هنا التجارة والشطارة

[size=7]

[size=25]كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
يشكو إليه!!!
قال الشاب " يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه إن يبيعني إياها فرفض "

فطلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ان يأتوه بالجار
أتى الجار الي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقص عليه نبينا شكوى الشاب اليتيم

فصدق الرجل على كلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فسأله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجل

فأعاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قوله " بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائة عام "

فذهل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرض المغري جدا جدا فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه

وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه
لكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا في متاع الدنيا

فتدخل احد اصحاب نبينا ويدعي ابا الدحداح

فقال للرسول الكريم
صلوات ربي وسلامه عليه
إن اشتريتُ تلك النخله وتركتها للشاب ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟

فأجاب صلى الله عليه وسلم نعم

فقال ابا الدحداح للرجل

أتعرف بستاني يا هذا ؟

فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابي الدحداح ذو الستمائة نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله

فكل تجار المدينه يطمعون في تمر ابي الدحداح من شده جودته

فقال ابو الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي

فنظر الرجل الي رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مصدق ما يسمعه

أيعقل ان يقايض ستمائة نخله من نخيل ابي الدحداح مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس

فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة على البيع

وتمت البيعه

فنظر ابو الدحداح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيدا سائلاً " ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟ "

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا " فبهت أبو الدحداح من رد رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأستكمل محمد صلى الله عليه وسلم قائلا ما معناه " الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز على عدها من كثرتها

وقال الرسول الكريم " كم من مداح الى ابي الدحداح "

" والمداح هنا – هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها "

وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لابي الدحداح

وتمنى كل منهم لو كان ابا الدحداح

وعندما عاد ابو الدحداح الى امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها

" لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط "

فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن

فقال لها " لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام "

فردت عليه متهلله "ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع "

فهل نظرنا الى حالنا
وحال تجارتنا مع الله
أسأل الله أن يرزقنا حسن اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وأن يجمعنا به في الفردوس الاعلى من الجنة
ولاتنسونا من صالح دعائكم"بظهر الغيب"
لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم وعامة المسلمين[/size][/size]