عودة البلبل

عَـــودةُ البُـــلبُـــل

مسرحية هادفةٌ للأطفال
تأليف الشاعر:



عبد القادر الأسود

عودةُ البلبل


مسرحية غنائية هادفة للأطفال
من فصلين للشاعر

عبد القادر الأسود


3


أشخاص المسرحية

- خمسةُ أطفالٍ بأثوابٍ زاهية تمثل مختَلِفً أنوع
الأزهار0
- طفل بلباس بلبل0
- ثلاثةُ أطفالٍ بثيابِ ظِباءٍ0
- خمسةُ أطفالٍ بثيابِ نباتاتٍ طفيليّة0
- = = = وحوشٍ مختلفة0

الـــــديــــكــــــور

- بستانٌ فيه عدد من الأشجار تتدلى الثمارُ منها0

5

الفصلُ الأوَّل










7








8




{يخرج إلى المسرح الأطفالُ الخمسةُ الذين يمثّلون الحديقة الغنّاء،مع موسيقى مرحة0
يتبعهم الطفل الذي يمثّل البلبل،ينقر بعض الثمار المتدلّية،بين الحين والحين،وهو يغني ويرقص،حيث يشركه الأطفالُ الخمسةُ،ثم تخرج بعد ذلك الظباء فتشاركهم الرقص،على أنغام الأغنيةِ الآتية}:


أُحِبُّ الحياةَ وأَهـوى الغناءْ
أُحِبُّ السواعـدَ تُعْلِي البناءْ
أُحِبُّ ، أُغَنِّي ، أُشيِّدُ ، أَبني
فيغسلُ شـدويَ عنّي العناءْ
ويُثمرُ حُبّي، نماءً ، رَخـاءْ
***
9
تعالَوا نُغََنِّ الهوى والمَحَبَّةْ
فتحلو الحياةُ ونحيا أحِبّـةْ
ويُنْثَرَ فوقَ الدروبِ الهناءْ
وتحنو علينا أَكُفُّ السماءْ
فنَهْنا بنيلِ المنى والرجاءْ
***
فبالعِلمِ تغـدو دُنانا خَميـلا
ونَرقى إلى المجد جيلاً فجيلا
وأَفضلُ مَن في الدُنا العلماءْ
وطالبُ علـمٍ يبُثُّ الضيـاءْ
10
فيمحو عن الكائنات الشقاءْ
{بانتهاء الأغنيةِ تخرُج الظِباءُ من المسرحِ ويدور بين الوردات الحوارُ الآتي}:

وردة : أنا سأتعلّمُ الغناء0
أُخـرى:وأنا أيضاً ، لأغسِلَ عن المُجِدّين عناءهم،
وأجلوَ عن المتعَبين همومَهم0
الباقيات:كلُّنا سنتعلّّمُ ليزدهر الكونُ وتصبحَ الحياةُ
سعيدةً0
{تتقدّمُ وردةٌ نحو البلبلِ بأدبٍ قائلةً}:
الوردةُ:هل تتكرَّمُ،أيُّها البلبلُ الغِرّيدُ،فتُعَلِّمَنا الغِناء؟
البلبل :بكلِّ السرورِ، وهل ثمَّة مهنةٌ أشرف مــن

11













12





التعليم؟{يفكر قليلاً ثم يضيف}ما رأْيُكُنَّ أن نبدأَ
بالأنغام؟ فهي منوَّعةٌ،مثلَكنَّ،ولكلٍّ منها بهجةٌ
في النفسِ،مثلكنَّ تماماً0
الوردات:شكراً00شكراً لمعلِمِنا0
البلبـل :إذاً،سنبدأُ بأُغنيةٍ من مقامِ البيات0
الجميع :{بصوتٍ واحدٍ}نحن في غايةِ الشوقِ وعلى أتمِّ
الاستعداد0
{يغنون الأغنيةَ الآتيةَ}:

حقلٌ00كرْمٌ00وَردٌ00زهْرُ
بيتٌ يغفـو فيـه العِطْـرُ

13

تحضُنُه حُبـاً داليـــةٌ
ويَلُفُّ زوايــاه النهـرُ
****
تَفرُشُـهُ،عَطفـاً والـدتي
وحنـاناً، فيَفيضُ الطُهـرُ
وأبي يكدَحُ حتى نَهْنـــا
بدُنانا ويَلَــذَّ العُمْـــرُ
****
يَشمخُ في ظِلِّ مَحَبَّتِنـــا
وتعاوُنِنا00فَلَنا الفخـــرُ
14
تَحْنو الشمسُ على شُرفتِهِ
ويُكَحِّلُ عَيْنَيْها الفجـــرُ
{بانتهاءِ الأغنيةِ ، يلتفُّ الجميعُ حول البلبل}
وردة : يا ألله ، ما أطربَ هذه الأغنيةَ ، ومــا
أحلى نَغمَةَ البيات!
ثانية : سمعتُ من أُختي أنّه يُوجدُ نغمـةٌ أخـرى
تُسمّى"الحجاز"،هل هذا صحيحٌ يا أستاذ؟
ثالثة :{تضحك} الحجاز!أختُك لا تَعرِفُ الأنغام،ولا
عِلْمَ لها بهذا الفَنِّ،يا صديقتي،فالحِجازُ اسمُ
إقليمٍ في شبهِ الجزيرةِ العربية0
رابعة : نعم،هكذا تعلَّمنا في درس الجغرافية0
15
خامسة:لِنَسْمَعْ رأْيَ معلِّمِنا0
البلبـل:{مُخاطباً الوردةَ الثانية} أختُكِ على حـقّ {ثـمّ
يلتفت إلى الوردتين،الثالثةِ والرابعـةِ} وأنتمـا
على حقٍّ،أيضاً0
الأولى: إذاً هذه النغمةُ سُمّيتْ باسمِ هـذا الإقلـيمِ
العربيِّ لكثرةِ شُيوعِها فيه0
البلبل : هكذا يبدو{يضيف} وهناك نغمةُ الصَبا والـ..
وردةٌ :{مقاطعةً}الصِبا ! وهل ثَمَّةَ نغمةٌ بهذا الاسمِ ،
أيضاً؟
ثانيـةٌ:قال الأستاذُ صَبا "بنصب الصاد" ولم يقـلْ
صِبا "بكسرها"0
ثالثـة:وهـل هنـاك فـرقٌ إذا نَصَبْنا الصـادَ أو

16
كسرناها؟
البلبـل:نعم ، فالصِبا يعني الفُتُوَّةَ والشبابَ000
رابعـة:إذاً ما معنى الصَبا،يا أستاذُ؟ فأنا قرأتُهـا في
قصيدة شعرٍ ولم أفهم معناها0
البلبـل:اسمٌ لريحٍ لطيفةٍ،تَهُبُّ في بلادنا، أواخرَ الليل
مـن جهة الشرق،يُحِسُّ بها مَن لا يستطيعُ
النومَ ، لذلك فإنَّ اسمها كثيراً ما يتردّد في
سياقِ ذكرهـمُ للفراق والشوق والوَجدِ0
خامسة:إذاً،فقد سُمّيتْ هذه النغمةُ باسمِ هـذه الريـحِ
اللطيفةِ لمناسَبَتِها لتلك الأحوال؟
البلبـل:نعم،هو كذلك،فالصَبا نغمةٌ رقيقةٌ لطيفةٌ جداً0
ثانيـة:وهل ستُعلِّمُنا أغنيةً من هذا المقام يا أستاذ؟

17








18


البلبـل:بالتأكيد،إن لم تكُنَّ مُتْعَبات0
الوردات:{معاً}لا00لا ، نحن نشيطاتٌ ولا نُحِسُّ بتعبٍ
أو ملل0
{يغني البلبلُ، ويرقص الجميع على أنغام الأغنيةِ الآتية، الملحنةِ على مقام الصَبا}:

ألا لا تقُلْ ،يا خليلي ، الـوداعا
فإنّ اصطباري على البُعدِ ضاعا
وعُـدْ يا بعـيدُ إليـنا سريـعاً
فـإنَّ الليـالي تَمُــرُّ سِراعا
****

19

ليالي الـوِدادِ ، وما كان أحلى
لنا ، يا ليالي ، الودادِ اجتماعا
شربنا شـرابَ الهوى فانتشينا
وعَرْفُ الوفاءِ من الكأس ضاعا
****
وكم رُحْـتُ أنهـلُ مِنها وأَسقي
فأزداد فيها هـوىً والْتِياعـا
تُـرى هـل لعهدِ المودَّةِ عَـوْدٌ
يُعيدُ السرورَ ويُنهي الضَياعـا
****

20
{بانتهاء الأغنيةِ تكون الوحوش قد تسللتْ إلى الحديقةِ وأكلت جميعَ ثمارِه،فكلما همَّ البلبلُ بنقرِ واحـدةٍ منها اخْتُطِفتْ من أمامِه خِلسةً}0

وردةٌ :رائعةٌ هذه الأُغنيةُ،يا أستاذ،رائعةٌ جـداً،فهل
لك أن تعلِّمَنا أُغنيةً أُخرى من نفس المقام؟
البلبـل:كم كان بودّي أن أعلِّمكنَّ أُغنيةً أُخرى،ثانيةً
وثالثةً ، لكنَّ الجوعَ أنهكَ قُوايَ ، فما عُدْتُ
قادراً على الغناء0
ثانيـة:لِمَ لا تأكلُ،أيُّها البلبلُ الغِرّيد؟ فثِمارُ الحديقةِ
كثيرةٌ جدّاً ولذيذةٌ جدّاً 0
البلبـل:لم يبقَ في الحديقةِ ثمارٌ أبداً ، فكلما هممتُ
بواحـدةٍ منهـا سرقَتْهـا من أمامي يَـدٌ
متوحِّشَة ، وبتُّ جائعاً 0


21








22



ثالثـة:ما العملُ إذاً؟
البلبـل:سأبحثُ عن حديقةٍ أُخرى أجدُ فيها الغذاء،
لقد كِـدتُ أهلكُ جوعاً ، وداعاً يا زَهراتي
الجميلات0
{يسيرُ بتثاقلٍ،تتعلّقُ الزهراتُ به محاولةً منعَه دون
جدوى0
يمضي في سبيلِه،تعود الزهراتُ حزينـةً، تجلسُ
كئيبةً0
تتسلّقُ عليها نباتاتٌ طفيليّةٌ0
ترجِعُ الظِباءُ إلى الحديقةِ فترى سوءَ حالِها،فيدورُ
بينها الحوارُ الآتي}0
ظَبْيـة:مـا بالُكُنَّ حزيناتٍ ، أيَّتُها الزهراتُ الجميلات ؟
أرى الذبولَ بادياً عليْكُنّ0
وردةٌ :لقد غادرنا البلبلُ فحزِنا عليهِ وهَزُلْنا0


23








24



ثانيـة:وتسلّطتْ علينا نباتــاتٌ طفيليّةٌ ، فامتصّتْ
دِماءنا وسرقتْ غِذاءنا0
ظَبيـة:ولِمَ غادرَ كُنَّ البلبل ؟
وردة : سرق الوحـوشُ ثمارَ الحديقـةِ ،وكــاد
البلبل يهلك جوعاً، فغادرها باحثاً عن رزقِه،
في مـكانٍ آخر0
ظَبية :لا000هذا مستحيلٌ ، مستحيلٌ ، فلا يجـوز
أن يـغادرَ البلبلُ الحديقـةَ ، أبـداً ، أمّــا
الوحوشُ ليس لها مكانٌ في الحديقةِ أبداً أبداً0
ثانية :يجب أن يعودَ البلبلُ إلى الغِناءِ ،لتعود الحياتُ
إلى الحديقةِ ولِيَعُمَّها الفرحُ والسرور0
وردة :أنـا سوف أسهرُ على الثمارِ، لأحميَها مـن
غدرِ الغادرين،وأنياب المتوحشينِ الطامعين0

25

الوردات:{بصوتٍ واحد}كلُّنا سنسهرُ على ثمار حديقتنا
لِنَرُدَّ الأيديَ الأثيمةَ عنها0
ظَبْيـة :ونحن سنساعِـدُكُنَّ في الحفاظِ على ثِمـارِ
الحديقة، لتكونَ للعاملين المُجِدِّين ،والعلماءِ
المخلصين ، وللبلابل المغرِّدةِ ، وحَسْب0
أُخـرى:لن تكون الثمارُ للوحوشِ السارقةِ ، ولن
تكون الخيراتُ للطفيليين المُستغِلين0





انتهى الفصلُ الأوَّل



26






الفصلُ الثاني












27










28






{تلتفُّ الورداتُ حولَ الأشجارِ المثمرةِ,تساعدُها الظِباءُ ،
ويـؤدي الجميعُ الأغنيةَ الآتية ، مع الرقصات}:
لِباني الـدارِ ثِمارُ الـدارْ
للسـاقي أغصـانَ الغـارْ
لا للســارقِ والغــدارْ
***
يَشْـدو ، بُللبُلُنا ، يُطربُنا
ويُهَذِّبُــنا ويُعَـلِّــمُنا
ما في الدنيا مـن أسرارْ
***
29
بتَـكاتُفـِنا وتـعاوُنِـنا
وبيقظَتِـنا وتَحَفُّـزِنـا
نَتَوَقّى غَــدرَ الأشرارْ
***
إرجِـعْ إرجِـعْ يا بُلبُلَنا
هـذي أغصانُ حديقَتِنا
زيَّنَاهــا بالأثمــارْ
***
{يعود البلبلُ إلى المسرح ، ينظُرُ إلى أشجارها وقـد
تدلَّت الثِمارُ منها ، فتنفرجُ أساريـرُه وتبـدو عليه
البهجةُ والسرورُ ، ويهُزُّ رأسَه مبدياً إعجابَه، قائلاً}0


30
البلبـل: الآنَ أعودُ إليكنَّ وأنا سعيدٌ بِكُنّ ، هكـذا
يجب أن تبقينَ دائماً ، يَقِظاتٍ متعاونـاتٍ
على حراسةِ ثمارِ حديقَتِكُنّ0
وردة : سنبقى كـما تُحِـبُّ ، ولن نَترُكَ فرصةً
لِطُفَيْلِيٍّ أو مستَغِلّ0

ثانيـة : سترانا دائماً على ما يَسُرُّك ، أيُّها المعلِّمُ
الحبيب0
البلبـل : الحمدُ لله ، لم يَذهب جُهدي هباءً ، ولـم
يَخِبْ بِكُنَّ ظنّي0
ثالثـة : والآن ، هـل تتكَرَّمُ بالعودةِ إلى الغِنـاءِ
والتغريدِ من جديد؟
البلبـل : بكلِّ السرورِ، أيُّها الأحباب0

31

وردة : نحبُّ أن نتعلَّم نغمةَ الحجازِ ، إذا تكـرَّمّ
معلِّمُنا0
البلبـل :لكُنَّ ما أحببتُنَّ ، فما يَسُرُّ كُنَّ يَسُرُّني0

{يُغنّي البلبُلُ ، فتَرقُصُ الورداتُ والظباءُ وتُغَنّي
معه الأغنيةَ الآتية}


أحَـبُّ الـوُجـودِ إلـيَّ بـــلادي
ودارٌ يُعَـشِّـشُ فيهـا فُــؤادي
****
فأهـلي وكــلُّ أمـانيّ فـيهــا
وبُعْـدِيَ عنـها يُضيـعُ رَشـادي
****
32
هُنا قـد وُلِـدْتُ هُنـاك حَبَــوتُ
وكَحَّلْـتُ عيني بتـلك النــوادي
****
على المَرجِ هِمْنا وفي الظِـلِّ نِمْـنا
عَـدَوْنا غَـدَونا ظِـباءَ البَـوادي
****
عَشِقْنـا رُباهـا وطيـبَ هـواهـا
ولَحْنَ السواقي ونَفْــحَ الـوِرادِ
****
مَواسِمُ للحُـبِّ في كــــلِّ آنٍ
33
فيـومُ القُـطافِ ويـومُ الحَصـادِ



انتهى الفصلُ الثاني والأخير



34

بجهود الناس الطيبة ، آمل أن ترى النور مثل هذه الأعمال على خشبة مسرح أرمناز ...
دمت بخير ...

ودمت بألف خير شكراً أبا عثمان