قصة حقيقية حدثت معي شخصيا

هذه القصة حدثت معي شخصيا وانتهت فصولها منذ لحظات :
منذ ثلاثة ايام قصدني احد الاصدقاء بخدمة وعن طريق الهاتف فهو يعمل بمكان يبعد عني قرابة 3 ساعات
يريد مني ان احول له مبلغ من المال الى اخيه في سوريا لحاجة ماسة لزوجته واولاده
وقد كنت قد فعلتها من قبل ولاكثر من مرة
ولحظة اتصاله بي كنت منهمكا باجتماع مع مالك المشروع ومهندسين الموقع
فاجبته ان شاء الله مساء ارسلها لهم
وبعد الغداء والراحة تذكرت موضوعه
ولكني لم اتذكر كم المبلغ المراد تحويله
حاولت الاتصال بصديقي لاكثر من مرة ولكن عبثا, لم يرد
اتجهت الى بنك الراجحي وطوال الطريق انا اتصل بصديقي ولم يجب
لانني تذكرت ايضا ان رقم هاتفه في سوريا ليس معي
ولكن عندي رقم احد الحوالات ومن خلالها يمكن الوصول للرقم
اما المشكلة الاساسية كم المبلغ ؟ المراد تحويله لم افلح بتذكره ولم يرد علي صديقي
سحبت مبلغا من احد فروع الراجحي للتحويل حسب ما اعانتني الذاكرة
واتجهت للموظف في مكان التحويل وعندي حساب تحويل
طلبت منه الدخول الى اخر عملية تحويل لي الى سوريا واخذنا المعلومات
وناولته المبلغ
عده وقال لي المبلغ كذا ؟ قلت نعم صحيح
فاعطى امره للكمبيوتر
وناولني ورقة فيها كامل المعلومات ومطلوب مني التوقيع عليها كالعادة
فتاكدت من الاسم ورقم الهاتف
ولم انظر للمبلغ
واعطيته نسخته
واخذت نسختي
ومشيت
مع اني حريِّص بالامور المالية على قولة السعوديين
حريص تفرق كثيرا عن حريِّص
فالاخيرة باللغة العربية تعني التصغير اما بالسعودية تعني التشدد بالموضوع
فانا حريص جدا بالامور المالية حتى انني بعض الاحيان اضع نفسي بمواقف حرج فقط حتى لاتضيع الحقوق بعدم المبالاة او النسيان
ومع ذلك لم انتبه للمبلغ
وانا اسوق السيارة تذكرت اني لم اقرأ المبلغ
فتحت الورقة ففوجئت بالمبلغ مختلف تماما عن المبلغ الذي سلمته اياه
مما لاشك فيه ان
كل من سيقرأ المقال سيتوقع ان الموظف سرقني وهي غلطتي طالما انني وقعت على الايصال فلا يعترف البنك باي خطأ بعد ان تغادر الكوة
هذا صحيح
ولكن المشكلة ليست كذلك
المشكلة ان الموظف اخطأ بكتابة الرقم لصالحي
توقفت عند احد صرافات الراجحي لأتاكد من المبلغ
المبلغ المسحوب اقل من المبلغ المذكور بالايصال
المبلغ المضاف اكثر بكثير بل اضعاف
لابد وان الموظف اخطأ ولم ينتبه
قلت في نفسي
لو رجعت اليه يمكن تتاخر الحوالة
خليه يحول المبلغ
واتاكد من وصوله وعلى اساسه اراجعه(وباذن الله لن اضيع الحق وماهكذا تربيت)
في الساعة 11.30 ليلا من نفس اليوم انتبه صديقي على المكالمات الفائتة فقلت له كنت اريد ان استفسر منك عن رقم الهاتف وكم المبلغ المطلوب ولكن خلاص ارسلت لهم مبلغ كذا
وقلت له المبلغ الذي ذكر في الايصال (المبلغ الذي أخطأ به الموظف)
وفي اليوم الثاني اتصل بي وقال ان المبلغ وصلهم بالتمام والكمال
وجاء واعطاني المبلغ كاملا وشكرني على خدمته
والله العظيم
ولست مضطرا لحلف اليمين حتى يصدق قارئ المقال كلامي
اكررها ثلاثا والله العظيم والله العظيم وهو شهيد على ما اقول
انه اعطاني كامل المبلغ من فئات الخمسمئة ريال
ولكن المفاجأة ان المبلغ الصحيح من فئة الخمسمية القديمة والزيادة التي أخطأ فيها موظف البنك من الفئة الجديدة
ومن يعمل بالسعودية يعرف ان هناك فرقا بين الفئتين باللون وحجم الورق مختلف قليلا
ولكن الجديدة ازهى واجمل
فكرت في نفسي
الشيطان يجملها لي هذه فلوس جتك من بنك حساباته بالمليارات
هذا الشيطان يقول لي هذا الكلام ونفسي تحاول اقناعي بفكرة الشيطان
ضميري يقول لي
الموظف الذي أخطأ لديه اولاد وهو متوظف لاجلهم ولو مانو محتاج ما جلس 10 ساعات عمل
وووو الى اخره
عدت لحسابي البنكي وتأكدت بشكل دقيق وصحيح
المبلغ غير مسحوب من حسابي
اتصلت بصديقي واخبرته القصة
فقال مازحا
مازحا
يا شيخ رزق ساقه الله اليك
وانا متأكد انه يمزح وهو من الناس الظرفاء
فقلت في نفسي
يجب ان اراجع البنك واسأل نفس الموظف كيف حصل ذلك
والله العظيم منذ ساعة وقبل صلاة ظهر هذا اليوم ذهبت وراجعت البنك ونفس الموظف
سحبت ايصال التحويل
وقلت له
هذا الايصال صادر منك؟
قال نعم
قلت المبلغ المحول صحيح
قال نعم
قلت متأكد؟
قال نعم
الم يصل المبلغ المحول ؟
قلت بلى وصل
قال لماذا تسأل ؟
قلت عندي شك ان المبلغ فيه خطأ
فقال لا المبلغ المحول صحيح ومطابق
لكن والله لقد فقدت مبلغ كذا بتاريخ كذا(نفس تاريخ الحوالة)
فقلت له هو المبلغ الذي اقصده
وهاك اياه
فتبسم الرجل ولاحظت ان عيناه اغرورقتا بالدمع
قلت ما بالك يا اخي
انا لم اتي اليك الا لتصحيح الخطأ الذي اكتشفته انا وانت لم تنتبه له
وانت من دفع الخطأ وجئتك لرد الحق اليك
قال ماهذا اقصد انما اقول في نفسي الحمد لله انك عملت باخلاقك العالية
وانا فقدت الامل ولم اكن اعلم اين ذهب المبلغ عندما جردت صندوقي
قلت له
الحمد لله الذي رد الحلال لأهله
وذهب لمدير البنك وابلغه القصة فجاء وشكرني على تصرفي
واجبته هذا واجبي ولم اعمل اكثر من واجبي
اليوم استطيع الوفاء
غدا عندما يتقاسم الورثة مالي
من اين لي ان اوفيه حقه؟

العبرة من القصة
ليست مدحا في الذات ولم اكتبها لهذا الغرض
حتى وان كان كذلك
فالى هذه اللحظة ولا واحد من المنتدى يعرف اسمي الحقيقي
الا واحد فقط يعرف اني اكنى بابي محمد فقط
والله ما قصدت كتابتها الا لتذكية روح الحق
لان الحق لابد عائد لأصحابه
علينا جميعا الوقوف عند حدود الله
وحقوق العباد
الله سبحانه وتعالى يغفر للشهيد كل ذنوبه
الا حقوق العباد
لايغفرها الا اذا تنازل اصحابها عنها
أسأل الله ان يعيننا على رد الحقوق لأهلها
وان يجعلنا من عباده
المتطهرين
الطائعين
القانعين
الحامدين
الشاكرين
انه سميع مجيب
والله على ما اقول شهيد
وهو وحده من وراء القصد
اخوكم
المسمى اصطلاحا
الشمقمق
المكنى
ابو محمد

كنت اعرف انك من السعودية
اخي اين تسكن في السعودية
انا في حفر الباطن

اعلم انك في حفر الباطن يا بني
انا اسكن في الشرقية

أخي الشمقمق ...
تحية وبعد،،،،
حياك الله أخي الحبيب وبورك فيك.....
وفي همتك العالية والحمد لله أن وفقك الله لتجيب قبل أن تسأل.....
جزيت خيرا موضوع رائع وهادف.....
إعلم أن قناعاتك الراسخة ...هي من تقودك إلى الطريق الصحيح ....
إعلم أن منبتك الجيد السليم ...هو من يقودك إلى الطريق الصحيح ....

أشكر لك طرح الموضوع واشكر لك حضورك المميز.....
وتقبل خالص مودتى ....

جزاك الله خيرا
ويشهد الله اني لم اطرحه من باب مدح النفس ولكنها غيرتي على ابناء جلدتي
لان النفس طماعة وعلينا تعويدها القناعة
ولاشك كل منا يحب المال
الم يقل ربنا سبحانه:
وتحبون المال حبا جما
ولكن يجب ان نحبه بما يرضي الله
لا ان نتعدى على حقوق الاخرين
وان نصون حدود الله بالمحافظة على حرمات الله
وهناك قصص اككثيرة حدثت وتحدث باستمرار مع الناس فيها من العبر الكثير
نسال الله السلامة من كل اثم
والغنيمة من كل بر
وان ينصرنا بالحق

لا تجعل رياح الآخرين تطفئ شمعتك وتهدم بنيانك، الذي بَنَيتَ لَبِناتِه بسهر أجفانك، لا تستمعْ إلى "لا تقدر" "لا تستطيع"، وغيرها من عفن السموم التي تريد إخباتَ نور شمعتك.

وتذكَّرْ كم مِن شمعة صمدت في وجه الرياح الشعواء، فانتفضت وسادت بين الأحياء، غَذِّ شمعَتَك بالأمل، واسقِها بماء التفاؤل، وأَنِرها بذكر الله، وغَذِّها بطعم الصبر، واكْسُها بثوب اليقين - تَسُدْ وتَنَلِ الإمامة في الدين.


كم من شمعة غَيَّبها الموت، وما زال ضوءها ينشر ضياءَه بين القلوب التي تتعطش إلى وقود الشموع، التي تحيا بها، وتنتفض بقبسها!


نعم، إنها شموع الحق، هي التي إن أخفاها الموت وعاش نورُها في وجدان قلوب الآخرين، أحْيَتْ قلوبًا، وأنارت طرُقًا بنورها، فإنها إن رحلت عنَّا أبْقت لنا نورًا مِن عمل صالح، أو علمٍ نافع، أو نهْجٍ إلى طريق الجنة ناصِع.



اجعَلْ وقودَ شمعتك الإيمان، وزَيِّن ضياءَها بالقرآن، وأشعِلْها بسجدة في الليلة الظلماء، واسْقِ قاحِلَ أرْضِها بدمعة شهباء، ولا تكترِثْ لكثرة الرياح مِن حولك التي تَرمي بثقلها على نورك لتطمسه، قاوِمْها بالعمل، وجابِهها بالأمل، وأَتْبعها بعدم الملل، تَنَلِ السعادةَ يوم الأجل.



ولا تكن كمن أضاء شمعتَه وسهر عليها، وأوقد ضياءها من كبده، فما هبَّتْ أولُ ريح إلا واقتلعت أصلها، واجتَثَّت شأفتها، وألقت بها في ظلام البحر، ودفنتها بين كثيف أوراق الشجر.




فلا تكن كهذا الذي أقبل بيديه على رياح غيره، وسار بأنفه ليشتَمَّ عفن جهله، نعم، وأيّ جهل أن تُقبل على طعنات تلك الرياح، التي تُرْسِي خنجرها بين خواصر شمعتك؛ لتطفئ من شرايينها الدماء!





فإياك ثم إياك أن تستسلم لهذه الرياح التي تخدر سمومُها هِمَّتَك، وتقتل حماسك، وتُخمد نار إبداعك، فإن وجدتَها مِلْ عنها، ولا تلتفت لها، بل قارعها بسيف الصمود، بل ابْنِ بينك وبينها طودًا وأخدودًا.







أَنِرْ بشمعتك شموعَ الآخرين؛ لِتَبقى مشتعلةً على مَرِّ السنين.