الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 39
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 39
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)
قولُهُ ـ تَعَالَى جَدُّهُ: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ} وَهَذَا الذِي أَمْرَناَكِ بِهِ ـ يَا رَسُولَ اللهِ، مِنَ الأَخْلاَقِ الحَسَنَةِ، وَالذي نَهَيْنَاكَ عَنْهُ مِنَ الصِّفَاتِ الذَمِيمَةِ، هُوَ مِمَّا أَوْحَيْنَا بِهِ إِلَيْكَ ـ يَا مُحَمَّدُ، مِنْ الفِقْهِ فِي أُمورِ الدِّينِ، وَمَعْرِفَةِ أَسْرَارِهِ، وَمَا فِي تَشْرِيعِهِ مِنَ الحِكْمةِ لِتُعَلِمَها لِلنَّاسِ، وتَأْمُرَهم بِاتِّباعِها. فَالْإِشَارَةُ بـ "ذلك" إِلَى جَمِيعِ مَا ذُكِرَ مِنَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي صَرَاحَةً فيما سَبَقَ مِنْ آياتٍ بِدْءً منَ الآيةِ: 23، مِنْ هذِهِ السُّورةِ المُكَرَّمَةِ.
قولُهُ: {مِنَ الْحِكْمَةِ} مِنَ الأَحْكَامِ المُحْكَمَةِ الَّتي لا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهَا نَسْخٌ أَوْ فَسَادٌ. قالَ المُفَسِّرونَ: يَعْنِي مِنَ القُرْآنِ ومَوَاعِظِهِ. وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى: يُريدُ مِنَ الفَرَائضِ وَالسُّنَنِ. وَعَنْه أَيضًا ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّ هَذِهِ الآيَاتِ الثَمَانيَ عَشْرَةَ كانَتْ فِي أَلْوَاحِ مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَوَّلُها: "لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ"، قالَ تَعَالَى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً} الآية: 145، مِنْ سُورَةِ الأَعْرَافِ، وَهِيَ عَشْرُ آياتٍ فِي التَوْراةِ. وأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ التَّوْرَاةَ كُلَّهَا فِي خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً مِنْ سُورَةِ بِني إِسْرَائِيلَ، ثُمَّ تَلَا: "وَلَا تجْعَلْ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ".
وَالْحِكْمَةُ: مَعْرِفَةُ الْحَقَائِقِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ دُونَ غَلَطٍ، وَلَا اشْتِبَاهٍ، وَتُطْلَقُ عَلَى الْكَلَامِ الدَّالِّ عَلَيْهَا. وَقَالَ أَهْلُ المَعَانِي: المُرادُ بالحِكْمَةِ هَهُنا: الدَّلائِلُ التي تُؤَدِّي إِلى المَعْرِفَةِ بِالحَسَنِ مِنَ القَبيحِ، والوَاجِبِ مِمَّا لا يَجِبُ، وإنَّما يُعْرَفُ ذَلِكَ كلُّهُ بإِخْبَارِ اللهِ ـ تَعَالَى، وحَسْبُ.
قولُهُ: {وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ} عَطْفٌ عَلَى جُمَلِ النَّهْيِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَتَأْكِيدٌ لِمَضْمُونِ قولِهِ في الآيةِ: 23، السابقةِ: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}، فَأُعِيدَ بِتَكْرِيرِ مَضْمُونِهِ وَبِمَا رُتِّبَ عَلَيْهِ مِنَ الْوَعِيدِ بِأَنْ يُجَازَى بِالْخُلُودِ فِي النَّارِ مُهَانًا، لِقَصْدِ الِاهْتِمَامِ بِالتَّوْحِيدِ. وَلِلتَّنْبيهِ عَلَى أَنَّ التَوْحِيدَ هو مَبْدَأُ الأَمْرِ وَمُنْتَهاهُ، وأَنَّهُ رَأْسُ كُلِّ حِكْمَةٍ ومَلاكُها، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ موحِّدًا لا تَنْفَعُهُ عُلومُهُ وحِكَمُهُ وإِنَّ بَزَّ بِها أَكابِرَ العُلماءِ وأَسَاطِينَ الفلاسِفةِ والحُكَمَاءِ.
وَالمَقْصُودُ بِهَذا الخِطَابِ الأُمَّةِ الإِسْلاَمِيَّةُ بِوِساطَةِ الرَّسُولِ ـ صَلَوَاتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ، فَإنَّهُ مَعْصُومٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ. فالخِطابُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ المُؤْمِنينَ؛ كَأَنَّه قِيلَ: وَلَا تَجْعَلْ ـ أَيُّها الإِنْسانُ، مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ. فَعَدَلَ عَنْ مُخَاطَبَةِ الْأُمَّةِ بِضَمَائِرِ جَمْعِ الْمُخَاطَبِينَ وَضَمَائِرِ الْمُخَاطَبِ غَيْرِ الْمُعَيَّنِ، إِلَى خِطابِ النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَدًّا إِلَى مَا سَبَقَ فِي أَوَّلِ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ قَوْلِهِ في الآيةِ: 23، السابقةِ: {وَقَضى رَبُّكَ}. وَهُوَ تَذْيِيلٌ مُعْتَرِضٌ بَيْنَ جُمَلِ النَّهْيِ. وَفِي هَذَا التَّذْيِيلِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ الْآيَاتُ السَبْعَ عَشْرَةَ السابقةُ هُوَ مِنَ الْحِكْمَةِ، وذَلِكَ تَحْرِيضًا عَلَى اتِّبَاعِ مَا فِيهَا، وَأَنَّهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ. وَفِيهِ أَيْضًا امْتِنَانٌ عَلى حضرةِ النبيِّ ـ عَلَيْهِ صَلَاةُ اللهُ وَسَلَامُهُ، بِأَنَّ اللهَ تَعَالى أَوْحَى إِلَيْهِ، وَذَلِكَ هو وَجْهُ قَوْلِهِ ـ جلَّ وعَلا: {مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ} فإنَّهُ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ مِثْلَ ذَلِكَ لَا يَصِلُ إِلَيْهِ الْأُمِّيُّونَ لَوْلَا الْوَحْيُ مِنَ اللهِ ـ سُبحانَهُ، وَأَنَّهُ عَلَّمَهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ للنَّاسِ.
قولُهُ: {فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} فَتُلْقَى: مِنَ الْإِلْقَاءِ: وهوَ رَمْيُ الْجِسْمِ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلَ، وَهُوَ مُؤْذِنٌ بِالْإِهَانَةِ. وَفي مَجِيءِ الإِلْقَاءَ مَبْنيًّا للمَجْهُولِ جَرْيٌ عَلَى سُنَنِ الكِبْرياءِ، وازْدِراءٌ بالمُشْرِكينَ وَجَعْلٌ لهم كَخَشَبَةٍ تُحْمَلُ فتُطْرَحُ في تَنُّورٍ أوْ غيرِهِ. فَإِذا فَعَلْتَ ـ أَيُّها الإِنْسانُ، ما نُهِيتَ عَنْهُ، كانَتْ عَاقِبَتُكَ نَارَ جَهَنَّمَ، فَلُمْتَ نَفْسِكَ على ما أَوقعتَ بِهِ نفسكَ وَلامَكَ ربُّكَ وقرَّعَكَ وعنَّفكَ وعذَّبَكَ، وَلامَكَ أَيْضًا الخَلْقُ ـ وَالْمَلُومُ: الَّذِي يُنْكَرُ عَلَيْهِ مَا فَعَلَهُ، فَأَصْبَحْتَ مُبْعَدًا مِنْ رَحْمةِ رَبِّكَ، مَطْرُودًا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، فَإنَّ مَعْنَى "مَدْحُورًا" أَيْ: أَنَّهُ مُبْعَدٌ مِنْ رَحَمَةِ اللهِ تَعَالَى. فقد أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، مِنْ طَرِيقِ عَليِّ بْنِ أبي طالبٍ، أَميرِ المُؤْمِنينَ ـ رَضِي اللهُ تعالى عَنْهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِي الله عَنْهُما، فِي قَوْلِهِ: "مَدْحُورًا" قَالَ مَطْرُودًا.
قولُهُ تَعَالَى: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} ذلك: ذا: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفعِ بِالابْتِداءِ، واللامُ: للبُعْدِ، والكافُ: للخِطَابِ. و "مِمَّا" "مِنْ" حرفُ جرٍّ متعلِّقٌ بخبرٍ مُقدَّرٍ، وهي هُنَا للتَبْعيضِ؛ لأَنَّ هَذِهِ بَعْضُ مَا أَوْحَاهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى نَبِيِّهِ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. و "مَا" مَوصْولَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الجرِّ بحرْفِ الجرِّ. أَوْ هي نَكِرةٌ مَوْصُوفَةٌ. والجملةُ الاسميَّةُ هذِهِ مُسْتَأْنَفةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. وَ "أَوْحى" فِعْل ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ المقدَّرِ على آخِرِهِ لِتَعَذُّرِ ظُهُورِهِ عَلَى الأَلِفِ. و "إِلَيْكَ" حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَوْحى" وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجرِّ. و "رَبُّكَ" فاعِلُهُ مرفوعٌ بِهِ، وهو مُضافٌ، وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ صِلَةُ "مَا" المَوْصُولَةِ لا مَحَلَّ لهَا مِنَ الإِعْرَابِ، أَوْ صِفَةٌ لَهَا في محلِّ الجرِّ إِنْ كانَتْ نَكِرَةً مَوْصُوفَةً، والعَائدُ، أَوِ الرَّابِطُ مَحْذُوفٌ؛ تَقديرُ: مِمَّا أَوْحاهُ إِلَيْكَ رَبُّكَ، و "مِنَ" حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بِحالٍ مِنَ العائدِ المَحْذوفِ، أَوْ مِنْ نَفْسِ المَوْصُولِ؛ أَيْ: ذَلِكَ ممَّا أَوْحاهُ إِلَيْكَ رَبُّكَ حَالَةَ كَوْنِهِ كَائِنًا مِنَ الحِكْمَةِ التي هِيَ مَعْرِفَةُ الحَقِّ لِذاتِهِ، والخَيْرِ للعَمَلِ بِهِ. أَو يَتَعَلَّقُ بِـ "أَوْحى"، وَهيَ إِمَّا للتَبْعيضِ، لَأَنَّ ذَلِكَ بَعْضَ الحِكْمَةِ، وإِمَّا للابْتِداءِ، وَإمَّا للبَيَانِ. وَحِينَئِذٍ تَتَعَلَّق بِمَحْذوفٍ. أَوْ أَنَّهَا مَعَ مَجْرورِها بَدَلٌ مِنْ "مِمّا أوحى". وَ "الْحِكْمَةِ" مَجْرورٌ بحرفِ الجَرِّ.
قولُهُ: {وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ} الوَاوُ: للعَطْفِ، و "لا" ناهيةٌ جازِمةٌ. و "تَجْعَلْ" فعلٌ مُضارعٌ مَجْزُومٌ بـ "لا" الناهيةِ، وفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أنت) يَعودُ عَلى المُخَاطَبِ. و "مَعَ" منصوبٌ على الظَرْفيّةِ الاعتباريَّةِ فِي مَحَلِّ المَفْعُولِ الثاني للجَعْلِ، وهو مُضافٌ، ولَفْظُ الجَلالةِ "اللهِ" مَجرورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ، و "إِلهًا" مَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ. و "آخَرَ" صفةٌ لـ "إِلهًا" منصوبٌ، والجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً}. عَلَى كونِها جُملةً مُسْتَأْنَفَةً لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} الفاءُ: عَاطِفَةٌ سَبَبِيَّةٌ. و "تُلْقَى" فِعْلٌ مُضَارِع ٌ مَنْصُوبٌ بِـ "أَنْ" مُضْمَرَة، وُجُوبًا بَعْدَ فاءِ السَبَبِيَّةِ الواقِعَةِ فِي جَوَابِ النَّهْيِ، مَبْنِيٌّ للمَجْهولِ، ونائبُ فاعِلِهِ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ وجوبًا تقديرُهُ (أنتَ) يَعُودُ عَلَى المُخَاطَبِ. و "فِي" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تُلْقى"، و "جَهَنَّمَ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ وعلامةُ جرِّهِ الفتحةُ نيابةً عنِ الكَسْرَةِ لأنَّهُ ممنوعٌ منِ الصرفِ بالعَلَميَّةِ والتأْنيثِ اللفظيِّ. و "مَلُومًا مَدْحُورًا" منصوبانِ على الحالِ مِنْ نائِبِ فاعِلِ "تُلْقَى". وجُمْلَةُ "تُلْقَى" في تَأوْيلِ مَصْدَرٍ مُعْطُوفٍ عَلَى مَصْدَرٍ مُتَصَيَّدٍ مِنَ الجُمْلَةِ التي قَبْلَهَا، مِنْ غيرِ سَابِكٍ لإِصْلاحِ المَعْنَى والتقديرُ: لا يَكُنْ جَعْلُكَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، فإِلْقاؤكَ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا، فلا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ لأَنَّها واقعةٌ صِلَةً للمَوْصُولِ الحَرْفِيِّ "أَنْ" المُضْمَرَةِ. والمَصْدَرُ المُؤَوَّلُ مِنْ "أَنْ تُلْقَى" مَعْطُوفٌ عَلَى مَصْدَرٍ مُتَصَيِّدٍ مِنَ النَهْيِ السَّابِقِ.
قولُهُ ـ تَعَالَى جَدُّهُ: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ} وَهَذَا الذِي أَمْرَناَكِ بِهِ ـ يَا رَسُولَ اللهِ، مِنَ الأَخْلاَقِ الحَسَنَةِ، وَالذي نَهَيْنَاكَ عَنْهُ مِنَ الصِّفَاتِ الذَمِيمَةِ، هُوَ مِمَّا أَوْحَيْنَا بِهِ إِلَيْكَ ـ يَا مُحَمَّدُ، مِنْ الفِقْهِ فِي أُمورِ الدِّينِ، وَمَعْرِفَةِ أَسْرَارِهِ، وَمَا فِي تَشْرِيعِهِ مِنَ الحِكْمةِ لِتُعَلِمَها لِلنَّاسِ، وتَأْمُرَهم بِاتِّباعِها. فَالْإِشَارَةُ بـ "ذلك" إِلَى جَمِيعِ مَا ذُكِرَ مِنَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي صَرَاحَةً فيما سَبَقَ مِنْ آياتٍ بِدْءً منَ الآيةِ: 23، مِنْ هذِهِ السُّورةِ المُكَرَّمَةِ.
قولُهُ: {مِنَ الْحِكْمَةِ} مِنَ الأَحْكَامِ المُحْكَمَةِ الَّتي لا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهَا نَسْخٌ أَوْ فَسَادٌ. قالَ المُفَسِّرونَ: يَعْنِي مِنَ القُرْآنِ ومَوَاعِظِهِ. وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى: يُريدُ مِنَ الفَرَائضِ وَالسُّنَنِ. وَعَنْه أَيضًا ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّ هَذِهِ الآيَاتِ الثَمَانيَ عَشْرَةَ كانَتْ فِي أَلْوَاحِ مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَوَّلُها: "لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ"، قالَ تَعَالَى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً} الآية: 145، مِنْ سُورَةِ الأَعْرَافِ، وَهِيَ عَشْرُ آياتٍ فِي التَوْراةِ. وأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ التَّوْرَاةَ كُلَّهَا فِي خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً مِنْ سُورَةِ بِني إِسْرَائِيلَ، ثُمَّ تَلَا: "وَلَا تجْعَلْ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ".
وَالْحِكْمَةُ: مَعْرِفَةُ الْحَقَائِقِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ دُونَ غَلَطٍ، وَلَا اشْتِبَاهٍ، وَتُطْلَقُ عَلَى الْكَلَامِ الدَّالِّ عَلَيْهَا. وَقَالَ أَهْلُ المَعَانِي: المُرادُ بالحِكْمَةِ هَهُنا: الدَّلائِلُ التي تُؤَدِّي إِلى المَعْرِفَةِ بِالحَسَنِ مِنَ القَبيحِ، والوَاجِبِ مِمَّا لا يَجِبُ، وإنَّما يُعْرَفُ ذَلِكَ كلُّهُ بإِخْبَارِ اللهِ ـ تَعَالَى، وحَسْبُ.
قولُهُ: {وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ} عَطْفٌ عَلَى جُمَلِ النَّهْيِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَتَأْكِيدٌ لِمَضْمُونِ قولِهِ في الآيةِ: 23، السابقةِ: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}، فَأُعِيدَ بِتَكْرِيرِ مَضْمُونِهِ وَبِمَا رُتِّبَ عَلَيْهِ مِنَ الْوَعِيدِ بِأَنْ يُجَازَى بِالْخُلُودِ فِي النَّارِ مُهَانًا، لِقَصْدِ الِاهْتِمَامِ بِالتَّوْحِيدِ. وَلِلتَّنْبيهِ عَلَى أَنَّ التَوْحِيدَ هو مَبْدَأُ الأَمْرِ وَمُنْتَهاهُ، وأَنَّهُ رَأْسُ كُلِّ حِكْمَةٍ ومَلاكُها، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ موحِّدًا لا تَنْفَعُهُ عُلومُهُ وحِكَمُهُ وإِنَّ بَزَّ بِها أَكابِرَ العُلماءِ وأَسَاطِينَ الفلاسِفةِ والحُكَمَاءِ.
وَالمَقْصُودُ بِهَذا الخِطَابِ الأُمَّةِ الإِسْلاَمِيَّةُ بِوِساطَةِ الرَّسُولِ ـ صَلَوَاتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ، فَإنَّهُ مَعْصُومٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ. فالخِطابُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ المُؤْمِنينَ؛ كَأَنَّه قِيلَ: وَلَا تَجْعَلْ ـ أَيُّها الإِنْسانُ، مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ. فَعَدَلَ عَنْ مُخَاطَبَةِ الْأُمَّةِ بِضَمَائِرِ جَمْعِ الْمُخَاطَبِينَ وَضَمَائِرِ الْمُخَاطَبِ غَيْرِ الْمُعَيَّنِ، إِلَى خِطابِ النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَدًّا إِلَى مَا سَبَقَ فِي أَوَّلِ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ قَوْلِهِ في الآيةِ: 23، السابقةِ: {وَقَضى رَبُّكَ}. وَهُوَ تَذْيِيلٌ مُعْتَرِضٌ بَيْنَ جُمَلِ النَّهْيِ. وَفِي هَذَا التَّذْيِيلِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ الْآيَاتُ السَبْعَ عَشْرَةَ السابقةُ هُوَ مِنَ الْحِكْمَةِ، وذَلِكَ تَحْرِيضًا عَلَى اتِّبَاعِ مَا فِيهَا، وَأَنَّهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ. وَفِيهِ أَيْضًا امْتِنَانٌ عَلى حضرةِ النبيِّ ـ عَلَيْهِ صَلَاةُ اللهُ وَسَلَامُهُ، بِأَنَّ اللهَ تَعَالى أَوْحَى إِلَيْهِ، وَذَلِكَ هو وَجْهُ قَوْلِهِ ـ جلَّ وعَلا: {مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ} فإنَّهُ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ مِثْلَ ذَلِكَ لَا يَصِلُ إِلَيْهِ الْأُمِّيُّونَ لَوْلَا الْوَحْيُ مِنَ اللهِ ـ سُبحانَهُ، وَأَنَّهُ عَلَّمَهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ للنَّاسِ.
قولُهُ: {فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} فَتُلْقَى: مِنَ الْإِلْقَاءِ: وهوَ رَمْيُ الْجِسْمِ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلَ، وَهُوَ مُؤْذِنٌ بِالْإِهَانَةِ. وَفي مَجِيءِ الإِلْقَاءَ مَبْنيًّا للمَجْهُولِ جَرْيٌ عَلَى سُنَنِ الكِبْرياءِ، وازْدِراءٌ بالمُشْرِكينَ وَجَعْلٌ لهم كَخَشَبَةٍ تُحْمَلُ فتُطْرَحُ في تَنُّورٍ أوْ غيرِهِ. فَإِذا فَعَلْتَ ـ أَيُّها الإِنْسانُ، ما نُهِيتَ عَنْهُ، كانَتْ عَاقِبَتُكَ نَارَ جَهَنَّمَ، فَلُمْتَ نَفْسِكَ على ما أَوقعتَ بِهِ نفسكَ وَلامَكَ ربُّكَ وقرَّعَكَ وعنَّفكَ وعذَّبَكَ، وَلامَكَ أَيْضًا الخَلْقُ ـ وَالْمَلُومُ: الَّذِي يُنْكَرُ عَلَيْهِ مَا فَعَلَهُ، فَأَصْبَحْتَ مُبْعَدًا مِنْ رَحْمةِ رَبِّكَ، مَطْرُودًا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، فَإنَّ مَعْنَى "مَدْحُورًا" أَيْ: أَنَّهُ مُبْعَدٌ مِنْ رَحَمَةِ اللهِ تَعَالَى. فقد أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، مِنْ طَرِيقِ عَليِّ بْنِ أبي طالبٍ، أَميرِ المُؤْمِنينَ ـ رَضِي اللهُ تعالى عَنْهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِي الله عَنْهُما، فِي قَوْلِهِ: "مَدْحُورًا" قَالَ مَطْرُودًا.
قولُهُ تَعَالَى: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} ذلك: ذا: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفعِ بِالابْتِداءِ، واللامُ: للبُعْدِ، والكافُ: للخِطَابِ. و "مِمَّا" "مِنْ" حرفُ جرٍّ متعلِّقٌ بخبرٍ مُقدَّرٍ، وهي هُنَا للتَبْعيضِ؛ لأَنَّ هَذِهِ بَعْضُ مَا أَوْحَاهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى نَبِيِّهِ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. و "مَا" مَوصْولَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الجرِّ بحرْفِ الجرِّ. أَوْ هي نَكِرةٌ مَوْصُوفَةٌ. والجملةُ الاسميَّةُ هذِهِ مُسْتَأْنَفةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. وَ "أَوْحى" فِعْل ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ المقدَّرِ على آخِرِهِ لِتَعَذُّرِ ظُهُورِهِ عَلَى الأَلِفِ. و "إِلَيْكَ" حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَوْحى" وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجرِّ. و "رَبُّكَ" فاعِلُهُ مرفوعٌ بِهِ، وهو مُضافٌ، وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ صِلَةُ "مَا" المَوْصُولَةِ لا مَحَلَّ لهَا مِنَ الإِعْرَابِ، أَوْ صِفَةٌ لَهَا في محلِّ الجرِّ إِنْ كانَتْ نَكِرَةً مَوْصُوفَةً، والعَائدُ، أَوِ الرَّابِطُ مَحْذُوفٌ؛ تَقديرُ: مِمَّا أَوْحاهُ إِلَيْكَ رَبُّكَ، و "مِنَ" حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بِحالٍ مِنَ العائدِ المَحْذوفِ، أَوْ مِنْ نَفْسِ المَوْصُولِ؛ أَيْ: ذَلِكَ ممَّا أَوْحاهُ إِلَيْكَ رَبُّكَ حَالَةَ كَوْنِهِ كَائِنًا مِنَ الحِكْمَةِ التي هِيَ مَعْرِفَةُ الحَقِّ لِذاتِهِ، والخَيْرِ للعَمَلِ بِهِ. أَو يَتَعَلَّقُ بِـ "أَوْحى"، وَهيَ إِمَّا للتَبْعيضِ، لَأَنَّ ذَلِكَ بَعْضَ الحِكْمَةِ، وإِمَّا للابْتِداءِ، وَإمَّا للبَيَانِ. وَحِينَئِذٍ تَتَعَلَّق بِمَحْذوفٍ. أَوْ أَنَّهَا مَعَ مَجْرورِها بَدَلٌ مِنْ "مِمّا أوحى". وَ "الْحِكْمَةِ" مَجْرورٌ بحرفِ الجَرِّ.
قولُهُ: {وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ} الوَاوُ: للعَطْفِ، و "لا" ناهيةٌ جازِمةٌ. و "تَجْعَلْ" فعلٌ مُضارعٌ مَجْزُومٌ بـ "لا" الناهيةِ، وفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أنت) يَعودُ عَلى المُخَاطَبِ. و "مَعَ" منصوبٌ على الظَرْفيّةِ الاعتباريَّةِ فِي مَحَلِّ المَفْعُولِ الثاني للجَعْلِ، وهو مُضافٌ، ولَفْظُ الجَلالةِ "اللهِ" مَجرورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ، و "إِلهًا" مَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ. و "آخَرَ" صفةٌ لـ "إِلهًا" منصوبٌ، والجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً}. عَلَى كونِها جُملةً مُسْتَأْنَفَةً لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} الفاءُ: عَاطِفَةٌ سَبَبِيَّةٌ. و "تُلْقَى" فِعْلٌ مُضَارِع ٌ مَنْصُوبٌ بِـ "أَنْ" مُضْمَرَة، وُجُوبًا بَعْدَ فاءِ السَبَبِيَّةِ الواقِعَةِ فِي جَوَابِ النَّهْيِ، مَبْنِيٌّ للمَجْهولِ، ونائبُ فاعِلِهِ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ وجوبًا تقديرُهُ (أنتَ) يَعُودُ عَلَى المُخَاطَبِ. و "فِي" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تُلْقى"، و "جَهَنَّمَ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ وعلامةُ جرِّهِ الفتحةُ نيابةً عنِ الكَسْرَةِ لأنَّهُ ممنوعٌ منِ الصرفِ بالعَلَميَّةِ والتأْنيثِ اللفظيِّ. و "مَلُومًا مَدْحُورًا" منصوبانِ على الحالِ مِنْ نائِبِ فاعِلِ "تُلْقَى". وجُمْلَةُ "تُلْقَى" في تَأوْيلِ مَصْدَرٍ مُعْطُوفٍ عَلَى مَصْدَرٍ مُتَصَيَّدٍ مِنَ الجُمْلَةِ التي قَبْلَهَا، مِنْ غيرِ سَابِكٍ لإِصْلاحِ المَعْنَى والتقديرُ: لا يَكُنْ جَعْلُكَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، فإِلْقاؤكَ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا، فلا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ لأَنَّها واقعةٌ صِلَةً للمَوْصُولِ الحَرْفِيِّ "أَنْ" المُضْمَرَةِ. والمَصْدَرُ المُؤَوَّلُ مِنْ "أَنْ تُلْقَى" مَعْطُوفٌ عَلَى مَصْدَرٍ مُتَصَيِّدٍ مِنَ النَهْيِ السَّابِقِ.
مواضيع مماثلة
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 64
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 10
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 23 (2)
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 34
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 51
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 10
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 23 (2)
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 34
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 51
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود