منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :106 ـ 109

اذهب الى الأسفل

الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :106 ـ 109 Empty الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :106 ـ 109

مُساهمة من طرف عبد القادر الأسود الإثنين أبريل 30, 2012 7:16 am

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)

نزلت لما قال المشركون أو اليهود: ألا ترون إلى محمد صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ، ويقول اليوم قولاً ويرجع عنه غداً ، ما هذا القرآن إلا كلام محمد عليه الصلاة والسلام يقوله من تلقاء نفسه ، وهو كلام يناقض بعضه بعضاً ، ونسخ الآية على ما ارتضاه بعض الأصوليين بيان انتهاء التعبد بقراءتها كآية: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالاً من الله والله عزيز حكيم)) أو الحكم المستفاد منها كآية: {والذين يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أزواجاً وَصِيَّةً لاّزْوَاجِهِم متاعاً إِلَى الحول غَيْرَ إِخْرَاجٍ } البقرة: 240 أو بهما جميعاً كآية ((عشر رضعات معلومات يحرمن)) وفيه رفع التأبيد المستفاد من إطلاقها ، ولذا عرّفه بعضهم برفع الحكم الشرعي ، فهو بيان بالنسبة إلى الشارع ، ورفع بالنسبة إلينا ، وخرج بقيد التعبد الغاية ، فإنها بيان لانتهاء مدة نفس الحكم لا للتعبد به واختص التعريف بالأحكام إذ لا تعبد في الأخبار أنفسها ، وإنساؤها إذهابها عن القلوب بأن لا تبقى في الحفظ وقد وقع هذا فإن بعض الصحابة أراد قراءة بعض ما حفظه فلم يجده في صدره ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((نسخ البارحة من الصدور)) وروى مسلم عن أبي موسى: ((إنا كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة ، فأنسيتها غير أني حفظت منها ((لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً وما يملأ جوف ابن آدم إلا التراب)) وكنا نقرأ بسورة نشبهها بإحدى المبسحات فأنسيتها ، غير أني حفظت منها: ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة)) وهل يكون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان لغيره أو لا؟ فيه خلاف ، والذاهبون إلى الأول استدلوا بقوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى * إِلاَّ مَا شَاء الله} الأعلى: 6 ، 7 وهو مذهب الحسن ، واستدل الذاهبون إلى الثاني بقوله تعالى: {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بالذى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } الأسراء : 68 .
قوله تعالى: {مَا نَنسَخْ} ما: مفعولٌ مقدّم لنَنْسَخْ ، وهي شرطيةٌ جازمةٌ له ، والتقدير: أيَّ شيءٍ نَنْسَخ ، مثلَ قوله: {أَيّاً مَّا تَدْعُواْ} الإسراء: 110 . أو شرطيةٌ جازمة لنَنْسَخْ ، ولكنَّها واقعةٌ موقعَ المصدرِ ، و"مِنْ آيةٍ" هو المفعولُ به ، والتقديرُ: أَّي نَسْخٍ نَنْسَخ آيةً ، ومجيءُ "ما" مصدراً جائز قال الشاعر:
نَعَبَ الغرابُ فقلتُ: بَيْنٌ عاجِلُ ........ ما شِئْتَ إذ ظَعَنُوا لِبَيْنٍ فانْعَبِ
وقرأ ابنُ عامر: "نُنْسِخْ" بضمِّ النونِ وكسر السينِ من أَنْسَخَ ، وهذه ليست لغةً لأنه لا يُقال : نَسَخَ وأَنْسخ بمعنىً . وخُرِّجت هذه القراءةَ على كَوْنِ الهمزةِ للتعديةِ مِنْ وجهٍ آخرَ ، وهو مِنْ نَسْخ الكتابِ ، وهو نَقْلُه من غير إزالةٍ له ، ويكونُ المعنى: ما نَكْتُبْ ونُنَزِّلْ من اللوح المحفوظ أو ما نؤخِّرْ فيه ونَتْرُكْهُ فلا نُنُزِّلْه ، أيَّ ذلك فَعَلْنا فإنما نأتي بخيرٍ من المؤخَّر المتروك أو بمثله ، فيجيء الضميران في "منها"
و"بمثلها" عائِدَيْنِ على الضمير في "نَنْسَأْها" .
قوله: {مِنْ آيَةٍ} مِنْ: للتبعيضِ ، فهي متعلِّقةٌ بمحذوف لأنها صفةٌ لاسمِ الشرط ، ويَضْعُفُ جَعْلُها حالاً ، والمعنى: أيَّ شيءٍ نَنْسَخْ من الآيات فـ "آية" مفرد وقع موقِعَ الجمعِ ، وكذلك تخريجُ كلِّ ما جاءَ من هذا التركيب: {مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ} فاطر: 2 {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ الله} وهذا المجرورُ هو المخصِّصُ والمبِّينُ لاسم الشرطِ ؛ وذلك أَنَّ فيه إبهاماً من جهةِ عمومهِ ، ألا ترى أنَّك لو قلت: "مَنْ يُكْرمْ أُكْرِمْ" تناوَلَ النساءَ والرجالَ ، فإذا قلت: "مِن الرجالِ" بَيَّنْتَ وخصَّصْتَ ما تناوَله اسمُ الشرط .
وفيها وَجْهَانِ آخران ، أحدهما: أنَّها في موضع نصبٍ على التمييز ، والممَّيز "ما" والتقدير: أَيَّ شيءٍ نَنْسَخْ ، ولا يَحْسُنُ أن تقدِّر: أيَّ آيةٍ نَنْسَخْ ، لأنَّك لا تَجْمَعْ بَيْنَ "آية" وبين المميَّز بآية ، لا تقول: أيَّ آيةٍ نَنْسَخْ من آيةٍ، يعني أنك لو قَدَّرْتَ ذلك لاستَغْنَيْتَ عن التمييز. والثاني: أنها زائدةٌ و"آية" حال، والمعنى: أيَّ شيءَ نَنْسَخْ قليلاً أو كثيراً، وقد جاءت "آية" حالاً في قوله: {هذه نَاقَةُ الله لَكُمْ آيَةً} الأعراف: 73 أي: "علامة" وهذا فاسدٌ لأن الحالَ لا تُجَرُّ بـ "مِنْ" ، وقد تقدَّم أنها مفعولٌ بها ، و"مِنْ" زائدةٌ عل القَوْل بجَعْل "ما" واقعةً موقع المصدر، فهذه أربعةُ أوجه .
قولِه: {أَوْ نُنسِهَا} أو: "هنا" للتقسيم ، و "نُنْسِها" مجزومٌ عطفاً على فعل الشرطِ قبلَه . وفيها ثلاثَ عشرة قراءةً: "نَنْسَأها" بفتحِ حرفِ المضارعةَ وسكونِ النون وفتحِ السين مع الهمز ، وبها قرأ أبو عمرو وابن كثير . الثانية: كذلك إلا أنه بغير همزٍ ، ذكرها أبو عبيد البكري عن سعدِ بن أبي وقاص رضي الله عنه . الثالثة: "تَنْسَها" بفتح التاء التي للخطاب ، بعدَها نونٌ ساكنةٌ وسينٌ مفتوحةٌ من غيرِ همزٍ ، وهي قراءةُ الحسن ، وتُرْوى عن سعيد بن المسيب ، فقيل لسعدِ بنِ أبي وقاص: "إن سعيدَ بن المسيَّبَ يَقْرؤها بنونٍ أولى مضمومةٍ وسينٍ مكسورةٍ فقال: إن القرآن لم يَنْزِلْ على المسيَّب ولا على ابن المسيَّبِ" وتلا: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى} الأعلى: 6 {واذكر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} الكهف: 24 يعني سعدٌ بذلك أن نسبةَ النسيانِ إليه عليه الصلاة والسلامُ موجودةٌ في كتابِ الله فهذا مثلُه . الرابعةُ: كذلك إلا أنه بالهمز . الخامسةُ: كذلك إلا أنَّه بضمِّ التاء وهي قراءةُ أبي حَيْوَة . السادسةُ: كذلك إلا أنَّه بغيرِ همزٍ وهي أيضاً قراءةُ سعيدِ بن المسيَّبِ . السابعة: " نُنْسِها " بضمِّ حرفِ المضارعةِ وسكونِ النونِ وكَسْرِ السينِ من غيرِ همزٍ وهي قراءةُ باقي السبعةِ . الثامنةُ: كذلك إلا أنه بالهمز . التاسعةُ: نُنَسِّها بضمِّ حرفِ المضارعةِ وفتحِ النونِ وكسر السينِ مُشَدَّدَةً وهي قراءةُ الضحاك وأبي رجاء . العاشرةُ: " نُنْسِكَ " بضمِّ حرفِ المضارعةِ وسكونِ النونِ وكسرِ السينِ وكافٍ بعدها للخطاب . الحاديةَ عشرة: كذلك إلاّ أنّه بفتح النون الثانيةِ وتشديد السين مكسورةً ، وتروى عن الضحاك وأبي رجاء أيضاً . الثانيةَ عشرةَ: كذلك إلاّ أنّه بزيادةِ ضميرِ الآية بعد الكاف: "نُنَسِّكَها" وهي قراءة حذيفة ، وكذلك هي في مصحفِ سالم مولاه . الثالثةَ عشرةَ: " ما نُنْسِكَ من آيةٍ أو نَنْسَخْها نَجِىءْ بمثلِها" وهي قراءةُ الأعمش ، وهكذا ثَبَتَتْ في مصحفِ
عبد الله .
فأمَّا قراءةُ الهَمْز على اختلافِ وجوهِها فمعناها التأخيرُ من قولِهم: نَسَأَ الله وأَنْسَأَ اللهُ في أَجَلِكَ أي:أَخَّرَه. وبِعْتُه نسيئةً أي متأخّراً، وتقولُ العرب: نَسَأْتُ الإِبلَ عن الحوضِ أَنْسَؤُها نَسْئَاً ، وأنْسَأَ الإِبلَ: إذا أَخَّرَها عَنْ ورودِها يومَيْنِ فأكثرَ ، فمعنى الآيةِ على هذا فيه ثلاثةُ أقوالٍ ، أحدُها: نؤخِّرُ نَسْخَها ونزولَها . الثاني: نَمْحُها لفظاً وحكماً . الثالث: نُمْضِها فلا نَنْسَخْها ، وهو ضعيفٌ لقوله: نَأْتِ بخيرٍ منها ، لأنَّ ما أُمْضِي وأُقِرَّ لا يُقال فيه: نَأْتِ بخير منه .
وأمَّا قراءةُ غيرِ الهَمْزِ على اختلافِ وجوهِها أيضاً ففيها احتمالان أظهرُهما: أنها من النسيانِ ، وحينئذٍ يُحْتَمَلُ أن يكونَ المرادُ به في بعض القراءاتِ ضدَّ الذِّكْرِ ، وفي بعضِها التركَ . والثاني: أنَّ أصلَه الهمزُ من النَّسْء وهو التأخيرُ ، إلا أنَّه أُبْدِلَ من الهمزةِ ألفٌ فحينئذٍ تتَّحِد القراءتان . ثم مَنْ قرأ مِنَ القُرَّاء: "نَنْسَاها" من الثلاثي فواضحٌ . وأمَّا مَنْ قرأ منهم مِنْ أَفْعَل ، وهم نافع وابن عامر والكوفيون فمعناه عندهم: نُنْسِكَها ، أي: نجعلُك ناسياً لها ، أو يكونُ المعنى: نَأْمُرُ بتركها، يقال: أَنْسَيْتُهُ الشيءَ أي أَمَرْتُه بتركِه ، ونَسِيْتُه تَرَكْتُه ، وأنشدوا:
إنَّ عليَّ عُقْبَةً أَقْضِيها .................... لستُ بِناسِيها ولا مُنْسِيها
أي:لا تاركها ولا آمراً بتركها،وهذه القراءةُ لا يَتَوَجَّهُ فيها معنى الترك، لا يُقال: أَنْسَى بمعنى ترك ، قال الفارسي وغيرُه: "ذلك مُتَّجِهٌ لأنه بمعنى نَجْعَلُكَ تَتْرُكها" وقد ضَعَّفَ الزجاج أَنْ تُحْمَلَ الآيةُ على معنى النسيانِ ضدَّ الذكرِ ، وقال: " إنَّ هذا لم يكُنْ له عليه السلام ولا نَسي قرآناً "، واحتجَّ بقوله تعالى: { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بالذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ }الإسراء: 86 أي لم نَفْعَل شيئاً من ذلك . وأجابَ الفارسي عنه بأنَّ معناه لم نُذْهِبْ بالجميع .
قوله: "نَأْت" هو جوابُ الشرط ، وجاء فعلُ الشرطِ والجزاءِ مضارعَيْنِ ، وهذا التركيبُ أفصحُ التراكيبِ، أعني: مجيئهما مضارِعَيْن.
وقوله: "بخيرٍ منها" متعلِّقٌ بِنَأْتِ ، وفي "خير" هنا قولان ، الظاهرُ منهما: أنها على بابها من كونها للتفضيل ، وذلك أنَّ الآتيَ به إن كانَ أَخفَّ من المنسوخ أو المنسوء فخيريَّتُه بالنسبة إلى سقوطِ أعباء التكليف ، وإنْ كانَ أَثْقَلَ فخيريَّتُه بالنسبة إلى زيادةِ الثوابِ ، وقولُه: "أو مثلِها" أي في التكليف والثواب ، وهذا واضحٌ . والثاني: أنّ "خيراً" هنا مصدرٌ ، وليس من التفضيلِ في شيء ، وإنَّما هو خيرٌ من الخُيورِ ، كخير في قوله: {أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ} البقرة: 105 و"مِنْ" لابتداء الغاية ، والجارُ والمجرور صفةٌ لقولِه "خير" أي: خيرٌ صادِرٌ من جهتِها ، والمعنى: مَا نَنْسَخْ من آيةٍ أو نؤخِّرْها نأتِ بخيرٍ من الخيور من جهةِ المنسوخِ أو المنسوء . وهذا بعيدٌ جداً لقوله بعدَ ذلك: "أو مثلِها" فإنه لا يَصِحُّ عَطْفُه على "بخير" على هذا المعنى ، اللهم إلاَّ أَنْ يُقْصَدَ بالخيرِ عَدَمَ التكليفِ ، فيكونَ المعنى: نَأْتِ بخيرِ من الخُيور ، وهو عَدَمُ التكليفِ أو نَأْتِ بمثلِ المنسوخِ أو المَنْسوء . وأمَّا عَطْفُ "مثلِها" على الضمير في "منها" ، فلا يجوزُ إلا عند الكوفيين ،
لعدمِ إعادةِ الخافضِ .
وفي قوله: "ما نَنْسَخْ" التفاتٌ من غيبةٍ إلى تكلم ، ألا ترى أنَّ قبله {واللهُ يَخْتَصُّ} و{والله ذُو الفضل} .
والنَّسْخُ لغةً: الإِزالةُ بغيرِ بدلٍ يُعْقِبُه ، نَسَخَتِ الريحُ الأثرَ والشمسُ الظلَّ ، أو نَقْلُ الشيءِ من غير إزالة نحو: نَسَخْتُ الكتابَ ، وهو في اللغةِ على ضَرْبَيْن: ضرب فيه إزالةُ شيءٍ وإقامةُ غيره مُقامَه نحو: "نَسَخَتِ الشمسُ الظلَّ" فإنَّها أزالته وقامَتْ مَقامَه ، ومنه {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ} والثاني: أن يُزيلَه ولا يَقُومَ شيءٌ مقامَه نحو: نَسَخَتِ الريحُ الأثر ، ومنه: فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقي الشيطانُ ، النسيئة: التأخيرُ والإمضاءُ قال الشاعر:
أَمُونٍ كأَلْواحِ الإرانِ نَسَأْتُها ............. على لاحِبٍ كأنَّه ظَهْرُ بُرْجُدٍ

أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ(107)

خصه عليه الصلاة والسلام بالخطاب مع أنّ غيره داخل فى الخطاب أيضا حقيقة بناء على أنّ المقصود من الخطاب تقرير علم المخاطب بما ذكر ولا أحد من البشر أعلم بذلك منه عليه الصلاة والسلام إذ قد وقف من أسرار ملكوت السموات والأرض على ما لا يطلع عليه غيره ، وعِلمُ غيرِه بالنسبة إلى عِلمه أقرب إلى العدم ، فقد قيل إنّ عِلمَ الأولياء من علم الأنبياء بمنزلة قطرة من سبعة أبحر ، وعِلم الأنبياء من علم نبينا محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام ، بهذه المنزلة ، وعلمُ نبينا من علم الحقّ سبحانه بهذه المنزلة .
قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ} استفهامٌ معناهُ التقريرُ ، فلذلك لم يَحَتَجْ إلى معادِلٍ يُعْطَفُ عليه بـ " أم " كـ " أَمْ " في قولِه: "أم تُريدون " .
{لَهُ مُلْكُ} مُلْك: مبتدأٌ وخبرُه مُقَدَّمِ عليه ، والجملةُ في محلَّ رفعٍ خبرٌ لـ " أنَّ " . والمُلْكُ بالضمِّ الشيءُ المَمْلوك ، وكذلك هو بالكسرِ، إلاّ أنَّ المضمومَ لا يُسْتَعْمَل إلا في مواضِع السَّعَةِ وبَسْطِ السُّلْطانِ .
{وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ الله مِن وَلِيٍّ} ما: تميميَّةً فلا عَمَلَ لها و" لكم" خبر مقدم ، و"مِنْ وليّ" مبتدأً مؤخراً زيدت فيه "مِنْ" فلا تعلُّقَ لها بشيءٍ . أو هي الحجازية و"لكم" في محلِّ نصبٍ خبر مقدَّم ، و"مِنْ وليّ" اسمها مؤخر ، و"مِنْ" زائدةٌ أيضاً ، و{مِّن دُونِ الله} متعلِّقٌ بما تَعَلَّقَ به "لكم" من الاستقرارِ المقدَّرِ ، و"مِنْ" لابتداءِ الغاية . ويمكن أن يكون "من دون الله" في محلِّ نصبٍ على الحالِ من قوله: {مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} لأنَّه في الأصلِ صفةٌ للنكرةِ ، فلمَّا قُدِّم عليها انتصَبَ حالاً ، وعلى هذا يتعلَّقُ بمحذوفٍ غيرِ الذين تعلَّق به "لكم" . "ولا نصير" عطفٌ على "ولي" . ولو قُرِىءَ برفعِهِ على الموضِع لكان جائزاً . وأتى بصيغة فَعيل في "وليَّ" و "نَصير" لأنها أَبْلَغُ من فاعل ، ولأنَّ "وليَّاً" أكثرُ استعمالاً من "والٍ" ولهذا لم يَجِيءْ في القرآن إلا في سورةِ الرعدِ ، وأيضاً لتواخي الفواصلِ وأواخرِ الآي . وفي قولِه "لكم" انتقالٌ من خطابِ الواحدِ لخطابِ الجماعةِ ، وفيه مناسَبَةٌ ، وهو أنَّ المنفيَّ صار نَصَّاً في العمومِ بزيادةِ "مِنْ" فناسَبَ كونَ المَنْفِيِّ عنه كذلكَ فجُمِعَ لذلك .

أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)

فيها توبيخ وتقريع لبني إسرائيل الذين آذَوْا نبيهم موسى عليه السلام ، فنُهِيَ المسلمون عن أن يفِعلوا بنبيهم "محمد" عليه الصلاة والسلام مثل ما فعل بنوا إسرائيل بنبيهم ، وأُمِروا بمراعاة أن حشمته وتوقيره . فكانوا بحضرته كأنَّ على رؤوسهم الطير .
قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: نزلت في عبد الله بن أُميّة المخزومي ورهط من قريش قالوا: يا محمّد أجعل لنا الصّفا ذهباً ووسِّعْ لنّا أرض مكّة ، وفجِّر الأنهار خلالها تفجيراً نؤمنْ بك .
"أم ..." ظاهرُه الاستفهامُ المحضُ ، فالمعادِلُ هنا على قولِ جماعةٍ: أَمْ تريدون ، وقال قومٌ: أَمْ منقطعةٌ، فالمعادِلُ محذوفٌ تقديرُه:أَمْ عَلِمْتُم، هذا إذا أُريدَ بالخِطابِ أمّتَه عليه السلام ، أمَّا إذا أُرِيدَ هو به فالمعادِلُ محذوفٌ لا غيرُ ، وكِلا القَوْلَين مَرْوِيُّ . والأرجح أَنَّ المرادَ بِه التقريرُ ، فهو كقولِه: {أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عَبْدَهُ} سورة الزُمَر: 36 و{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} الانشراح: 1 والاستفهامُ بمعنى التقريرِ كثيرٌ جداً لا سيما إذا دَخَلَ على نفيٍ .
قوله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ} قد تَقَدَّم أنَّ "أَمْ" هذه يجوزُ أن تكونَ متصلةً معادِلَةً لقولِه: "ألم تَعْلَمْ" ، وأَنْ تكونَ منقطعة وهو الظاهرُ ، فَتُقَدَّر بـ "بل" والهمزِ ، ويكون إضرابَ انتقالٍ من قصةٍ إلى قصة فـ "أَمْ" هنا منقطعةٌ ، والهمزةُ من قولِه: "ألم تعلمْ" ليسَتْ مِنْ "أم" في شيء والمعنى: بل أتريدون ، فَخَرَجَ مِن كلام إلى كلام . وأصلُ تُريدون: تُرْودُون ، لأنه مِنْ رَادَ يَرُودُ ، فَنُقِلَتْ حركةُ الواوِ على الراءِ فَسَكَنَت الواوُ بعد كسرةٍ فقُبِلَتْ ياءً .
قوله: {أَن تَسْأَلُواْ} ناصبٌ ومنصوبٌ في محلِّ نصبٍ مفعولاً به بقوله "تُريدون" ، أي: أتريدون سؤالَ رسولِكم .
قولُه: "كما سُئِلَ" متعلِّقٌ بتسألوا ، والكافُ في محلِّ نصبٍ ، وفيها التقديران المشهوران: فتقديرُ سيبويه أنَّها حالٌ من ضمير المصدرِ المحذوف أي: أَنْ تَسْأَلوه أي: السؤالَ حالَ كونِه مُشَبَّهاً بسؤالِ قومِ موسى له ، وتقديرُ جمهور النحويين أنه نعت لمصدر محذوف ، أي: أن تسألوا رسولكم سؤالاً مشبهاً كذا . و "ما" مصدرية ، أي: كسؤال موسى ، وأجاز بعضُهم كونها بمعنى الذي فلا بدَّ من تقدير عائد ، أي كالسؤال الذي سُئِله موسى . و "موسى" مفعول لم يُسمَّ فاعله ، حُذِف الفاعل للعلم به ، أي كما سأل قومُ موسى .
والمشهور:"سُئِل"بضم السين وكسر الهمزة،وقرأ الحسن: "سِيل" بكسر السين وياء بعدها مِنْ: سالَ يسال نحو خِفْتُ أخاف ، وقُرىء بتسهيلِ الهمزةِ بينَ بينَ .
و"من قبلُ" متعلق بسُئل ، و"قبلُ" مبنيّةٌ على الضَمِّ لأن المضافَ إليه معرفةٌ أي: من قبلِ سؤالِكم . وهذا توكيدٌ ، وإلاَّ فمعلومٌ أنَّ سؤال موسى كان متقدَّماً على سؤالهم .
قوله: {بالإيمان} فيه وجهان ، أحدُهما: أنها باء العِوَضيَّة . والثاني: أنها للسببية .
{فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السبيل} قُرِىَء بإدغام الدال في الضاد وإظهارها ، و"سواءَ" ظرفٌ بمعنى وَسَطِ السبيلِ وأعدله ، قال تعالى: {فِي سَوَاءِ الجحيم} سورة الصافات: 55 ، وقال حسان رضي الله عنه:
يا ويحَ أصحابِ النبيِّ ورَهْطِه ............. بعدَ المُغَيَّبِ في سَواءِ المُلْحَدِ
ومن مجيئه بمعنى العَدْلِ قولُ زهير:
أَرُونا خُطَّةً لا عيبَ فيها ..................... يُسَوِّي بيننا فياه السَّواءُ
والسبيلُ يُذَكَّر ويؤنَّث:{قُلْ هذه سبيلي} سورة يوسف: 108 . والجملةُ من قولِه: " فَقَدْ ضَلَّ " في محلِّ جزمٍ لأنَّها جزاءُ الشرطِ ، والفاءُ واجبةٌ هنا لعَدَمِ صلاحيَتِه شَرْطَاً .

وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ
بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)

هذه الآية الكريمة تتناول أحداثاً وقعت بعد غزوة أحد ، وفي غزوة أُحُدٍ طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الرماة ألاّ يُغادروا مواقعَهم عند سفح الجبل سواءً انتصر المسلمون أو انهزموا ، فلمّا بدأت بوادر النصر طمع الرماة في الغنائم ، فخالفوا أمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهزمهم الله ، ولكنّ الكفّار لم يحقّقوا نصراً حاسماً لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ثبت في أرض المعركة وحوله نفر من أصحابه ، ثم إن الذين انهزموا من المسلمين عادوا للالتحاق بالمعركة أما الكفّار فقد رجعوا بعد المعركة عائدين إلى مكة ، حتى أنّ المسلمين عندما خرجوا للقائهم في اليوم التالي لم يجدوا أحداً . واستغلّ يهود المدينة هذا الحدث . . وقالوا لحذيفة بن اليمان وعمّار بن ياسر وغيرهما: لماذا إنهزمتم إن كنتم مؤمنين حقاً ، فارجعوا إلى ديننا واتركوا دين محمد ، فقال لهم حذيفة: ماذا يقول دينكم في نقض العهد؟ يقصد ما تقوله التوراة في نقض اليهود لعهودهم مع الله ومع موسى ، ثم قال أنا لن انقض عهدي مع محمد ما حييت ، أما عَمّار فقال: لقد آمنت بالله ربّاً وآمنت بمحمد رسولاً وآمنت بالكتاب إماماً وآمنت بالكعبة قبلةً وآمنت بالمؤمنين إخوةً وسأظلّ على هذا ما حييت .
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله حذيفة وعمّار بن ياسر ، فسُرّ بذلك ولكن اليهود كانوا يستغلون ما حدث في أحد ليهزموا العقيدة الإيمانية في قلوب المسلمين كما استغلوا تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ليهزوا الإيمان في القلوب وقالوا إذا كانت القبلة تجاه بيت المقدس باطلة فلماذا اتجهتم إليها ، وإذا كانت صحيحة فلماذا تركتموها ، فنزل قول الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكتاب} .
وانظر إلى دقة التعبير القرآني في قوله تعالى: {من أَهْلِ الكتاب}
فلو أن الله جلّ جلالُه حكم على كلِّ أهل الكتاب لسدَّ الطريقَ أمامَ القِلّة من يريد الإيمان منهم ، لأن الله تعالى قال: { وَدَّ كَثِيرٌ .. } وهم طائفة من أحبار اليهود منهم: فنحاص بن عازوراء وزيد بن قيس ونفر من اليهود فيما ذكر من حديث طويل عن ابن عباس رضي الله عنهما.
{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكتاب لَوْ يَرُدُّونَكُم} تقدم الكلامُ في "لو" عندَ قوله تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ} البقرة: 96 فهي إمّا مصدريّة وتكون بذلك مفعولَ "يَوَدُّ" أي: وَدَّ كثيرٌ رَدَّكم . ويمكن أن يكون جوابها محذوفاً تقديرُه: لو يَرُدُّونَكم كفاراً لَسُرُّوا ، أو فرحوا بذلك ، و"لو"حرفٌ لما كان سيقعُ لوقوعِ غيرِه وهي متعدية لمفعولين بمعنى صَيَّر، فضميرُ المخاطبين مفعولٌ أَوَّلُ ، و"كفاراً" مفعولٌ ثانٍ ، ومِنْ مجيء رَدَّ بمعنى صَيَّر قول الشاعر:
رمى الحَدَثانُ نسوةَ آلِ حربٍ ............... بمِقْدارٍ سَمَدْنَ له سُمودا
فَرَدَّ شعورَهُنَّ السُّودَ بِيضاً ............... وَرَدَّ وجوهَهُنَّ البِيضُ سُودا
وجَعَلَ بعضهم "كفاراً" حالاً من ضميرِ المفعولِ على أنَّها المتعديةُ لواحدٍ ، وهو ضعيفٌ لأنَّ الحالَ يُسْتَغْنى عنها غالباً ، وهذا لا بُدَّ منه . و"مِنْ بعدِ" متعلِّقٌ بيَرُدُّونكم ، و"مِنْ" لابتداءِ الغاية .
قوله: {حَسَداً} نصبٌ على المفعولِ له، وفيه الشروطُ المجوِّزة لنصبِه، والعاملُ فيه "وَدَّ" أي: الحاملُ على ودَادَتِهم رَدَّكم كفاراً حَسَدُهم لكم . وجَوَّزوا فيه وجهين آخرين ، أحدُهما: أنه مصدرٌ في موضعِ الحالِ، وإنما لم يُجْمَعْ لكونِه مصدراً، أي: حاسِدِين ، وهذا ضعيفٌ؛ لأنَّ مجيءَ المصدرِ حالاً لا يَطَّرِدُ . الثاني: أنه منصوبٌ على المصدريةِ بفعلٍ مقدَّرٍ من لفظِه أي يَحْسُدونكم حَسَداً ، والأولُ أظهرُ الثلاثة .
قوله: {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} في هذا الجارِّ ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها ، أنَّه
متعلِّقٌ بوَدَّ ، أي: وَدُّوا ذلك مِنْ قِبَلِ شَهَواتِهم لا من قبلِ التَدَيُّنِ ، و"مِنْ" لابتداءِ الغايةِ. الثاني: أنه صفةٌ لـ "حَسَداً"، فهو في محلِّ نصبٍ، ويتعلَّقُ بمحذوفٍ أي: حَسَداً كائناً مِنْ قِبَلهم وشهوتِهم، ومعناه قريبٌ من الأول . الثالث: انه متعلِّقُ بيردُّونكم و"مِنْ" للسببية أي: يكونُ الردُّ مِنْ تِلْقائِهم وجِهَتِهم وبإغوائهم .
قوله: "مِّن بَعْدِ مَا" متعلِّقٌ بـ "وَدَّ"، و"مِنْ" للابتداءِ ، أي إنَّ ودَادَتَهم ذلك ابتدأتْ من حينِ وضوحِ الحقِّ وتبيُّنِه لهم ، فكفرُهم عنادٌ و"ما" مصدريةٌ أي: مِنْ بعدِ تبيُّنِ الحقِّ . والحَسَدُ: تمنِّي زوالِ نعمةِ الإِنسانِ ، المصدرُ: حَسَدٌ وحَسَادَة . والصَّفْحُ قريبُ من العفو ، مأخوذٌ من الإِعراض بِصَفْحَةِ العنق ، وقيل : معناهُ التجاوزُ ، مِنْ تَصَفَّحْتُ الكتاب أي: جاوزت ورقَه ، والصَّفوح: من أسماء الله ، والصَّفُوح أيضاً: المرأةُ تَسْتُر وجهَها إعراضاً ، قال:
صَفُوحٌ فما تَلْقاكَ إلاَّ بِحِيلةٍ ..........فمَنْ ملَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ
قوله:{فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} أي: اعفوا عن أهل الكتاب حتى يحدث الله أمراً. فأحدث الله بعد فقال: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر .. وهم صاغرون} وقال قتادة نسختها:
{اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} .
قوله:{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}القدير: القوي. فمعنى الآية: إن الله على كل ما يشاء قدير ، إن شاء انتقم منهم بعنادهم ربهم، وإن شاء هداهم لما هداكم الله له من الإيمان ، لا يتعذر عليه شيء أراده ،
ولا يتعذر عليه أمر شاء قضاءه ، لأن له الخلق والأمر.
وقد صرح جلّ ثناؤه ، بأن خطابه بجميع هذه الآيات من قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا} وإن صرف الكلام إلى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما هو خطاب منه للمؤمنين من أصحابه ، وعتاب منه لهم ، ونهي عن انتصاح اليهود ونظرائهم من أهل الشرك وقبول آرائهم في شيء من أمور دينهم ، ودليل على أنه كان منهم من استعمل في خطابه ومسألته رسول الله صلى الله عليه وسلم الجفاء ، وما لم يكن لهم استعماله معه ، تأسّياً باليهود في ذلك أو ببعضهم . فقال لهم ربهم ناهياً عن استعمال ذلك: لا تقولوا لنبيكم صلى الله عليه وسلم كما تقول له اليهود: "راعنا"، ولكن قولوا:"انظرنا واسمعوا"، فإنّ أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر بي ، وجحود لحقّي الواجب عليكم في تعظيمه وتوقيره ، لأن تعظيم الرسول من تعظيم مرسله ، والعكس بالعكس ، ولمن كفر به عذاب أليم ; فإن اليهود والمشركين ما يودون أن ينزل عليكم من خير من ربكم، ولكن كثيراً منهم ودّوا أنهم يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً، حسداً من عند أنفسهم لكم ولنبيِّكم محمد صلى الله عليه وسلم ، من بعد ما تبين لهم الحق في أمر محمد ، وأنه نبيٌّ إلى الخلق كافة .
عبد القادر الأسود
عبد القادر الأسود
أرمنازي - عضو شرف
أرمنازي - عضو شرف

عدد المساهمات : 932
نقاط : 2771
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 08/06/2010
العمر : 76
الموقع : http://abdalkaderaswad.spaces.live.com

http://abdalkaderaswad.wordpress.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى