الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :133
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :133
الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 133
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)
الخطاب لجنس اليهود أو الموجودين في زمانه صلى الله عليه وسلم على ما يشير إليه سبب النزول فقد ذكر الواحدي أن الآية نزلت في اليهودي حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم أن يعقوب لما مات أوصى بنيه باليهودية ؟
قوله: {أَمْ} هي المنقطعةُ وتُقُدَّر بـ "بل" وهمزةِ الاستفهامِ ، وبعضُهم يقدَّرُها ببل وحدَها . و"بل" للإضراب ، ومعنى الإِضرابِ انتقالٌ من شيءٍ إلى شيءٍ لا إبطالٌ له ، ومعنى الاستفهامِ الإِنكارُ والتوبيخُ فيؤُول معناه إلى النفي أي: بل أكنتم شهداءَ يعني لم تكونوا .
قوله: {إِذْ حَضَرَ يعقوبَ الموتُ} إذ: منصوبٌ بشهداءَ على أنَّه ظَرْفٌ لا مفعولٌ به أي: شهداء وقتَ حضور الموتِ إياه ، وحضورُ الموتِ كنايةٌ عن حضورِ أسبابِهِ ومقدِّماته ، والمشهورُ نصبُ "يعقوب" ورفع " الموت" ، قَدَّم المفعولَ اهتماماً . وقرأ بعضُهم بالعكس . وقُرىء "حَضِر" بكسر الضاد قالوا: والمضارعُ يَحْضُر بالضم شاذ .
قوله: {إِذْ قَالَ} إذ: بدلٌ من الأولى ، والعاملُ فيها : إمَّا العاملُ في إذ الأولى إنْ قلنا إنَّ البدلَ لا على نية تكرار العامل أو عاملٌ مضمرٌ إِنْ قلنا بذلك . كما يمكن اعتبارها ظرفاً لـ "حَضَر" .
قوله: {مَا تَعْبُدُونَ من بعدي} ما: اسمُ استفهام في محلِّ نصبٍ لأنه مفعولٌ مقدَّمٌ بتعبدون ، وهو واجبُ التقديمِ لأنَّ له صدرَ الكلام وأتى بـ "ما" دون "مَنْ" لأحدِ أربعةِ معانٍ ، أحدُها: أنَّ "ما" للمُبْهَمِ أمرُه ، فإذا عُلِمَ فُرِّق بـ "ما" و "مَنْ " .
الثاني: أنها سؤالٌ عن صفةِ المعبود ، كما تقول: ما زيدٌ؟ تريد : أفقيهٌ أم طبيبٌ أم غيرُ ذلك من الصفات .
الثالث: أن المعبودات ذلك الوقتَ كانت غيرَ عقلاء كالأوثان والأصنام والشمسِ ، والقمرِ ، فاسْتَفْهم بـ "ما" التي لغير العاقل فَعَرَف بنوه ما أراد فأجابوه بالحقِّ .
الرابع: أنه اختَبَرهم وامتحَنَهم فسألهم بـ "ما" دون "مَنْ" ليكون كالتلقين لهم ومقصودُه الاختبارُ . وقولُه "مِنْ بعدي" أي بعد موتي .
قوله: {وإله آبَائِكَ ... } أعاد ذكرَ الإِله لئلا يَعْطِفَ على الضمير المجرورِ دون إعادة الجارَّ ، والجمهور على "آبائِك" وقرأ الحسن ويحيى وأبو رجاء "أبيك" ، وقرأ أُبَيّ: "وإلَه إبراهيم" فأسقط "آبائك" .
فأمّا قراءةُ الجمهور فواضحةٌ . وفي "إبراهيم" وما بعدَه حينئذٍ ثلاثةُ أوجهٍ ، أولها: أنه بدلٌ . وثانيها: أنه عطفُ بيانٍ . وثالثُها: أنه منصوبٌ على الاختصاص بإضمار "أعني أو أخص" ، فالفتحةُ على هذا علامةٌ للنصبِ ، وعلى القَوْلين قبلَه علامةٌ للجرِّ لعدَمِ الصَّرْفِ ، وفي قوله "آبائك" دليلٌ على تسمية الجَدِّ والعمِّ أباً ، فإنَّ إبراهيمَ جَدُّه وإسماعيلَ عمُّه ، كما يُطْلَقُ على الخالة أب ، ومنه: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ} يوسف: 100 في أحد القولين . قال بعضهم: وهذا من باب التغليب ، يعني أنه غَلَّب الأبَ على غيره وفيه نظرٌ ، لأنّ هذا الإِطلاقُ جاء على لسان سيد الفصحاء ـ عليه الصلاة والسلام ـ حيث لا تثنيةٌ ولا جمعٌ فَيُغَلَّبُ فيهما ، قال عليه الصلاة والسلام: ((رُدُّوا عليَّ أبي)) وكان يعني عمّه العباس رضي الله عنه .
وأمَّا قراءة "أَبيك" فتحتملُ وجهين ، أحدُهما: أن يكونَ مفرداً
غيرَ جمعٍ ، وحينئذٍ: فإمّا أَنْ يكونَ واقعاً موقعَ الجمعِ أولاً ، فإن كان واقعاً موقع الجمعِ فالكلامُ في "إبراهيم" وما بعدَه كالكلامِ فيه على القراءة المشهورةِ ، وإنْ لم يكنْ واقعاً موقعه بل أُريد به الإِفرادُ لفظاً ومعنىً فيكون "إبراهيم" وحدَه على الأوجه الثلاثة المتقدمة ، ويكونُ إسماعيلُ وما بعدَه عطفاً على "أبيك" أي: وإله إسماعيل . الثاني: يكونَ جَمْعَ سلامةٍ بالياء والنون ، وإنما حُذِفَت النون للإِضافة ، وقد جاء جمعُ أب على "أَبُون" رفعاً ، و "أبِين" جَرَّاً ونَصْباً حكاها سيبويه ، قال الشاعر :
فلمَّا تَبَيَّنَّ أصواتَنا .............................. بَكَيْنَ وفَدَّيْنَنَا بالأِبِينا
والكلامُ في إبراهيمِ وما بعده كالكلامِ فيه بعد جمعِ التكسير . وإسحاق علم أعجمي ويكونُ مصدرَ أًسْحق ، فلو سُمِّي به مذكرٌ لانصرَف ، والجمعُ أساحِقة وأساحيق .
قولُه: {إلها وَاحِداً} فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها أنَّه بدل مِنْ "إلهك" بدلُ نكرةٍ موصوفةٍ من معرفةٍ كقولِه تعالى: {بالناصية نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ} العلق: 15 . والبصريون لا يَشْترطون الوصفَ مُسْتدِلِّين بقولِه:
فلا وأبيك خيرٍ منك إني ................. لَيُؤْذِيني التَّحَمْحُمُ والصَّهيلُ
فـ "خيرٍ" بدل من "أبيك" ، وهو نكرةٌ غيرُ موصوفةٍ .
والثاني أنه حالٌ من "إلهك" والعاملُ فيه "نعبدُ" ، وفائدةُ البدلِ والحالِ التنصيصُ على أن معبودَهم فَرْدٌ إذ إضافةُ الشيءِ إلى كثير تُوهم تعدادَ المضافِ ، فنصَّ بها على نَفْي ذلك الإِبهامِ . وهذه الحالُ تسمّى
"حالاً موطئةً"وهي أَنْ تذكرها ذاتاً موصوفةً نحو: جاء زيد رجلاً صالحاً.
الثالث: أن يكونَ منصوباً على الاختصاص أي: نريد بإلهك إلهاً واحداً . قال الشيخ : « وقد نَصَّ النحويون على أنَّ المنصوبَ على الاختصاص لا يكون نكرةً ولا مبهماً » .
قوله:{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}في هذه الجملةِ ثلاثةُ أوجهٍ: أحدُها: أنها معطوفةٌ على قوله:"نعبد"يعني أنها تَتِمَّةُ جوابِهم له فأجابوه بزيادة . والثاني: أنها حالٌ من فاعلِ "نَعْبُدُ" والعاملُ "نَعْبُد" . والثالث: ألاَّ يكونَ لها مَحَلٌّ ، بل هي جملةٌ اعتراضيةٌ مؤكِّدةٌ ، أي: ومِنْ حالِنا أنَّا له مخلصونَ . ونصَّ النحويون على أنَّ جملةَ الاعتراضِ هي التي تفيدُ تقويةً في الحكمِ: إمَّا بين جُزْئَي صلةٍ وموصولٍ كقوله:
ماذا،ولا عُتْبَ في المقدورِ،رُمْتَ أما...يَكْفِيك بالنَّجْحِ أَمْ خُسْرٌ وتَضْلِيل
وقوله:
ذاكَ الذي ، وأبيك ، يَعْرِفُ مالكاً ........ والحقُّ يَدْفَعُ تُرَّهَاتِ الباطِلِ
أو بين مسندٍ ومسند إليه كقوله:
وقد أَدْرَكَتْني، والحوادِثُ جَمَّةٌ ....... أَسِنَّةُ قومٍ لا ضِعافٍ ولا عُزْلِ
أو بينَ شرطٍ وجزاءٍ أو قَسَمٍ وجوابِه ، ممَّا بينهما تلازُمٌ ما ، وهذه الجملةُ قبلَها كلامٌ مستقلَّ عمَّا بعدَها ، لاَ يُقال: إنَّ بينَ المُشار إليه وبينَ الإِخبارِ عنه تلازماً لأنَّ ما قبلها مِنْ مقول بني يعقوبَ وما بعدَها من كلام الله تعالى ، أَخْبر بها عنهم ، والجملةُ الاعتراضيةُ إنما تكونُ من الناطقِ بالمتلازِمَيْنِ لتوكيدِ كلامِه .
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)
الخطاب لجنس اليهود أو الموجودين في زمانه صلى الله عليه وسلم على ما يشير إليه سبب النزول فقد ذكر الواحدي أن الآية نزلت في اليهودي حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم أن يعقوب لما مات أوصى بنيه باليهودية ؟
قوله: {أَمْ} هي المنقطعةُ وتُقُدَّر بـ "بل" وهمزةِ الاستفهامِ ، وبعضُهم يقدَّرُها ببل وحدَها . و"بل" للإضراب ، ومعنى الإِضرابِ انتقالٌ من شيءٍ إلى شيءٍ لا إبطالٌ له ، ومعنى الاستفهامِ الإِنكارُ والتوبيخُ فيؤُول معناه إلى النفي أي: بل أكنتم شهداءَ يعني لم تكونوا .
قوله: {إِذْ حَضَرَ يعقوبَ الموتُ} إذ: منصوبٌ بشهداءَ على أنَّه ظَرْفٌ لا مفعولٌ به أي: شهداء وقتَ حضور الموتِ إياه ، وحضورُ الموتِ كنايةٌ عن حضورِ أسبابِهِ ومقدِّماته ، والمشهورُ نصبُ "يعقوب" ورفع " الموت" ، قَدَّم المفعولَ اهتماماً . وقرأ بعضُهم بالعكس . وقُرىء "حَضِر" بكسر الضاد قالوا: والمضارعُ يَحْضُر بالضم شاذ .
قوله: {إِذْ قَالَ} إذ: بدلٌ من الأولى ، والعاملُ فيها : إمَّا العاملُ في إذ الأولى إنْ قلنا إنَّ البدلَ لا على نية تكرار العامل أو عاملٌ مضمرٌ إِنْ قلنا بذلك . كما يمكن اعتبارها ظرفاً لـ "حَضَر" .
قوله: {مَا تَعْبُدُونَ من بعدي} ما: اسمُ استفهام في محلِّ نصبٍ لأنه مفعولٌ مقدَّمٌ بتعبدون ، وهو واجبُ التقديمِ لأنَّ له صدرَ الكلام وأتى بـ "ما" دون "مَنْ" لأحدِ أربعةِ معانٍ ، أحدُها: أنَّ "ما" للمُبْهَمِ أمرُه ، فإذا عُلِمَ فُرِّق بـ "ما" و "مَنْ " .
الثاني: أنها سؤالٌ عن صفةِ المعبود ، كما تقول: ما زيدٌ؟ تريد : أفقيهٌ أم طبيبٌ أم غيرُ ذلك من الصفات .
الثالث: أن المعبودات ذلك الوقتَ كانت غيرَ عقلاء كالأوثان والأصنام والشمسِ ، والقمرِ ، فاسْتَفْهم بـ "ما" التي لغير العاقل فَعَرَف بنوه ما أراد فأجابوه بالحقِّ .
الرابع: أنه اختَبَرهم وامتحَنَهم فسألهم بـ "ما" دون "مَنْ" ليكون كالتلقين لهم ومقصودُه الاختبارُ . وقولُه "مِنْ بعدي" أي بعد موتي .
قوله: {وإله آبَائِكَ ... } أعاد ذكرَ الإِله لئلا يَعْطِفَ على الضمير المجرورِ دون إعادة الجارَّ ، والجمهور على "آبائِك" وقرأ الحسن ويحيى وأبو رجاء "أبيك" ، وقرأ أُبَيّ: "وإلَه إبراهيم" فأسقط "آبائك" .
فأمّا قراءةُ الجمهور فواضحةٌ . وفي "إبراهيم" وما بعدَه حينئذٍ ثلاثةُ أوجهٍ ، أولها: أنه بدلٌ . وثانيها: أنه عطفُ بيانٍ . وثالثُها: أنه منصوبٌ على الاختصاص بإضمار "أعني أو أخص" ، فالفتحةُ على هذا علامةٌ للنصبِ ، وعلى القَوْلين قبلَه علامةٌ للجرِّ لعدَمِ الصَّرْفِ ، وفي قوله "آبائك" دليلٌ على تسمية الجَدِّ والعمِّ أباً ، فإنَّ إبراهيمَ جَدُّه وإسماعيلَ عمُّه ، كما يُطْلَقُ على الخالة أب ، ومنه: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ} يوسف: 100 في أحد القولين . قال بعضهم: وهذا من باب التغليب ، يعني أنه غَلَّب الأبَ على غيره وفيه نظرٌ ، لأنّ هذا الإِطلاقُ جاء على لسان سيد الفصحاء ـ عليه الصلاة والسلام ـ حيث لا تثنيةٌ ولا جمعٌ فَيُغَلَّبُ فيهما ، قال عليه الصلاة والسلام: ((رُدُّوا عليَّ أبي)) وكان يعني عمّه العباس رضي الله عنه .
وأمَّا قراءة "أَبيك" فتحتملُ وجهين ، أحدُهما: أن يكونَ مفرداً
غيرَ جمعٍ ، وحينئذٍ: فإمّا أَنْ يكونَ واقعاً موقعَ الجمعِ أولاً ، فإن كان واقعاً موقع الجمعِ فالكلامُ في "إبراهيم" وما بعدَه كالكلامِ فيه على القراءة المشهورةِ ، وإنْ لم يكنْ واقعاً موقعه بل أُريد به الإِفرادُ لفظاً ومعنىً فيكون "إبراهيم" وحدَه على الأوجه الثلاثة المتقدمة ، ويكونُ إسماعيلُ وما بعدَه عطفاً على "أبيك" أي: وإله إسماعيل . الثاني: يكونَ جَمْعَ سلامةٍ بالياء والنون ، وإنما حُذِفَت النون للإِضافة ، وقد جاء جمعُ أب على "أَبُون" رفعاً ، و "أبِين" جَرَّاً ونَصْباً حكاها سيبويه ، قال الشاعر :
فلمَّا تَبَيَّنَّ أصواتَنا .............................. بَكَيْنَ وفَدَّيْنَنَا بالأِبِينا
والكلامُ في إبراهيمِ وما بعده كالكلامِ فيه بعد جمعِ التكسير . وإسحاق علم أعجمي ويكونُ مصدرَ أًسْحق ، فلو سُمِّي به مذكرٌ لانصرَف ، والجمعُ أساحِقة وأساحيق .
قولُه: {إلها وَاحِداً} فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها أنَّه بدل مِنْ "إلهك" بدلُ نكرةٍ موصوفةٍ من معرفةٍ كقولِه تعالى: {بالناصية نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ} العلق: 15 . والبصريون لا يَشْترطون الوصفَ مُسْتدِلِّين بقولِه:
فلا وأبيك خيرٍ منك إني ................. لَيُؤْذِيني التَّحَمْحُمُ والصَّهيلُ
فـ "خيرٍ" بدل من "أبيك" ، وهو نكرةٌ غيرُ موصوفةٍ .
والثاني أنه حالٌ من "إلهك" والعاملُ فيه "نعبدُ" ، وفائدةُ البدلِ والحالِ التنصيصُ على أن معبودَهم فَرْدٌ إذ إضافةُ الشيءِ إلى كثير تُوهم تعدادَ المضافِ ، فنصَّ بها على نَفْي ذلك الإِبهامِ . وهذه الحالُ تسمّى
"حالاً موطئةً"وهي أَنْ تذكرها ذاتاً موصوفةً نحو: جاء زيد رجلاً صالحاً.
الثالث: أن يكونَ منصوباً على الاختصاص أي: نريد بإلهك إلهاً واحداً . قال الشيخ : « وقد نَصَّ النحويون على أنَّ المنصوبَ على الاختصاص لا يكون نكرةً ولا مبهماً » .
قوله:{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}في هذه الجملةِ ثلاثةُ أوجهٍ: أحدُها: أنها معطوفةٌ على قوله:"نعبد"يعني أنها تَتِمَّةُ جوابِهم له فأجابوه بزيادة . والثاني: أنها حالٌ من فاعلِ "نَعْبُدُ" والعاملُ "نَعْبُد" . والثالث: ألاَّ يكونَ لها مَحَلٌّ ، بل هي جملةٌ اعتراضيةٌ مؤكِّدةٌ ، أي: ومِنْ حالِنا أنَّا له مخلصونَ . ونصَّ النحويون على أنَّ جملةَ الاعتراضِ هي التي تفيدُ تقويةً في الحكمِ: إمَّا بين جُزْئَي صلةٍ وموصولٍ كقوله:
ماذا،ولا عُتْبَ في المقدورِ،رُمْتَ أما...يَكْفِيك بالنَّجْحِ أَمْ خُسْرٌ وتَضْلِيل
وقوله:
ذاكَ الذي ، وأبيك ، يَعْرِفُ مالكاً ........ والحقُّ يَدْفَعُ تُرَّهَاتِ الباطِلِ
أو بين مسندٍ ومسند إليه كقوله:
وقد أَدْرَكَتْني، والحوادِثُ جَمَّةٌ ....... أَسِنَّةُ قومٍ لا ضِعافٍ ولا عُزْلِ
أو بينَ شرطٍ وجزاءٍ أو قَسَمٍ وجوابِه ، ممَّا بينهما تلازُمٌ ما ، وهذه الجملةُ قبلَها كلامٌ مستقلَّ عمَّا بعدَها ، لاَ يُقال: إنَّ بينَ المُشار إليه وبينَ الإِخبارِ عنه تلازماً لأنَّ ما قبلها مِنْ مقول بني يعقوبَ وما بعدَها من كلام الله تعالى ، أَخْبر بها عنهم ، والجملةُ الاعتراضيةُ إنما تكونُ من الناطقِ بالمتلازِمَيْنِ لتوكيدِ كلامِه .
مواضيع مماثلة
» الدر النظيم ... ( الآية 36 من سورة البقرة )
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 51
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :132
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية: 186
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :143
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 51
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :132
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية: 186
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية :143
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود