللام مفتاح اسمه اللطيف، والميم مفتاح اسمه المجيد . وقيل : بأنّ الألف آلاء الله واللام لطفه ، والميم ملكه .
وأمَّا "ذلك " فـ " ذا " اسم إشارة ، و"ل" للبُعد ، و"ك" للخطاب ، ويجوز في "ذلك" أن يكون مبتدأً ثانياً والكتابُ خبرُه، وجملةُ "ذلك الكتاب" خبرٌ للمبتدأ الأول " الم " ، ويجوز أن يكونَ "الم" مبتدأً و "ذلك" خبره و "الكتاب" صفةٌ لـ " ذلك " أو بدلٌ منه أو عطفُ بيان ، وأن يكونَ " الم " مبتدأً و"ذلك" مبتدأ ثان ، و "الكتاب" : إما صفةٌ له أو بدلٌ منه أو عطفُ بيان له .
و{الكتابُ} مصدرُ كَتَبَ ، أي المكتوبُ كما يقال للمخلوق خلق ، ومنه الكتيبةُ من الجُنْدِ ، سميت كذلك لاجتماعها ، لأنّ أصلَ الكَتْبِ ضَمُّ أديمٍ إلى أديمٍ أو جريدٍةٍ إلى جريدةٍ بالخِياطَةِ ، واستُعمل بعد ذلك في ضَمِّ الحروفِ بعضَها إلى بعضٍ بالخَطِّ .
و"الريب" في الأصل مصدر رابَه الأمرُ إذا حصل عنده فيه ريبة وحقيقةُ الرِيبةِ ، قلقُ النفسِ واضطرابُها ، ثم استُعمِل في معنى الشكِّ مطلقاً .
وقيل إنَّ الرَيْبُ هو الشَكُّ معَ التُهْمة ، و"لا ريبَ فيه " لا شك في أنه من عند
الله عزَّ وجلَّ وأنَّه الحقُّ والصدقُ.
و"لا" نافية"لا ريبَ" خبرٌ عن المبتدأ الثاني ، و"ريبَ" اسمُها، وخبرُها يجوز متعلق الجارَّ والمجرورَ "فيه" المحذوف وتقديره : كائنٌ، ويكون الوقف على " ريب " حينئذ تاماً ، وقد يُحذف اسمها ويبقى خبرُها ، قالوا : لا عليك ، أي لا بأسَ عليك ، وهي واسمها في محلِّ رفع بالابتداء .
و" هدى " مصدرُ هَداهُ هُدًى وهِدايَةً وهَدِيّةً كذلك ، ومعناه الدلالة الموصلة إلى البُغْيَةِ ، وضِدُّهُ الضَلالُ .ويجوز في: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} مبتدأٌ وخبرُه متعلَّقُ "فيه" المحذوف وتقديره موجود ، وهو متقدِّمٌ عليه ، والتقدير : لا ريبَ فيه ، فيه هدىً .
وقد تقدَّم معنى " الهدى " عند قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم و " هُدَى " مصدرٌ على وزن "فُعَل" ولم يَجىءْ من هذا الوزن في المصادر إلا : سُرىً وبُكىً وهُدًى ولُقَىً (( من لقيتُه )) و " للمتقين " جارٌّ ومجرورٌ متعلقٌ بـ " هُدَى " .
و" المتقون " جمعُ متّقٍ ، اسم فاعل من اتّقى وأصلُه أُوتَقى ـ بوزن افتعل ـ من وقى الشيء وقاية ، أي : صانه وحفظه مما يضره ويؤذيه .
والمعنى : ذلك الكتاب الكامل ، وهو القرآن الكريم ، ليس محلاً لأنْ يرتاب عاقلٌ أو منصف في أنّه منزّلٌ من عند الله ، وأنّه هدايةٌ وإرشادٌ للمتّقين الذين يجتنبون كلَّ مكروه من قول أو فعل حتى يصونوا أنفسهم عما يضرُّها ويؤذيها .
وكانت الإشارة بصيغة البعيد "ذلك" لأنه سامي المنزلة أينما توجهتَ إليه ، فإن نظرت إليه ناحية تراكيبه فهو معجز للبلغاء ، وإن نظرتَ إليه من ناحية معانية فهو فوق مدارك الحكماءِ وإن نظرتَ إليه من ناحية قَصَصه وتاريخِه فهو أصدقُ محدِّث عن الماضين ، وأدقُّ محدّد لتاريخ السابقين ، فلا جرم أن كانت الإشارة في الآية باستعمال اسم الإشارة للبعيد لإظهار رفعةِ شأن هذا القرآن .
{ الذين يُؤْمِنُونَ } : " الذين " نعتٌ للمتقين مجرور ، و" يؤمنون " صلةٌ وعائدٌ ، وهو فعلٌ مضارعٌ ، علامةُ رفعهِ الواو لأنه الأفعال الخمسةِ . والأفعال الخمسةُ كلُّ فعلٍ مضارعٍ اتصلَ به ألفُ اثنين أو واوُ جمع أو ياءُ مخاطبةٍ ، والفعل المضارعُ معربٌ أبداً .
وهو مضارعُ آمَنَ بمعنى صَدَّقَ ، وآمَنَ مأخوذٌ من أَمِنَ الثلاثي وإنما تعدَّى بالباء لأنه ضُمِّن معنى اعترف ، وقد يتعدَّى باللام كقوله تعالى : { وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا } .
وأصلُ " يُؤْمِنون " : يُؤَأْمِنُون بهمزتين ، الأولى : همزةُ أَفْعَل ، والثانيةُ : فاء الكلمةِ ، حُذِفَت الأولى لقاعدة تصريفية ، وهو أن همزة أفْعل تُحْذَف بعد حرفِ المضارعةِ واسمِ فاعله ومفعولِه نحو : أُكْرِمُ وتُكْرم ويُكْرم ونُكْرم وأنتَ مُكْرِم ومُكْرَم ، وإنما حُذِفَت لأنه في بعض المواضع تجتمع همزتان ، وذلك إذا كان حرفُ المضارَعةِ همزةً نحو : أنا أُكرم . الأصل : أُأَكْرِمُ بهمزتين ، الأولى : للمضارَعةِ ، والثانيةُ : هَمزَةُ أَفْعل ، فحُذِفَت الثانيةُ للثِّقَل ، ولأن حرفَ المضارَعَةِ أولى بالمحافظةِ عليه .
و" بالغيبِ " جار ومجرور متعلِّقان بيؤمنون ، وهو مصدر واقعٌ موقعَ اسمِ فاعلِه .
و" يُقيمون " عطفٌ على " يُؤمنون " فهو صلةٌ وعائدٌ . وأصلُه
يُؤَقْوِمُونَ حُذفت همزةُ أَفْعَل لوقوعها بعد حرفِ المضارَعة كما تقدَّم فصار
يُقْوِمون ، فاستُثْقِلَتْ الكسرةُ على الواوِ فأبدلت ياءً وكذلك " مستقيم " . ومعنى يُقيمون : يُدِيمون أو يُظهرون .
و" الصلاةَ " مفعول به ووزنُها : فَعَلَة ، ولامها واو لقولهم : صَلَوات ، وإنما تحرَّكت الواوُ وانفتحَ ما قبلها فقُلِبت ألفاً ، واشتقاقُها من الصَّلَوَيْنِ وهما: عِرقانِ في الوِرْكين مفترقانِ من الصَّلا وهو عِرْقٌ مستبطِنٌ في الظهر منه يتفرَّق الصَّلَوان عندَ عَجْب الذَّنب ، وذلك أن المصلِّي يحرِّك صَلَوَيْه . والصلاةُ لغةً : الدعاءُ . وفي الشرع : هذه العبادةُ المعروفة ، وقيل : هي مأخوذةٌ من اللزوم ، ومنه : " صَلِيَ بالنار " أي لَزِمَها .
وقيل: من صَلَيْتُ العودَ بالنار أي قوَّمْتُه بالصِّلاء وهو حَرُّ النار ،لأنَّ المُصَلِّي إنما يُقَوِّم نفسه .
و { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } جارٌّ ومجرور متعلِّق بـ " يُنْفِقون " و" ينفقون " معطوفٌ على الصلة قبله و" ما " المجرورةُ تحتمل ثلاثة أوجهٍ ، أحدُها : أنْ تكونَ اسماً بمعنى الذي ، ورزقناهم صلتُها،والعائدُ محذوفٌ ، تقديره : "رزقناهموه أو رزقناهم إياه "
والرزقُ لغةً : العطاءُ ، وهو مصدرٌ ، قال تعالى : { وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً } .
الرزق بالفتح مصدرٌ (( رَزَقَ رَزقاً)) وبالكسر اسم ، ويعني الشكر أيضاً في لغة أزد ومن ذلك قولُه تعالى:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} .
ونَفَقَ الشيءُ : نَفِد ، وفيه معنى الخروج والذهاب ونحو ذلك إذا تأمَّلت كلّ ما فاؤه نون : نَفِد نَفَق نَفَر نَفَذ نَفَس نَفَش نَفَثَ نفح نفخ نَفَضَ نَفَل ، وَنَفق الشيءُ بالبيع نَفَاقاً ونَفَقَت الدابَّةُ: ماتَتْ نُفوقاً: والنَفَقَةُ: اسمُ المُنْفَقِ .
و " مِنْ " ـ هنا ـ لابتداء الغاية ، وقيل : للتبعيض ، ولها معانٍ أُخر
منها : بيانُ الجنس كما في قوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان } وهي للتعليل في قوله جل وعلا:{ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ في آذَانِهِم مِّنَ الصواعق} وهي للبدلُ أيضا : { بالحياة الدنيا مِنَ الآخرة } والمجاوزةُ : { وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ } وانتهاء الغاية قريبٌ منه، والاستعلاءُ : { وَنَصَرْنَاهُ مِنَ القوم } أي على والفصلُ : { يَعْلَمُ المفسد مِنَ المصلح } وموافقةُ الباءِ وفي : { يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } { مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأرض } والزيادةُ باطِّراد ، وذلك بشرطين : كون المجرورِ نكرةً والكلامِ غيرَ موجَبٍ ، واشترط الكوفيون التنكيرَ فقط ، ولم يَشْترط الخفشُ شيئاً .
عبد القادر الأسود
عبد القادر الأسود
أرمنازي - عضو شرف
أرمنازي - عضو شرف

عدد المساهمات : 932
نقاط : 2771
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 08/06/2010
العمر : 76
الموقع : http://abdalkaderaswad.spaces.live.com

http://abdalkaderaswad.wordpress.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى