حديقة المنتدى

إنّه الصراع الصّعب ذاك الّذي يعيشه الإنسان عندما يُخيَّر بين أمرين ...أحلاهما مُرٌ...
إنّهُ الصراعٌ الصعبٌ الذي يُشعل النار في النفوس ويترك العقول تائهة... مُشرّدة... مُتمرّدة لا تعرف أين ...ولا كيف تستقرّ...؟؟
إننا مهما حاولنا التعبير عن مكنونات أنفسنا ...ومهما بحثنا عن عبارات تُفسّر فلسفة الشعور بمرارة الأخلاق المتناقضة التي نعيش فيها وتعيش في قرارة أنفسنا ، فإننا بمحاولاتنا هذه قد نجد العبارات ...ولكنني أُجزم بأننا لن نجد التفسير والتعليل لهذا الكَمّ الهائل من التناقض...والأسباب...
لقد تجوّلتُ مراراً في حديقة هذا المنتدى لأجدها حديقةً ليست كباقي الحدائق ... إنّها حديقة مليئة بورود أكثرها لارائحة لها ...ورودٍ فقدت جمالها لأنّ من يزرعها- وببساطة - ليس مزارعاً حاذقاً...
إنّه المرآة التي شاهدنا فيها أنفسنا المتناقضة تناقض الصدق والكذب ..المتباينة تباين الليل والنهار ، المرآة التي عكست لنا رصيفاً ، بل وأرصفةً ترى تجاعيد وجوه السائرين عليها تحكي آلاف القصص التي تتشابه في ظاهرها ،، و مضامينها..
لقد تجوّلت ُ علّني أجد مشروع إنسانٍ عبقريٍ...وأفرحني كثيراً ماوجدتُ...لقد وجدتُ مشاريع ومشاريع لكثيرين من "العباقرة "الذين "يفقهون "في كل شيء ...{وفي وقت واحد} فهم يستطيعون أن يديروا دفة الحديث مهما تنوعت مواضيعه في لحظات محدودة...فعرفتُ حقاً بأنّ أمتنا مازالت بخير ...ولله الحمد...وعرفتُ بمدى تقصير رجالات الأمة الأوائل لأنّهم كانوا لا يتحدّثون بقدر ما يفعلون..!!!ولايقولون مالا يعرفون...!!
دعوة لبعض روّاد هذا المنتدى أنْ تحذوا حذو أستاذنا الشاعر عبد القادر الأسود في التخصص بطرح المواضيع ،وليبرزْ كلٌّ منكم موهبته وآفاقه في الزاوية التي يرى فيها نفسه... وأنْ لا تكون مشاركاته غير هادفةٍ وغير توعوية...أو هي مجرّد الحديث للحديث...
أهو النقص الاجتماعي الذي يحاول الإنسان تعويضه من وراء حجاب ؟؟ أم هي الرغبة في الكلام المكتوب لمجرد الكلام .؟؟..
جميعنا يعلم بأن فن المجاملات الذي يتقنه "أصدقاء الشبكة العنكبوتية " يتحوّل إلى لسانٍ أبكم عند اللقاء الحقيقي...لأنها في الأصل مجاملات بكماء...
مَنْ كثُر حديثه كثُر لغطه...والتناقض الذي أبدته مشاركات "البعض " في شخصياتهم كان واضحاً جلياً...فهم مرة مع ومرة ضد.. مرةً فقهاء زاهدين ..ومرة مغتربين تائهين...
يكتب شاعرنا الكبير مقالاتٍ وقصائدَ تستحق الوقوف عندها لدراستها وتحليلها ...فترى عدد قرائها قليل...وإنْ علّق أحدهم ترى تعليقه أشبه بهزّة رأسٍ لمن يدّعي الفهم وهو عنه بعيد...!!
ويُنقلُ موضوعٌ فكريٌّ أو نقدي ..فترى الحال ليست بأفضل من سابقتها...
وينقلُ آخر طرفة أو قولاً فارغاً ...فترى القرّاء بالمئات.. والتعليقات بالعشرات...!!
ألسنا غريبين فعلاً ؟؟؟ ألسنا بحاجة لإعادة تأهيل في فن التواصل الثقافي والاجتماعي ؟؟
ألسنا بحاجة لأن نُقيّم أنفسنا من جديد كي نعرف ما نحن فيه من سطحية في القراءة والثقافة وتقييم الذات...؟؟
كم نحن بحاجةٍ لمن يُقرؤنا أنفسَنا التي تاهت فوق أرصفة الزمان ..
أقول هذا ولا أزكي نفسي على أحد...
محمد عبد العزيز حوسو