الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 105
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 105
إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)
قولُهُ ـ جَلَّ وَعَلَا: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ} إِنَّمَا: أَدَاةٌ مِنْ أَدَوَاتِ القَصْرِ، فَتَتَضَمَّنُ نَفْيًا وَإِثْباتًا، والمَعْنَى: لَا يَفْتَرِي الكَذِبَ إِلَّا الذينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ تَعَالَى فِي الكَوْنِ وَمُعْجِزاتِ النَّبِيِّينَ الذينَ يُثْبِتُونَ بِهَا إِرْسالَ اللهِ تَعَالَى لَهُمْ، وَهِيَ وَاضِحَةٌ لائِحَةٌ يَرَاهَا المُبْصِرُ بِبَصَرِهِ، والمُدْرِكُ بِقَلْبِهِ، فَحَيْثَ كانَ الإِنْكارُ لِمَا هُوَ ثابِتٌ بِالبُرْهانِ يَكونُ الكَذِبُ؛ لأَنَّ الكَذِبَ إِخْفَاءٌ للحَقَائِقِ، وإِنْكَارُ الآياتِ إِنْكارٌ للحَقائقِ، فَهُمَا يَنْسَابَانِ مِنْ نَبْعٍ وَاحِدٍ، وَيَسيرانِ في خَطٍّ وَاحِدٍ. لِأَنَّهُ حَيْثُمَا كانَ إِنْكارُ الحَقائقِ الثَّابِتَةِ كَانَتْ مَظَنَّةُ الكَذِبِ، فَمَنْ لَا يُؤْمِنُ بالآياتِ الثَّابِتَةِ لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ، وَلا يَكونُ صادِقًا أَبَدًا؛ وهَذَا رَدٌّ لِقَولِهم مِنَ الآيَةِ: 101 السَّابِقَةِ: {إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ}، وقَوْلِهِمْ: {إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} لأنَّهُ يَسْتَلْزِمُ تَكْذِيبَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُنَزَّلٌ إِلَيْهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ـ تَعالى. فَصَارُوا بِهَذَا الِاعْتِبَارِ يُؤَكِّدُونَ بِمَضْمُونِهِ قَوْلَهُمْ: {إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ} يُؤَكِّدُ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ الْقَوْلَ الْآخَرَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: ذُكِرَ الْكَذِبُ عِنْدَ أَبي أُمَامَةَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَفْوًا أَمَا تَسْمَعُونَ اللهَ يَقُولُ: "إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ".
وَأَخْرَجَ الخَرَائِطِيُّ فِي (مَسَاوِئُ الْأَخْلَاقِ) وَابْنُ عَسَاكِرٍ فِي تَارِيخِهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَرادٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ يَزْنِي الْمُؤْمِنُ؟. قَالَ: ((قَدْ يَكونُ ذَلِكَ)). قَالَ: هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ؟. قَالَ: ((قدْ يَكونُ ذَلِكَ)). قَالَ: هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟. قَالَ: لَا. ثُمَّ أَتْبَعَهَا نَبِيُّ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا يَفْتَري الْكَذِبَ الَّذين لَا يُؤْمنُونَ".
وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَرادٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الآخِرِ مَنْ إِذا حَدَّثَ كَذَبَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ عَنْ مُعَاذَ بْنِ جَبَلٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ ثَلَاثًا: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ، حَتَّى إِذا رَأَى بَهْجَتَهُ، وَتَرَدَّى الْإِسْلَامَ، أَعَارَهُ اللهُ مَا شَاءَ، اخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَضَرَبَ جَارَهُ ورَمَاهُ بالْكفْرِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّهُمَا أَوْلَى بالْكُفْرِ الرَّامِي أَوِ المَرْمِي بِهِ، قَالَ: الرَّامِي وَذُو خَلِيفَةٍ قَبْلَكُمْ آتَاهُ اللهُ سُلْطَانَهُ، فَقَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهُ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَكَذَبَ، مَا جعل اللهُ خَليفَةً حُبُّهُ دُونَ الْخَالِقِ، وَرَجُلٌ اسْتَهْوَتْهُ الْأَحَادِيثُ كُلَّمَا كَذَبَ كِذْبَةً وَصَلَهَا بِأَطْوَلَ مِنْهَا، فَذَاكَ الَّذِي يُدْرِكُ الدَّجَّالَ فَيَتْبَعَهُ.
قولُهُ: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} الإِشَارَةُ بِـ "أُولئِكَ" إِلى "الذينَ لَا يُؤْمِنُونَ باللهِ". و "هُمُ الكاذِبُونَ" نَعْتٌ لهم بالكَذِبِ لَازِمٌ لَهُمْ بَعْدَ الإِخْبارِ عَنْهم بارْتِكابِ فِعْلِهِمْ الشَنيعِ بِافْتِراءِ الكَذِبِ بِقَوْلِهِ: "إِنَّمَا يَفْتَري الْكَذِبَ الَّذين لَا يُؤْمنُونَ بِآيَاتِ اللهِ". لأَنَّ الصِّفَةَ أَلْصَقُ بالمَرْءِ مِنَ الخَبَرِ عَنْهُ. وقَدْ أَكَّدَ بِهَذِهِ الجُمْلَةِ كَذِبَ المُشْرِكِينَ الذينَ لَا يُؤْمِنُونَ بآياتِ اللهِ كما أنَّ الجُمْلَةَ تُفِيدُ القَصْرَ بِأَنَّ الكَذِبَ مَقْصُورٌ عَلَيْهِمْ.
قولُهُ تَعَالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ} إنَّما: أَداةٌ للحَصْرِ. و "يَفْتَرِي" فِعْلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ وعلامةُ رَفعِهِ مُقَدَّرَةٌ عَلَى آخِرِهِ لثِقَلِها على الياءِ. و "الكَذِبَ" مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ، و "الَّذِينَ" اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفتحِ في محلِّ الرفعِ فاعِلُهُ. والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعراب. و"لَا" نافيةٌ، و "يُؤْمِنُونَ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ وَالجَازِمِ، وعَلامَةُ رَفْعِهِ ثَباتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفعالِ الخَمْسَةِ، وواوُ الجَمَاعةِ ضَميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ، فاعِلُهُ. والجُمْلَةُ صِلَةُ المَوْصُولِ لا محلَّ لها مِنَ الإعراب. و "بِآيَاتِ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يُؤْمِنُونَ". و "آياتِ" مجرورٌ بحرْفِ الجرِّ مُضافٌ، ولفظُ الجلالةِ "اللهِ" مجرورٌ بالإضافةِ إليْهِ.
قولُهُ: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} الواوُ: حرفُ عَطْفٍ. و "أُولَئِكَ" اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الكَسْرِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابْتِداءِ، والكافُ للخطابِ. و "هُمُ" ضَميرُ فَصْلٍ. و "الْكَاذِبُونَ" خَبَرُ المُبْتَدَأِ مرفوعٌ، وعلامةُ رَفعِهِ الواوُ: لأنَّهُ جمعُ المُذكَّرِ السَّالِمُ، والنُّونُ عِوَضٌ مِنَ التنوينِ في الاسْمِ المُفردِ. والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى الجُمْلَةِ التي قَبْلَهَا على كونِها صِلَةَ المَوْصُولِ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ.
قولُهُ ـ جَلَّ وَعَلَا: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ} إِنَّمَا: أَدَاةٌ مِنْ أَدَوَاتِ القَصْرِ، فَتَتَضَمَّنُ نَفْيًا وَإِثْباتًا، والمَعْنَى: لَا يَفْتَرِي الكَذِبَ إِلَّا الذينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ تَعَالَى فِي الكَوْنِ وَمُعْجِزاتِ النَّبِيِّينَ الذينَ يُثْبِتُونَ بِهَا إِرْسالَ اللهِ تَعَالَى لَهُمْ، وَهِيَ وَاضِحَةٌ لائِحَةٌ يَرَاهَا المُبْصِرُ بِبَصَرِهِ، والمُدْرِكُ بِقَلْبِهِ، فَحَيْثَ كانَ الإِنْكارُ لِمَا هُوَ ثابِتٌ بِالبُرْهانِ يَكونُ الكَذِبُ؛ لأَنَّ الكَذِبَ إِخْفَاءٌ للحَقَائِقِ، وإِنْكَارُ الآياتِ إِنْكارٌ للحَقائقِ، فَهُمَا يَنْسَابَانِ مِنْ نَبْعٍ وَاحِدٍ، وَيَسيرانِ في خَطٍّ وَاحِدٍ. لِأَنَّهُ حَيْثُمَا كانَ إِنْكارُ الحَقائقِ الثَّابِتَةِ كَانَتْ مَظَنَّةُ الكَذِبِ، فَمَنْ لَا يُؤْمِنُ بالآياتِ الثَّابِتَةِ لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ، وَلا يَكونُ صادِقًا أَبَدًا؛ وهَذَا رَدٌّ لِقَولِهم مِنَ الآيَةِ: 101 السَّابِقَةِ: {إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ}، وقَوْلِهِمْ: {إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} لأنَّهُ يَسْتَلْزِمُ تَكْذِيبَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُنَزَّلٌ إِلَيْهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ـ تَعالى. فَصَارُوا بِهَذَا الِاعْتِبَارِ يُؤَكِّدُونَ بِمَضْمُونِهِ قَوْلَهُمْ: {إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ} يُؤَكِّدُ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ الْقَوْلَ الْآخَرَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: ذُكِرَ الْكَذِبُ عِنْدَ أَبي أُمَامَةَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَفْوًا أَمَا تَسْمَعُونَ اللهَ يَقُولُ: "إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ".
وَأَخْرَجَ الخَرَائِطِيُّ فِي (مَسَاوِئُ الْأَخْلَاقِ) وَابْنُ عَسَاكِرٍ فِي تَارِيخِهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَرادٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ يَزْنِي الْمُؤْمِنُ؟. قَالَ: ((قَدْ يَكونُ ذَلِكَ)). قَالَ: هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ؟. قَالَ: ((قدْ يَكونُ ذَلِكَ)). قَالَ: هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟. قَالَ: لَا. ثُمَّ أَتْبَعَهَا نَبِيُّ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا يَفْتَري الْكَذِبَ الَّذين لَا يُؤْمنُونَ".
وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَرادٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الآخِرِ مَنْ إِذا حَدَّثَ كَذَبَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ عَنْ مُعَاذَ بْنِ جَبَلٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ ثَلَاثًا: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ، حَتَّى إِذا رَأَى بَهْجَتَهُ، وَتَرَدَّى الْإِسْلَامَ، أَعَارَهُ اللهُ مَا شَاءَ، اخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَضَرَبَ جَارَهُ ورَمَاهُ بالْكفْرِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّهُمَا أَوْلَى بالْكُفْرِ الرَّامِي أَوِ المَرْمِي بِهِ، قَالَ: الرَّامِي وَذُو خَلِيفَةٍ قَبْلَكُمْ آتَاهُ اللهُ سُلْطَانَهُ، فَقَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهُ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَكَذَبَ، مَا جعل اللهُ خَليفَةً حُبُّهُ دُونَ الْخَالِقِ، وَرَجُلٌ اسْتَهْوَتْهُ الْأَحَادِيثُ كُلَّمَا كَذَبَ كِذْبَةً وَصَلَهَا بِأَطْوَلَ مِنْهَا، فَذَاكَ الَّذِي يُدْرِكُ الدَّجَّالَ فَيَتْبَعَهُ.
قولُهُ: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} الإِشَارَةُ بِـ "أُولئِكَ" إِلى "الذينَ لَا يُؤْمِنُونَ باللهِ". و "هُمُ الكاذِبُونَ" نَعْتٌ لهم بالكَذِبِ لَازِمٌ لَهُمْ بَعْدَ الإِخْبارِ عَنْهم بارْتِكابِ فِعْلِهِمْ الشَنيعِ بِافْتِراءِ الكَذِبِ بِقَوْلِهِ: "إِنَّمَا يَفْتَري الْكَذِبَ الَّذين لَا يُؤْمنُونَ بِآيَاتِ اللهِ". لأَنَّ الصِّفَةَ أَلْصَقُ بالمَرْءِ مِنَ الخَبَرِ عَنْهُ. وقَدْ أَكَّدَ بِهَذِهِ الجُمْلَةِ كَذِبَ المُشْرِكِينَ الذينَ لَا يُؤْمِنُونَ بآياتِ اللهِ كما أنَّ الجُمْلَةَ تُفِيدُ القَصْرَ بِأَنَّ الكَذِبَ مَقْصُورٌ عَلَيْهِمْ.
قولُهُ تَعَالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ} إنَّما: أَداةٌ للحَصْرِ. و "يَفْتَرِي" فِعْلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ وعلامةُ رَفعِهِ مُقَدَّرَةٌ عَلَى آخِرِهِ لثِقَلِها على الياءِ. و "الكَذِبَ" مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ، و "الَّذِينَ" اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفتحِ في محلِّ الرفعِ فاعِلُهُ. والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعراب. و"لَا" نافيةٌ، و "يُؤْمِنُونَ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ وَالجَازِمِ، وعَلامَةُ رَفْعِهِ ثَباتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفعالِ الخَمْسَةِ، وواوُ الجَمَاعةِ ضَميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ، فاعِلُهُ. والجُمْلَةُ صِلَةُ المَوْصُولِ لا محلَّ لها مِنَ الإعراب. و "بِآيَاتِ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يُؤْمِنُونَ". و "آياتِ" مجرورٌ بحرْفِ الجرِّ مُضافٌ، ولفظُ الجلالةِ "اللهِ" مجرورٌ بالإضافةِ إليْهِ.
قولُهُ: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} الواوُ: حرفُ عَطْفٍ. و "أُولَئِكَ" اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الكَسْرِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابْتِداءِ، والكافُ للخطابِ. و "هُمُ" ضَميرُ فَصْلٍ. و "الْكَاذِبُونَ" خَبَرُ المُبْتَدَأِ مرفوعٌ، وعلامةُ رَفعِهِ الواوُ: لأنَّهُ جمعُ المُذكَّرِ السَّالِمُ، والنُّونُ عِوَضٌ مِنَ التنوينِ في الاسْمِ المُفردِ. والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى الجُمْلَةِ التي قَبْلَهَا على كونِها صِلَةَ المَوْصُولِ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ.
مواضيع مماثلة
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 114
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 115
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 1 (2)
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 116
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 99
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 115
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 1 (2)
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 116
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة النحل، الآية: 99
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود