ما رأيك ؟؟؟
صفحة 1 من اصل 1
ما رأيك ؟؟؟
ما رأيك ؟
حاول البعض في أحد المنتديات : أن ينكر المسألة التالية :
" إن الله تعالى في السماء كما وردت بذلك النصوص و الآثار " مع كمال التفويض و التنزيه ، و دون تعطيل أو تشبيه أو تمثيل ، بل هي كمسألة الاستواء ؛ سواء بسواء ، بضوابطها ؛ و بالفهم الذي ورد عن الإمام مالك فيها : " الاستواء معلوم ، و الكيف مجهول ، و السؤال عنه بدعة " .
و أنكر أن يكون أحد من أهل السنة قد قال بذلك ؛ مدعيا أنها مقولة المجسمة ، و ها أنا أعرض النص التالي عن إمام من أئمة أهل السنة - و منهم الأشاعرة - و هو إمام في الفقه و التصوف و الفقه و الكلام :
و هو إمامنا الآلوسي :
فقد قال – رحمه الله – في تفسيره للآية من سورة " تبارك " (29 / 15 ... ) طبعة دار إحياء التراث العربي – بيروت :
{ءأمنتم من في السماء } وهو الله عز و جل كما ذهب إليه غير واحد ، فقيل : على تأويل من في السماء أمره سبحانه وقضاؤه ، يعني أنه من التجوز في الإسناد ، أو أن فيه مضافا مقدرا ، وأصله : من في السماء أمره ، فلما حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ارتفع واستتر ، وقيل : على تقدير خالق من في السماء ، وقيل : "في" بمعنى "على" ، ويراد العلو بالقهر والقدرة ، وقيل : هو مبني على زعم العرب حيث كانوا يزعمون أنه سبحانه في السماء ، فكأنه قيل : أأمنتم من تزعمون أنه في السماء ، وهو متعال عن المكان .
وهذا في غاية السخافة ، فكيف يناسب بناء الكلام في مثل هذا المقام على زعم بعض زعم الجهلة كما لا يخفى على المنصف .
أو هو غيره عز شأنه ، وإليه ذهب بعضهم ، فقيل : أريد بالموصول الملائكة عليهم السلام الموكلون بتدبير هذا العالم ، وقيل جبريل عليه السلام ، وهو الموكل بالخسف .
وأئمة السلف لم يذهبوا إلى غيره تعالى ، والآية عندهم من المتشابه ، وقد قال صلى الله تعالى عليه وسلم آمنوا بمتشابهه ولم يقل أولوه فهم مؤمنون بأنه عز و جل في السماء على المعنى الذي أراده سبحانه مع كمال التنزيه . وحديث الجارية من أقوى الأدلة لهم في هذا الباب .
وتأويله بما أول به الخلف خروج عن دائرة الإنصاف عند أولي الألباب وفي فتح الباري للحافظ ابن حجر أسند اللالكائي عن محمد بن الحسن الشيباني قال اتفاق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير وأسند البيهقي بسند صحيح عن أحمد بن أبي الحواري عن سفيان بن عيينة : كل ما وصف الله تعالى به نفسه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه .
وهذه طريقة الشافعي وأحمد بن حنبل .
وقال إمام الحرمين في الرسالة النظامية : اختلف مسالك العلماء في هذه الظواهر ، فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن .
وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله عز و جل ,
والذي نرتضيه رأيا وندين الله تعالى به عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة ، فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما لأوشك أن يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة ، وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجهَ المتبعَ . انتهى كلام الإمام .
وقد تقدم النقل في ذلك عن أهل العصر الثالث وهم فقهاء الأمصار كالثوري و الأوزاعي ومالك والليث ومن عاصرهم وكذا من أخذ عنهم من الأئمة ، فكيف لا يوثق بما اتفق عليه أهل القرون الثلاثة وهم خير القرون بشهادة صاحب الشريعة عليه الصلاة و السلام ؟ . انتهى كلام الحافظ على وجه الاختصار .
ونقلَ نصوصَ الأئمة في إجراء ذلك على الظاهر مع التنزيه من غير تأويل يفضي إلى مزيد بسط وتطويل ، وقد ألفت فيه كتب معتبرة مطولة ومختصرة ، وفي تنبيه العقول لشيخ مشايخنا إبراهيم الكوراني : إن إجماع القرون الثلاثة على إجراء المتشابهات على مواردها مع التنزيه بليس كمثله شيء دليلٌ على أن الشارع صلوات الله تعالى وسلامه عليه أراد بها ظواهرها ، والجزم بصدقه صلى الله تعالى عليه وسلم دليلٌ على عدم المعارض العقلي الدال على نقيض ما دل عليه الدليل النقلي في نفس الأمر ، وإن توهمه العاقل في طور النظر والفكر ، فمعرفة الله تعالى بهذا النحو من الصفات طور وراء ذلك . انتهى .
وأنا أقول : في التأويل اتباع الظن ، وقولٌ في الله عز و جل بغير علم ، وإلا لاتّحد ما يذكرونه من المعنى فيه ، مع أن الأمر ليس كذلك حيث يذكرون في تأويل شيء واحد وجوهاً من الاحتمالات ، وفيما عليه السلف سلامةٌ من ذلك ، ويكفي هذا كونه أحسن المسالك
وما علي إذا ما قلت معتقدي ... دع الجهول يظن الجهل عدوانا
هذا ما قاله الإمام الآلوسي ، فهل هو و من نقل عنهم : مجسمةٌ ؟
مواضيع مماثلة
» ما رأيك ؟؟؟؟ أن تصنع من الليمون شراباً حلواً
» ماهو تقييمك لفتاة النت ؟ تفضل واقرأ الموضوع بتأن ثم اعط رأيك
» ماهو تقييمك لفتاة النت ؟ تفضل واقرأ الموضوع بتأن ثم اعط رأيك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود