علا السيل زبدارابيا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
علا السيل زبدارابيا
علا السيل زبدا رابيا
كان واصباً يمر بين الحين والآخر لينثر التحية ...يجلس دقائق
فيفضي إلي بأفكار مليئة من هنا وهناك ..
وتتنوع التعابير النابتة على شفاهه ,لكنه كان عازفاً عن الكتابة مع أنه خير من يحسنها .
كان دائما يائساً ... هارباً.. مسرعا
أستاذ إحسان أديب وشاعر, مثقف واع, يحمل الكثير, سنون خلت أمضاها بين السطور, حصيلة العمر دفينة أفكاره.
عندما يتكلم يختصر قدر احتماله, وعندما يبدي رأياً لأولي الرأي
تنطبق عليه مقولة أنت تغرف من البحر وهو ينحت في الصخر
حاول الكثيرون إقناعه بالكتابة لكن جوابه حاضر بشكل دائم
الأديب الحق لا يكتب ولا ينشر في هذا الزمن...!
انقطعت أخباره عني قرابة الشهرين...وسط أحداث هزت الجميع..؟
وفجأة..! وبدون سابق إنذار طرق باب العيادة وقال:
وكأنه يرمي الرصاص بعباراته:
كتبت... نعم كتبت قصيدة؛ وأريد أن أكتب وأنشر ليقرأ العالم ويفهم
بدهشة واستعجال ..! أنت يا أستاذ, نعم كتبت قصيدة..
فنحن عرب نعتز بعروبتنا وماضينا ..صحيح أن غبار اليأس والخمول
قد غيّب عنواننا لكننا عرب..
فآباؤنا عمر.. والمعتصم.. وصلاح الدين
كان يرددها بعصبية وعنفوان ...
واستطرد يقول: عندما تصل الأمور إلى هذا الهوان يجب أن نقول كلمتنا
مهما كلفنا من دماء الشهداء و من دموع الأمهات
وبكاء الأطفال.
كانت رفة رمشه السريعة تعبر عن غضبه وسخطه , نظر إلي متابعاً:
لم أعد أطيق النظر في عيون أطفالي لأنني أقرأ فيها الخوف من المستقبل من هذا القادم المرعب
أتعلم يا دكتور ماذا قال لي طفلي الصغير بالأمس( كان يتكلم ولا ينتظر مني
إجابة )..أبي لماذا يطلقون الألعاب النارية في سوريا..!!!
إن ألوانها وأشكالها جميلة يا أبي ...هل يقيمون عرساً ..؟!
أجبني يا أبي... بالله عليك
وإن كان عرسا..؟ فلما الدماء تتناثر في كل مكان ...!
وكأني بصدى كلماته تقرع أذني مجلجلة .. أجساد أطفالنا أصبحت قرابين أعراسهم .. ياللعار...!!!
كان طفلي قد بدأ يلمح دموعي وهي تسحُّ بلا هوادة فراح يهزني متسائلاً
أجبني يا أبي... أجبني..؟
لم أجد نفسي إلا وأنا أردد أمام أطفالي ..الحق معكم يا أطفالنا .. عذراً يا أمهاتنا.. الحق معكم كل الحق.... فقد علا السيل زبداً رابيا..
وطالت يد أستاذ إحسان مقعدي لتناولني ورقة كتب عليها قصيدة ذيَّلها بالقلم الأحمر بخط واضحٍ وصريح
للنشر
يابني
لاتكن مثلي طيب
إن هذا الطيب في أمتنا ولد ذلاً في العيون
يابني.. إن من يستمرىء الذلّ..يهون
يابني..أي فضل للسبات
هل ترى من ميت عاد إلى ضمّ الحياة ؟!
نحن أموات
ويزعم كلّنا من سذاجته اجتراح المعجزات
يابني .. قامت الدنيا على وقع التعب
وصدى الصوت الإلهيّ ينادي كل شيء بسبب
غير أن الصمم المعهود في سمع العرب
حول الألباب جهلاً وادعاءً وكذب
فالبطولات غدت مابيننا
سرقات وخيانات وسوقاً للنخاسات
وأرباب دويلات ..لعب
نام فينا العلم، والعلم فؤاد وعصب
وتمطى الجدل المأفون من خلف الحجب
يبصق اللوم على أعدائنا
ويعير العرب الأقحاح سيفاً من خشب
ثم وافاه .. التعب
فأتكىء يثأر من بنت العنب
وهو مرفوع الذنب
وأشار في .. عتب
غنّ لي ياشاعري مجد العربْ
غني دون وصبْ
بحماس وغضبْ
واشغبوا ياأيها السادة
فالأعداء يهزمها الشغب
كان واصباً يمر بين الحين والآخر لينثر التحية ...يجلس دقائق
فيفضي إلي بأفكار مليئة من هنا وهناك ..
وتتنوع التعابير النابتة على شفاهه ,لكنه كان عازفاً عن الكتابة مع أنه خير من يحسنها .
كان دائما يائساً ... هارباً.. مسرعا
أستاذ إحسان أديب وشاعر, مثقف واع, يحمل الكثير, سنون خلت أمضاها بين السطور, حصيلة العمر دفينة أفكاره.
عندما يتكلم يختصر قدر احتماله, وعندما يبدي رأياً لأولي الرأي
تنطبق عليه مقولة أنت تغرف من البحر وهو ينحت في الصخر
حاول الكثيرون إقناعه بالكتابة لكن جوابه حاضر بشكل دائم
الأديب الحق لا يكتب ولا ينشر في هذا الزمن...!
انقطعت أخباره عني قرابة الشهرين...وسط أحداث هزت الجميع..؟
وفجأة..! وبدون سابق إنذار طرق باب العيادة وقال:
وكأنه يرمي الرصاص بعباراته:
كتبت... نعم كتبت قصيدة؛ وأريد أن أكتب وأنشر ليقرأ العالم ويفهم
بدهشة واستعجال ..! أنت يا أستاذ, نعم كتبت قصيدة..
فنحن عرب نعتز بعروبتنا وماضينا ..صحيح أن غبار اليأس والخمول
قد غيّب عنواننا لكننا عرب..
فآباؤنا عمر.. والمعتصم.. وصلاح الدين
كان يرددها بعصبية وعنفوان ...
واستطرد يقول: عندما تصل الأمور إلى هذا الهوان يجب أن نقول كلمتنا
مهما كلفنا من دماء الشهداء و من دموع الأمهات
وبكاء الأطفال.
كانت رفة رمشه السريعة تعبر عن غضبه وسخطه , نظر إلي متابعاً:
لم أعد أطيق النظر في عيون أطفالي لأنني أقرأ فيها الخوف من المستقبل من هذا القادم المرعب
أتعلم يا دكتور ماذا قال لي طفلي الصغير بالأمس( كان يتكلم ولا ينتظر مني
إجابة )..أبي لماذا يطلقون الألعاب النارية في سوريا..!!!
إن ألوانها وأشكالها جميلة يا أبي ...هل يقيمون عرساً ..؟!
أجبني يا أبي... بالله عليك
وإن كان عرسا..؟ فلما الدماء تتناثر في كل مكان ...!
وكأني بصدى كلماته تقرع أذني مجلجلة .. أجساد أطفالنا أصبحت قرابين أعراسهم .. ياللعار...!!!
كان طفلي قد بدأ يلمح دموعي وهي تسحُّ بلا هوادة فراح يهزني متسائلاً
أجبني يا أبي... أجبني..؟
لم أجد نفسي إلا وأنا أردد أمام أطفالي ..الحق معكم يا أطفالنا .. عذراً يا أمهاتنا.. الحق معكم كل الحق.... فقد علا السيل زبداً رابيا..
وطالت يد أستاذ إحسان مقعدي لتناولني ورقة كتب عليها قصيدة ذيَّلها بالقلم الأحمر بخط واضحٍ وصريح
للنشر
يابني
لاتكن مثلي طيب
إن هذا الطيب في أمتنا ولد ذلاً في العيون
يابني.. إن من يستمرىء الذلّ..يهون
يابني..أي فضل للسبات
هل ترى من ميت عاد إلى ضمّ الحياة ؟!
نحن أموات
ويزعم كلّنا من سذاجته اجتراح المعجزات
يابني .. قامت الدنيا على وقع التعب
وصدى الصوت الإلهيّ ينادي كل شيء بسبب
غير أن الصمم المعهود في سمع العرب
حول الألباب جهلاً وادعاءً وكذب
فالبطولات غدت مابيننا
سرقات وخيانات وسوقاً للنخاسات
وأرباب دويلات ..لعب
نام فينا العلم، والعلم فؤاد وعصب
وتمطى الجدل المأفون من خلف الحجب
يبصق اللوم على أعدائنا
ويعير العرب الأقحاح سيفاً من خشب
ثم وافاه .. التعب
فأتكىء يثأر من بنت العنب
وهو مرفوع الذنب
وأشار في .. عتب
غنّ لي ياشاعري مجد العربْ
غني دون وصبْ
بحماس وغضبْ
واشغبوا ياأيها السادة
فالأعداء يهزمها الشغب
عدل سابقا من قبل رشدي مصطفى الصاري في الجمعة أبريل 20, 2012 8:40 am عدل 1 مرات
رشدي مصطفى الصاري- أرمنازي للعظم
- عدد المساهمات : 192
نقاط : 889
السٌّمعَة : 25
تاريخ التسجيل : 01/12/2010
العمر : 57
الموقع : الرياض
رد: علا السيل زبدارابيا
قد نغضب كبركان خامد... تتطاير الحمم من فوهة افكارنا ...
نحاول ان نطفئها برشفة صمت...
فقد كُمت أفواهنا عن قول الحق... وشلت أيدينا عن الكتابة عن الظلم
لا نلبث ان نثب فجأة ..نمتشق سيوف حروفنا...ونمتطي صهوة الورق
لنشج الصمت فتتلطخ كلماتنا بالدماء...
ونعرف أين نلقي السهم الأخير في قلب القارىء فيصرعه...
فتنتشي أرواحنا بعبق الحياة ..وأريج الحرية...
ويعم السلام أرض القوافي والحروف
د.رشدي ... صباحك أمل وإبداع
الروعة كلها قبعت هنا ...
تمتلأ أحشاء قلمك بمداد الإبداع...فتسطر معاني كلمات من أشداقها يتدحرج الثمل
فتورق صحراء القلوب ويخضر اصفرار النفس وتتورد من جريانها خدود الأدب
سنبقى تواقين لنبض يراعك ..
نحاول ان نطفئها برشفة صمت...
فقد كُمت أفواهنا عن قول الحق... وشلت أيدينا عن الكتابة عن الظلم
لا نلبث ان نثب فجأة ..نمتشق سيوف حروفنا...ونمتطي صهوة الورق
لنشج الصمت فتتلطخ كلماتنا بالدماء...
ونعرف أين نلقي السهم الأخير في قلب القارىء فيصرعه...
فتنتشي أرواحنا بعبق الحياة ..وأريج الحرية...
ويعم السلام أرض القوافي والحروف
د.رشدي ... صباحك أمل وإبداع
الروعة كلها قبعت هنا ...
تمتلأ أحشاء قلمك بمداد الإبداع...فتسطر معاني كلمات من أشداقها يتدحرج الثمل
فتورق صحراء القلوب ويخضر اصفرار النفس وتتورد من جريانها خدود الأدب
سنبقى تواقين لنبض يراعك ..
ارمناز معشوقة القمر- أرمنازي مميز
- عدد المساهمات : 1370
نقاط : 1824
السٌّمعَة : 47
تاريخ التسجيل : 25/06/2011
العمر : 44
الموقع : الإمارات العربية * دبي *
رد: علا السيل زبدارابيا
ارمناز معشوقة القمر كتب:قد نغضب كبركان خامد... تتطاير الحمم من فوهة افكارنا ...
نحاول ان نطفئها برشفة صمت...
فقد كُمت أفواهنا عن قول الحق... وشلت أيدينا عن الكتابة عن الظلم
لا نلبث ان نثب فجأة ..نمتشق سيوف حروفنا...ونمتطي صهوة الورق
لنشج الصمت فتتلطخ كلماتنا بالدماء...
ونعرف أين نلقي السهم الأخير في قلب القارىء فيصرعه...
فتنتشي أرواحنا بعبق الحياة ..وأريج الحرية...
ويعم السلام أرض القوافي والحروف
د.رشدي ... صباحك أمل وإبداع
الروعة كلها قبعت هنا ...
تمتلأ أحشاء قلمك بمداد الإبداع...فتسطر معاني كلمات من أشداقها يتدحرج الثمل
فتورق صحراء القلوب ويخضر اصفرار النفس وتتورد من جريانها خدود الأدب
سنبقى تواقين لنبض يراعك ..
صباح مشرق يتجدد فيه الأمل والعطاء
وتزهر الدنيا من حولك سعادة وحياة
أيتها السامقة
إذا كان قلب الأنثى يحمل كل تلك المواجع..؟! فلا عجب من وطن تولد فيه البطولة كل يوم..
مداد روحك المشبعة أدباً ..لعمري ستلهم أقلام الأحرار ونفوس المترددين
رشدي مصطفى الصاري- أرمنازي للعظم
- عدد المساهمات : 192
نقاط : 889
السٌّمعَة : 25
تاريخ التسجيل : 01/12/2010
العمر : 57
الموقع : الرياض
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود