فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 64
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 64
قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ.
(64)
قَوْلُهُ سبحانَه وتَعَالَى: {قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ} أيضاً خطابٌ للرسولِ عليْهِ الصَلاةُ والسَلامُ، قُلْ لَهُمْ يا رسولَ الله: إنَّ اللهَ هُوَ وَحْدَهُ الذِي يُنْجِيكُمْ مِنْ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ، وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ يَعْرِضُ لَكُمْ عندما تَدْعُونهُ، ومِنْ أَيِّ غَمٍّ يأخُذُ بالنَّفسِ، والمُرادُ بِهِ إمَّا ما يَعُمُّ ما تَقَدَّمَ، والتَعميمُ بعدَ التَخْصيصِ كثيرٌ، أوْ ما يَعتَري المَرْءَ مِنَ العَوارِضِ النَّفْسِيَّةِ التي لا تَتَناهى، كالأمراضِ والأسقامِ، وَلَكِنَّكُمْ بَعْدَ أَنْ يُنْجيكُمْ تَعُودُونَ إلَى ما كنتم عليه مِنَ الإشْراكِ بِهِ، وَتَدْعُونَ مَعَهُ فِي حَالاتِ الرَّخَاءِ آلِهَةً أُخْرَى. والْكَرْبُ: الْغَمُّ يَأْخُذُ بِالنَّفْسِ، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ مَكْرُوبٌ. قَالَ عَنْتَرَةُ:
وَمَكْرُوبٍ كَشَفْتُ الْكَرْبَ عَنْهُ ................. بِطَعْنَةِ فَيْصَلٍ لَمَّا دَعَانِي
وَالْكُرْبَةُ مُشْتَقَّةٌ مِنْ ذلك.
قولُهُ: {ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} أيْ اللهُ تعالى وحدَهُ هو الذي يُنْجيكم مما تَدعونَه إلى كَشْفِهِ، ثمَّ بعدَ ما تُشاهدون هذه النِعَمَ الجَليلةَ تعودون إلى الشِرْكِ في عبادتِه سبحانَه ولا توفون بالعَهْدِ. وفيه تَقْرِيعٌ وَتَوْبِيخٌ، مِثْلُ قَوْلِهِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ {ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ}. لأَنَّ الْحُجَّةَ إِذَا قَامَتْ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ وَجَبَ الإِخْلاصُ، وهم قد جعلوا بَدَلاً مِنْهُ وَهُوَ الإِشْرَاكُ، فَحَسُنَ أَنْ يُقَرَّعُوا وَيُوَبَّخُوا عَلَى هَذِهِ الْجِهَةِ وَإِنْ كَانُوا مُشْرِكِينَ قبل النجاة. ووَضَعَ "تُشْرِكُونَ" مَوْضِعَ "لا تَشْكُرون" الذي هو المُناسِبُ لوعدهم السابق المشار إليه بقولِه تعالى: {لَنَكُونَنَّ مِنَ الشاكرين} الأنعام: 63. للتَنْبيهِ على أنَّ مَنْ أَشْرَكَ في عِبادَةِ اللهِ تَعالى فَكأنَّهُ لم يَعْبُدْهُ أبداً، إذ إنَّ التوحيدَ هو مَلاكُ الأمرِ وأَساسُ العِبادةِ، وقيل: لَعَلَّ المقصودَ هو التوبيخُ لأنَّهم مَعَ عِلْمِهم بأنَّه لم يُنْجِهِمْ إلاَّ اللهُ تَعالى، كما أَفادَهُ تقديمُ المُسْنَدِ إليْهِ أَشْرَكوا ولم يَخُصُّوا اللهَ تَعالى بالعِبادَةِ، فذَكَرَ الإشْراكَ في مَوْقِعِهِ.
قولُهُ تعالى: {وَمِن كُلِّ كَرْبٍٍ} عَطفٌ على الضميرِ المجرورِ بإعادةِ حَرْفِ الجَرِّ وهو واجبٌ عندَ البَصْرِيِّينَ، وقدْ تَقَدَّمَ، و"ثمَّ" هنا ليستْ للتَراخي الزَماني بلْ هي لِكمالِ البُعْدِ بين إحسانِ اللهِ تعالى عليْهِم وعِصيانهم. وقد تقدَّم أنَّ أَهْلَ الكوفةِ قرءوا: "يُنَجّيكُمْ" بالتشديدِ، وكذلك أَبو جعفرٍ وهشامٌ عن ابْنِ عامرٍ، وقَرَأَ الباقونَ بالتَخفيفِ.
(64)
قَوْلُهُ سبحانَه وتَعَالَى: {قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ} أيضاً خطابٌ للرسولِ عليْهِ الصَلاةُ والسَلامُ، قُلْ لَهُمْ يا رسولَ الله: إنَّ اللهَ هُوَ وَحْدَهُ الذِي يُنْجِيكُمْ مِنْ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ، وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ يَعْرِضُ لَكُمْ عندما تَدْعُونهُ، ومِنْ أَيِّ غَمٍّ يأخُذُ بالنَّفسِ، والمُرادُ بِهِ إمَّا ما يَعُمُّ ما تَقَدَّمَ، والتَعميمُ بعدَ التَخْصيصِ كثيرٌ، أوْ ما يَعتَري المَرْءَ مِنَ العَوارِضِ النَّفْسِيَّةِ التي لا تَتَناهى، كالأمراضِ والأسقامِ، وَلَكِنَّكُمْ بَعْدَ أَنْ يُنْجيكُمْ تَعُودُونَ إلَى ما كنتم عليه مِنَ الإشْراكِ بِهِ، وَتَدْعُونَ مَعَهُ فِي حَالاتِ الرَّخَاءِ آلِهَةً أُخْرَى. والْكَرْبُ: الْغَمُّ يَأْخُذُ بِالنَّفْسِ، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ مَكْرُوبٌ. قَالَ عَنْتَرَةُ:
وَمَكْرُوبٍ كَشَفْتُ الْكَرْبَ عَنْهُ ................. بِطَعْنَةِ فَيْصَلٍ لَمَّا دَعَانِي
وَالْكُرْبَةُ مُشْتَقَّةٌ مِنْ ذلك.
قولُهُ: {ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} أيْ اللهُ تعالى وحدَهُ هو الذي يُنْجيكم مما تَدعونَه إلى كَشْفِهِ، ثمَّ بعدَ ما تُشاهدون هذه النِعَمَ الجَليلةَ تعودون إلى الشِرْكِ في عبادتِه سبحانَه ولا توفون بالعَهْدِ. وفيه تَقْرِيعٌ وَتَوْبِيخٌ، مِثْلُ قَوْلِهِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ {ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ}. لأَنَّ الْحُجَّةَ إِذَا قَامَتْ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ وَجَبَ الإِخْلاصُ، وهم قد جعلوا بَدَلاً مِنْهُ وَهُوَ الإِشْرَاكُ، فَحَسُنَ أَنْ يُقَرَّعُوا وَيُوَبَّخُوا عَلَى هَذِهِ الْجِهَةِ وَإِنْ كَانُوا مُشْرِكِينَ قبل النجاة. ووَضَعَ "تُشْرِكُونَ" مَوْضِعَ "لا تَشْكُرون" الذي هو المُناسِبُ لوعدهم السابق المشار إليه بقولِه تعالى: {لَنَكُونَنَّ مِنَ الشاكرين} الأنعام: 63. للتَنْبيهِ على أنَّ مَنْ أَشْرَكَ في عِبادَةِ اللهِ تَعالى فَكأنَّهُ لم يَعْبُدْهُ أبداً، إذ إنَّ التوحيدَ هو مَلاكُ الأمرِ وأَساسُ العِبادةِ، وقيل: لَعَلَّ المقصودَ هو التوبيخُ لأنَّهم مَعَ عِلْمِهم بأنَّه لم يُنْجِهِمْ إلاَّ اللهُ تَعالى، كما أَفادَهُ تقديمُ المُسْنَدِ إليْهِ أَشْرَكوا ولم يَخُصُّوا اللهَ تَعالى بالعِبادَةِ، فذَكَرَ الإشْراكَ في مَوْقِعِهِ.
قولُهُ تعالى: {وَمِن كُلِّ كَرْبٍٍ} عَطفٌ على الضميرِ المجرورِ بإعادةِ حَرْفِ الجَرِّ وهو واجبٌ عندَ البَصْرِيِّينَ، وقدْ تَقَدَّمَ، و"ثمَّ" هنا ليستْ للتَراخي الزَماني بلْ هي لِكمالِ البُعْدِ بين إحسانِ اللهِ تعالى عليْهِم وعِصيانهم. وقد تقدَّم أنَّ أَهْلَ الكوفةِ قرءوا: "يُنَجّيكُمْ" بالتشديدِ، وكذلك أَبو جعفرٍ وهشامٌ عن ابْنِ عامرٍ، وقَرَأَ الباقونَ بالتَخفيفِ.
مواضيع مماثلة
» فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية: ، 132 ، 133 131
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 38
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 72
» فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية: 111
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 39
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 38
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 72
» فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية: 111
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 39
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود