ضبط النفس
صفحة 1 من اصل 1
ضبط النفس
محطات- ضبط النفس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد .....أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسطر في هذه الرسالة المتواضعة بعض من تجاربي الواقعية مع ترويض النفس
البشرية في التأقلم على الحياة وعيشها بحلوها ومرها وكذلك من أسباب السير على النجاح
بإذن الله
المحطة الأولى:
لنتخيل أحبتي في الله إن النفس كالطفل الصغير إن تركته يتطلب وأنت تنفذ فسيكون الأمر هكذا حتى يكبر
بل ويتطور الأمر ليطلب مطالب كبرى
مثال :
طفل صغير مدلل اعتاد على أبويه بطلب مطلب صغير كلعبه يستمتع بها فيحطمها يطلب للمرة الأخرى
لعبه وهكذا حتى يكبر وهو يطلب مطالب تتفاوت بالحجم كل ما كبر طلب شيء اكبر فإذا قدر الله وشاء
مر الأبوين بازمه ماليه هل تتوقع من ذلك الطفل يتوقف عن مطالبه ؟
كلا بل سيجبر أبويه على تحقيق مطالبه ولو احتاج الأمر لأخذ سلفه ماليه( دَين( ولو اعترض احد الأبوين
على عدم تحقيق هذا المطلب سيكون الأمر عكسي فلذلك سيحتاج الأمر لجهد جهيد وحزم حتى يعتاد هذا الابن على هذا الأمر وربما تبؤ المحاولات بالفشل لأسباب سنذكرها لاحقاً .
لذلك فالنفس البشرية التي اعتادت على أن تقود صاحبها ولا يقودها فسيظل إمعه يتبعها وليس لديه أي سيطرة على كبح جماحها(فالسيارة التي تعطلت فراملها أثناء سرعه قويه لا تستطيع إيقافها فمهما كبست على فراملها فلن تستطيع السيطرة عليها لتنجو من خطر الحوادث فالأمر مصيره إلى الهلاك)
فالنفس تحتاج للترويض فمهما تمكنت من شيء لا نقول هذا الأمر قد اعتدنا عليه لا نستطيع بل نستطيع
فكلمة لا نستطيع فلنحذفها من الفكر بالأساس.
فلو تركنا للنفس تسيطر بنا ستتقدم القافلة ونحن مازلنا نقف في نفس المكان الذي توقفنا معها فيه .
فلذلك سنبدأ بخطوات نغير بها زمام الأمور ونقود أنفسنا بدلاً من قيادتها لنا .
المحطة الثانية:
أولا: لنختار هدف معين لنجعله الأساس حتى نبني عليه الخطوات
مثال :
هدف الطفل الصغير الوصول للعبه وضعت على سطح مرتفع ماذا يفعل
1-يحاول رفع يده لأخذها فإن لم يصل لها
2-يقف على أصابع رجليه ليصل فإن لم يصل
3- يذهب لأحد أبويه أو من هو اكبر منه فيمسك
بيدهم ويسحبهم إلى المكان المحدد فان امتنعوا عن جلبها له فإنه لا ييأس
3-أتي بكرسي فيسحبه للمكان المحدد ثم يصعد ليقف عليه ويأخذ لعبته
وها هو امسك بلعبته بين يديه وهو سعيد مبتسم
نعم عانى وواجهه الصعاب وحاول بعدة محاولات حتى وصل لهدفه
فهو ذاق حلاوة الوصول للأمر المطلوب
إذا فالحياة لا تخلو من الصعاب فإذا فشلت مرة أو مرتين لا تتوقف بل استمر حتى تتذوق
حلاوة النصر وطعم النجاح.
هل تتوقع نجاح هذا الطفل بعدة المحاولات فقط لا غير ؟
كلا بل لازم ذلك إصرار وعزيمة بالنفس للوصول للهدف مهما كلف الأمر وبلغت الأسباب
لذلك أول التغييرات
المحطة الثالثة:
ثانيا: تغيير الأفكار السلبية الهدامة واستبدالها بالأفكار الايجابية البناءة
اعتادت نفسي على الرفض والقبول وأنا امشي معها لا أقول لها هذا لا وهذا نعم بل تركتها تفعل ما تشاء وللأسف دوما تشكو من اليأس والإحباط والضيق والنكد والخوف وتحكم على الشيء قبل الشروع فيه بالفشل
نعم وكل ما قالت كلا سنفشل لا تتقدمين قلت نعم سنفشل لم أعارضها قط ولم أجرب ذلك يوماً ما
فقضيت سنوات عمري وأنا اردد معها كلمة الفشل في جميع أموري سواء طرقت الأبواب أو لم اطرقها
فمكثت اقضي الليالي بدموع ساخنة يعتصرني الألم معها لا أحس بطعم للحياة
لا أريد استقبال الناس لا أريد السعي طلباً للرزق ليس لي رغبه بالطعام ولا بالشراب
إحداهم تتوظف واجلس بين الجدران اندب حظي فلانة وفلانة توظفن وأنا حظي نحس
ليس لي حظ مثل غيري ...الخ
فنسيت أن هذه الأمور هي أرزاق مقسمه من الخالق عز وجل
فلو قلت هذا هو رزقي
ولو آمنت بقضاء الله وقدرة لارتاحت نفسي .
المحطة الرابعة :
نعم هو قضاء وقدر وأرزاق مقسمه لكن هل جاهدت نفسي وسعيت ؟؟
فلنقرأ إذا هذا الحوار
اجلس أنا ونفسي وأقول لها
أنا: أريد أن أكون موظفه.
النفس: لا لا تذهبين ما احد بيوظفك .
أنا : لما تحكمين علي بالفشل وأنا لم اذهب.
النفس: أنتي عارفه حظك نحس وكل الأبواب مغلقه بوجهك.
أنا : أفكر بما قالت .
النفس: تتذكري يوم تخرجتي ما قبلتي بالجامعة تذكري يوم ذهبتي لمركز كذا وكذا
وما وظفوك.
أنا: أفكر بما تقول وأقول نعم صدقتي .
هنا تركتها تتحدث ويا ليت حديثها بالنجاح بل بالفشل وتقيس الأمر الجديد على أمور أخرى .
وادخل معها في متاهات الحزن والضيق والنكد والكآبة والدموع ...الخ
هل فكرت يوماً بجديه بماذا سينفعني الحزن والدموع؟
هل أتوقع انه في يومٍ من الأيام ستطرق الوظيفة باب غرفتي وتقول هيا يا أسيل
قبلناك في مركزنا ؟؟؟
هل توقفي عن السعي سيحل لي أمراً ؟؟
هل فشلي في أمر معين أقيس عليه فشل أموري كلها ؟؟
هل لو ابتسمت ستنقلب الدنيا ؟
المحطة الخامسة:
الآن كما قلنا فيما سبق
أولا: الهدف
ثانيا: التغيير في النفس
فهدفنا الآن كمثال :
النحافة
أنا نحيفة جداً ونفسي تتقبل طعام ولا تتقبل طعام أخر وأحيانا من مجرد رؤية شكل الطعام
نفسي ترفضه تماماً ولا حتى مجرد التفكير في تذوقه فانا أريد أن أصل لوزن مثالي
وأريد جسم متناسق لا هو بالوزن الزائد ولا بالنحافة المفرطة
التغيير:
أنا : أريد كسب وزن مثالي فنحافتي لا تعجبني.
النفس : لا يا أسيل اسمحيلي أنا ما اشتهي هالأكله ولا هذه ولا هذه.
أنا: انتهيت من كلامك ؟
النفس: نعم
أنا : يا نفسي تركتك كثير ترفضي ولم اقل لك لا ولو لمرة واحده .
النفس: أسيل وش فيك ؟
أنا : اصمتي أريد أن أتكلم لا أريد مقاطعات منك أرجوك إوعديني أن تسمعي حتى انتهي.
النفس: أسيل أسـ..
أنا: أرجوك
النفس :حاضر يا أسيل
أنا :شكراً
أنا: اسمعي يا نفسي أنا أريد منك إعطائي فرصة لمدة أسبوع أتحكم فيك
فقط لا غير لا أريد أكثر من ذلك وأريد خلال فترة هذالأسبوع تسمعين كلامي ولا تقاطعي ولا ترفضي أي شيء أنا أريده ونحن سنكون على تفاهم ايجابي لا سلبي إن شاء الله
النفس: أسبوع يا أسيل لا أكثر.
أنا : أسبوع فقط لا غير.
المحطة السادسة:
البدء:
الفطـــــــور
(النفس): ياه يا أسيل ليس لدي رغبه أأكل من الصباح
(أسيل) : على ماذا اتفقنا ليس لك كلام ولا تخافي أنا سأأخذ أشياء مدرجه
حتى تتوسع المعدة قليلاً واغلب طعامي سيدخله مشروب كامل بإذن الله
بالأول أبداء بأمور سهله وخفيفة ثم أتعمق بالتدريج حتى أبداء بأخذ الوجبات الثلاث
مع إدخال وجبات خفيفة
فكل شيء ترفضه النفس من الآكل والشرب أعارضها فيه ولو حتى أخذه كتذوق
وهكذا فالواجب عدم مسايرتها وعدم إعطائها فرصة في خلال الفترة المتفق عليها...
طبعا لا اتخذ الشيء الذي لا فائدة منه كالمشروبات الغازية أو المنبهات
كلا !!!!
بل يجب التقليل منها فاعتمد على غذائي كاللبن ومشتقاته
وعصير الفواكه الطازج المضاف له العسل والمكسرات
أركز على كل شيء مفيد
وكل ما قالت شبعت يا أسيل و أنا لم أأكل إلا لقيمات أقول كلا لم تشبعي كمان شويه
ويجب أن لا أفكر بالشبع بل اجعل تفكيري بالجوع حتى أزيد من جرعات الطعام
مع الاهتمام بالجوانب الأخرى كالنوم والابتعاد عن السهر
خلال أسبوع مع إقناع النفس والعزيمة على الأمر وكل ما هممت بالتوقف
أستعرض شريط هدفي )بسلبياته وايجابياته(
النحافة:
الإيجاب: جسم وقوام رائع .. صحة وجمال.. التقليل من أمراض فقر الدم..
السلبي :جسم نحيل .. خمول وكسل مع أي مجهود .. خفقان بالقلب ..فقر الدم ..دوخه وإغماء
هزال بشكل عام
فبذلك أجد أن ألمقاومه والإصرار والعزيمة على الاستمرار ستجنبني سلبيات
كثيرة أنا في غنى عنها
لذلك وخاصة الأشخاص المصابين بالأمراض ألروحيه أريد منكم
وضع الهدف وهو الاستمرار على الرقية الشرعية)الجدول العلاجي(
وتتحاورون مع النفس عليه كما مثلت
لكن!!!
وما أن تأتي فكرة التوقف استعرضوا شريط الهدف (بسلبياته وايجابياته)
المحطة السابعة :
تحديد الهدف والتغيير في النفس ليس نهاية المطاف
بل هناك ضوابط مهمة للنفس حتى نستمر على تغيرها من السلب للإيجاب
من الفشل للنجاح
ثالثا: ضوابط النفس
1-الإيمان بقضاء الله وقدرة
بمعنى أن اقدر الأمور واضع لها عدة تقديرات حتى اخفف عن نفسي وحتى
لا اعلق الأمور على شماعة الفشل
(الشماعة : هي عمود من الخشب أو
الحديد يستخدم لتعليق الملابس)
مثلا:
أنا حملت بعد سنوات من الزواج فكانت فرحة وسعادة غمرتني وغمرت زوجي
وكل من حولي فجأة بدأت فرحتي تتلاشى شيئاً فشيئاً أصابني نزيف بشهوري الأولى
بدأت اقلق على جنيني ذهبت للمستشفى أخذت العلاج اللازم مكثت بالمنزل مخدومة
لا أقيم من على الأرض بقدر ريشه وطلب مني النوم على ظهري ورفع رجلي على شيء مرتفع حتى يتساوى ظهري ففعلت ذلك لأجل جنيني وضحيت براحتي
أتحسس جنيني واضع يدي على بطني وأدعو ربي بدموع ساخنة أن يحفظ الله ابني و
أن يوقف النزيف استبشرت وان عاد وجلت وبدأت أصول وأجول بالمستشفيات هنا وهناك
ليتوقف هذا النزيف الذي يهدد جنيني بالسقوط
شاء الله وسقط جنيني!!! هل أغلق الأبواب واذرف الدموع الساخنة؟
هل أتمتم بكلمات فيها اعتراض على قضاء الله وقدرة ؟؟؟
هل امتنع عن الناس؟؟
هل اقسم على نفسي أن لا تضحك ؟؟هل إلى هذا الحد توقفت الحياة ؟؟
كلا لم تتوقف بل اقدر الأمور وأقول
أن الله سبحانه وتعالى قدر لي ذلك وقدر لجنيني عمره
فربي ارحم بي من أمي لا اعلم أنا الغيب الله وحده يعلمه
لعل في استمرار حملي سأرقد طريحة الفراش لا حراك لمدة 9 شهور فذلك الأمر يقسم الظهر للنصفين ومهلك وخاصة أن الطبيب أمرني أن لا أنام إلا على ظهري وقد رفعت رجلي للأعلى
أتخيل ذلك الوضع و أنا اقضيه لمدة 9 شهور لا اله إلا الله ربي رحمني من هذا!!
لعل الله اخذ جنيني لأنه معاق أو مشوهه فرحمني ربي من هذه المعاناة التي سأجدها بعد خروجه للدنيا
لعل الله أخذه لأنه ابن عاق شقي
قال تعالى:
"وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا "
لعل الله أخذه ليأتي يوم القيامة فيمسك بيدي ليدخلني الجنة
لعل الله أخذه ليرى مقدار صبري هل احمد واشكر ليعوضني أم أتسخط لأنال السخط
إذا من خلقه في رحمي سيخلق غيره
الله لم يبتليني إلا لأنه يحبني
( ومن يرد الله به خيراً يصب منه)
الحمد لله غيري اخذ الله ابنهم بعدما كبر وترعرع أمام أعينهم
مصيبتي أهون من مصيبة غيري فلله الحمد والمنة
قال تعالى :
}قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا {
وهكذا فتقدير الأمور تجعلك تؤمن بقضاء الله وقدرة .
المحطة الثامنة:
2-الصبــــــــــــــــــــــــر
(الحزن , الهم , الغم , البكاء , النكد(
إذا فشلت بأمر معين أو خسرت حلم طالما حلمت به سأتوسد الحزن وتوابعه
لحظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــة
يا نفس توقفي لا تبكي وأجيبي على تسأ ولاتي
هل البكاء والحزن سيعيد لي ما خسرته ؟
هل البكاء والحزن سيحل لي قضية طال تعقيدها ؟
إذا فلنستعرض فوائد الحزن ومضارة
فوائدة:
صفر لا يوجد فائدة
مضارة:
ضيق, كتمه بالصدر ,كآبه, انطواء وعزله ,هم وغم مستمر
عصبيه وفقدان شهيه أو شراهة وارتفاع بالضغط و السكر
تعب وخمول نوم كثير وتوقف للحال وارق
تدمير شامل للصحة ...الخ
الله اكبر ماذا جنيت أنا على نفسي حين اتبعتها بالحزن ؟
نعم لا نستطيع منع أنفسنا من الحزن ولكن هل نجعل الحزن
يصل بنا إلى مرحلة الجنون أو الهلاك؟
لكن نستطيع التحكم بذلك ونوقف الحزن لأننا لن نجني ثمار طيبه منه.. فقط تضييع وقت
وتوقف للحال وهلاك للنفس
ألا تعلم إننا في دار نعيش فيها كعابر سبيل ؟؟
لم نخلق فيها لأجل ملذات وشهوات بل نعمل بها فنحن في دار بلاء
سنحدد فيها مصيرنا إما للجنة وإما للنار
قال تعالى
} وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون{
ولنعلم إن هذه الحياة لا راحة فيها الراحة في الآخرة بالجنة
فنحن في شقاء دائم
أحبتي إن الدنيا هي عالم مليء بالشهوات الزائلة والمؤقتة لنسير إلى عالم أخر عالم
فيه نجمع حصاد أعمالنا في الدنيا التي هي دار ابتلاء وامتحان وما الدنيا إلا متاع الغرور
علينا أن نحذرها ونعمل باتجاه الاستقامة والابتعاد عن كل ما يقربنا من النار من قول أو عمل
قال الله تعالى
) لقد خلقنا الإنسان في كبد (
فهي لا تستقر على حال.
دوماً تذكر وتذكري في كل لحظة مهما حدث من حوادث وطوارق منكدة
إننا سنخرج منها لننتقل إلى القبر أول منازل الآخرة بماذا سنرحل ؟
بسيارة, بمال, بأطفال, بزوجة , بمنزل فخم ..الخ كلا!!!
بل سنرحل منفردين ولو لحقونا سيرجعون ويبقى العمل فاجعل منه
المؤنس لك في القبر..
إذاً فإن خسرنا الراحة فيها فلابد من كسب الآخرة لنرتاح
راحة دائمة لا موت فيها
وان لا نضيعها ولنجعل نصب أعيينا الجنة فما بعدها رجوع وعمل
ولنتحسب في كل مصيبة لننال الرفعة في الجنة
فالجنة منازل نسأل الله لنا ولكم جنة الفردوس الأعلى .
لنتذكر مثال من أروع الأمثلة :
بعد نقض تلك الصحيفة التي كانت بين المسلمين والمشركين
انطلق المسلمون من الشِعب يستأنفون نشاطهم الدعوي، بعدما قطع الإسلام في مكة قرابة عشرة أعوام مليئة بالأحداث الجسام، وما أن تنفَّس المسلمون من الشدة التي لاقوها، إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يصاب بمصيبتين عظيمتين هما: وفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، ووفاة عمه أبي طالب
كانت لوفــــــــــــــــــــــــاة
خديجة رضي الله عنها : وقعها الشديد على النبي صلى الله عليه وسلم، فهي التي أعانته على إبلاغ رسالته، وشاركته أفراحه وأتراحه، وواسته بنفسها ومالها، ووقفت بجنبه ساعة الشدة.
أما عمه : فقد كان أبا طالب يحوط النبي صلى الله عليه وسلم ويدافع عنه، ويغضب له، ولم تستطع قريش أن تنال من النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد موت أبي طالب والذي ضاعف حزن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمه أبا طالب مات كافراً...هل بقي النبي أسير لأحزانه ؟
فعلى الرغم من المحنة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم، لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بشؤون أصحابه، ويقف إلى جوارهم ويواسيهم، ففي شوال من العام نفسه تزوج النبي صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعه ، وذلك حين خشي عليها من بطش قومها بعد وفاة زوجها، وهي أول زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها.
إنها أحداث تهز الكيان البشري، وتزلزل الأرض من تحت أقدام الضعفاء، أما من قوي إيمانه بالله ويقينه بوعده ونصره، فلا تزيده هذه الأحداث إلا تصميماً وعزماً على مواصلة الطريق، وهكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم.
المحطة التاسعة :
3لتفاؤل وتجديد الأمل
فلنتخيل هذه الأرض البور هل ستصلح للزرع ونحن لم نعد لها
أمور لتهيئها لتكون ارض صالحة للزراعة بأذن الله
1-محراث
2- تربة
3- أسمده
4- ماء
5- مركبات طبيعيه
6- بذور
7-مركبات حماية للزرع والبذور
نحرث الأرض نضع لها الأسمدة والمركبات الطبيعية نضع البذور نبدأ بسقيها بالماء وضع الحماية )شبك حماية( ولا نسمح للطيور لنبش الأرض وانتشال ما غرسنا فيها من بذور بعدما يكبر الزرع شيئاً فشيئاً نجني ثمار ما غرسنا منها سنبيع المحصول ونكسب المال فنزيد من هذه الثروة كلما تعددنا بنوعية البذور
)بذر> الخضار , الفواكه , الزهور ..الخ (
النفس كالأرض تنتج ما يغرس فيها أن غرست بذرة سيئة لن تجني خيراً وان بذرت خيراً ستنال خيراً
إن غرست في نفسك الحزن ستحزن وستعيش الحزن وتوقف الحال حتى تموت لم تنفع نفسك ولم تنفع غيرك..
وإن غرست التفاؤل والفرح ستجني ذلك نعم ولو كانت أحزانك من رأسك لأ خمص قدميك وجعلت التفاؤل
نصب عينيك ستتحرر من هذا الحزن وستلقي الرداء في المدفئة لتأكله النار حتى لا تعود له
وستلبس رداء التفاؤل وتجدد الأمل ماذا ستجني؟
ألإشراقه بالوجه والسعادة بالقلب حب التجدد المحاولة بالنجاح لو وصل الفشل 99% والنجاح 1%
والله ستنقلب الموازين وستتحول حياتك وسيكون النجاح بإذن الله 99% والفشل 1% هذا وان كان للفشل نصيب في حياتك وخاصة إن جعلت نصب عينيك حسن الظن بالله
"أنا عند حسن ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء، إن خيرًا فله، وإن شرًّا فله"
والأهم أن تعتني وتسقي بذرة إيمانك بالعلم والتعلم وتطوق إيمانك وتفاؤلك بقلبك بحماية ولا تجعل لأياً كان ينتزع ذلك
كيف؟
ابتعد عن مجالس رفقاء السوء ابتعد عن المتشائم ابتعد عن الحزين وخاصة من ينظر للدنيا بمنظاره الأسود حتى لا تتأثر بهم.
4- الذكــــــــــــر
إلى جانب حسن الظن بالله نضع الذكر بصفة عامة من استغفار, الأذكار( المسائية والصباحية)
فالإنسان يمنع الرزق بذنب وكلنا نذنب ولسنا معصومين عن الخطاء
فللاستغفار فضائل عظيمه لمن داوم عليه
قال تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" قال الحاكم: صحيح الإسناد.
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، قال "كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة: رب اغفر لي، وتب على، إنك أنت التواب الرحيم" رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
من عنده هم وغم ؟
من عنده ضائقة ؟
العلاج:
هو كثرة الاستغفار ليكن الاستغفار خارجاً من القلب لا من اللسان فقط
وليكن عندك يقين تام بالله انه سيفرج همك وغمك واعزم ولا تجعل للشيطان مداخل يدخل بها عليك
انه يقول هاأنت استغفرت ما فرج همك ؟
إن لم يُفرج الهم الله سيفرِجهُ متى شاء لكن أكثر من الاستغفار فالفرج هو راحة بالقلب وسعادة
رغم الهم والغم فإن الله سيزيحه عن قلبك.
المحطة العاشرة:
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد .....أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسطر في هذه الرسالة المتواضعة بعض من تجاربي الواقعية مع ترويض النفس
البشرية في التأقلم على الحياة وعيشها بحلوها ومرها وكذلك من أسباب السير على النجاح
بإذن الله
المحطة الأولى:
لنتخيل أحبتي في الله إن النفس كالطفل الصغير إن تركته يتطلب وأنت تنفذ فسيكون الأمر هكذا حتى يكبر
بل ويتطور الأمر ليطلب مطالب كبرى
مثال :
طفل صغير مدلل اعتاد على أبويه بطلب مطلب صغير كلعبه يستمتع بها فيحطمها يطلب للمرة الأخرى
لعبه وهكذا حتى يكبر وهو يطلب مطالب تتفاوت بالحجم كل ما كبر طلب شيء اكبر فإذا قدر الله وشاء
مر الأبوين بازمه ماليه هل تتوقع من ذلك الطفل يتوقف عن مطالبه ؟
كلا بل سيجبر أبويه على تحقيق مطالبه ولو احتاج الأمر لأخذ سلفه ماليه( دَين( ولو اعترض احد الأبوين
على عدم تحقيق هذا المطلب سيكون الأمر عكسي فلذلك سيحتاج الأمر لجهد جهيد وحزم حتى يعتاد هذا الابن على هذا الأمر وربما تبؤ المحاولات بالفشل لأسباب سنذكرها لاحقاً .
لذلك فالنفس البشرية التي اعتادت على أن تقود صاحبها ولا يقودها فسيظل إمعه يتبعها وليس لديه أي سيطرة على كبح جماحها(فالسيارة التي تعطلت فراملها أثناء سرعه قويه لا تستطيع إيقافها فمهما كبست على فراملها فلن تستطيع السيطرة عليها لتنجو من خطر الحوادث فالأمر مصيره إلى الهلاك)
فالنفس تحتاج للترويض فمهما تمكنت من شيء لا نقول هذا الأمر قد اعتدنا عليه لا نستطيع بل نستطيع
فكلمة لا نستطيع فلنحذفها من الفكر بالأساس.
فلو تركنا للنفس تسيطر بنا ستتقدم القافلة ونحن مازلنا نقف في نفس المكان الذي توقفنا معها فيه .
فلذلك سنبدأ بخطوات نغير بها زمام الأمور ونقود أنفسنا بدلاً من قيادتها لنا .
المحطة الثانية:
أولا: لنختار هدف معين لنجعله الأساس حتى نبني عليه الخطوات
مثال :
هدف الطفل الصغير الوصول للعبه وضعت على سطح مرتفع ماذا يفعل
1-يحاول رفع يده لأخذها فإن لم يصل لها
2-يقف على أصابع رجليه ليصل فإن لم يصل
3- يذهب لأحد أبويه أو من هو اكبر منه فيمسك
بيدهم ويسحبهم إلى المكان المحدد فان امتنعوا عن جلبها له فإنه لا ييأس
3-أتي بكرسي فيسحبه للمكان المحدد ثم يصعد ليقف عليه ويأخذ لعبته
وها هو امسك بلعبته بين يديه وهو سعيد مبتسم
نعم عانى وواجهه الصعاب وحاول بعدة محاولات حتى وصل لهدفه
فهو ذاق حلاوة الوصول للأمر المطلوب
إذا فالحياة لا تخلو من الصعاب فإذا فشلت مرة أو مرتين لا تتوقف بل استمر حتى تتذوق
حلاوة النصر وطعم النجاح.
هل تتوقع نجاح هذا الطفل بعدة المحاولات فقط لا غير ؟
كلا بل لازم ذلك إصرار وعزيمة بالنفس للوصول للهدف مهما كلف الأمر وبلغت الأسباب
لذلك أول التغييرات
المحطة الثالثة:
ثانيا: تغيير الأفكار السلبية الهدامة واستبدالها بالأفكار الايجابية البناءة
اعتادت نفسي على الرفض والقبول وأنا امشي معها لا أقول لها هذا لا وهذا نعم بل تركتها تفعل ما تشاء وللأسف دوما تشكو من اليأس والإحباط والضيق والنكد والخوف وتحكم على الشيء قبل الشروع فيه بالفشل
نعم وكل ما قالت كلا سنفشل لا تتقدمين قلت نعم سنفشل لم أعارضها قط ولم أجرب ذلك يوماً ما
فقضيت سنوات عمري وأنا اردد معها كلمة الفشل في جميع أموري سواء طرقت الأبواب أو لم اطرقها
فمكثت اقضي الليالي بدموع ساخنة يعتصرني الألم معها لا أحس بطعم للحياة
لا أريد استقبال الناس لا أريد السعي طلباً للرزق ليس لي رغبه بالطعام ولا بالشراب
إحداهم تتوظف واجلس بين الجدران اندب حظي فلانة وفلانة توظفن وأنا حظي نحس
ليس لي حظ مثل غيري ...الخ
فنسيت أن هذه الأمور هي أرزاق مقسمه من الخالق عز وجل
فلو قلت هذا هو رزقي
ولو آمنت بقضاء الله وقدرة لارتاحت نفسي .
المحطة الرابعة :
نعم هو قضاء وقدر وأرزاق مقسمه لكن هل جاهدت نفسي وسعيت ؟؟
فلنقرأ إذا هذا الحوار
اجلس أنا ونفسي وأقول لها
أنا: أريد أن أكون موظفه.
النفس: لا لا تذهبين ما احد بيوظفك .
أنا : لما تحكمين علي بالفشل وأنا لم اذهب.
النفس: أنتي عارفه حظك نحس وكل الأبواب مغلقه بوجهك.
أنا : أفكر بما قالت .
النفس: تتذكري يوم تخرجتي ما قبلتي بالجامعة تذكري يوم ذهبتي لمركز كذا وكذا
وما وظفوك.
أنا: أفكر بما تقول وأقول نعم صدقتي .
هنا تركتها تتحدث ويا ليت حديثها بالنجاح بل بالفشل وتقيس الأمر الجديد على أمور أخرى .
وادخل معها في متاهات الحزن والضيق والنكد والكآبة والدموع ...الخ
هل فكرت يوماً بجديه بماذا سينفعني الحزن والدموع؟
هل أتوقع انه في يومٍ من الأيام ستطرق الوظيفة باب غرفتي وتقول هيا يا أسيل
قبلناك في مركزنا ؟؟؟
هل توقفي عن السعي سيحل لي أمراً ؟؟
هل فشلي في أمر معين أقيس عليه فشل أموري كلها ؟؟
هل لو ابتسمت ستنقلب الدنيا ؟
المحطة الخامسة:
الآن كما قلنا فيما سبق
أولا: الهدف
ثانيا: التغيير في النفس
فهدفنا الآن كمثال :
النحافة
أنا نحيفة جداً ونفسي تتقبل طعام ولا تتقبل طعام أخر وأحيانا من مجرد رؤية شكل الطعام
نفسي ترفضه تماماً ولا حتى مجرد التفكير في تذوقه فانا أريد أن أصل لوزن مثالي
وأريد جسم متناسق لا هو بالوزن الزائد ولا بالنحافة المفرطة
التغيير:
أنا : أريد كسب وزن مثالي فنحافتي لا تعجبني.
النفس : لا يا أسيل اسمحيلي أنا ما اشتهي هالأكله ولا هذه ولا هذه.
أنا: انتهيت من كلامك ؟
النفس: نعم
أنا : يا نفسي تركتك كثير ترفضي ولم اقل لك لا ولو لمرة واحده .
النفس: أسيل وش فيك ؟
أنا : اصمتي أريد أن أتكلم لا أريد مقاطعات منك أرجوك إوعديني أن تسمعي حتى انتهي.
النفس: أسيل أسـ..
أنا: أرجوك
النفس :حاضر يا أسيل
أنا :شكراً
أنا: اسمعي يا نفسي أنا أريد منك إعطائي فرصة لمدة أسبوع أتحكم فيك
فقط لا غير لا أريد أكثر من ذلك وأريد خلال فترة هذالأسبوع تسمعين كلامي ولا تقاطعي ولا ترفضي أي شيء أنا أريده ونحن سنكون على تفاهم ايجابي لا سلبي إن شاء الله
النفس: أسبوع يا أسيل لا أكثر.
أنا : أسبوع فقط لا غير.
المحطة السادسة:
البدء:
الفطـــــــور
(النفس): ياه يا أسيل ليس لدي رغبه أأكل من الصباح
(أسيل) : على ماذا اتفقنا ليس لك كلام ولا تخافي أنا سأأخذ أشياء مدرجه
حتى تتوسع المعدة قليلاً واغلب طعامي سيدخله مشروب كامل بإذن الله
بالأول أبداء بأمور سهله وخفيفة ثم أتعمق بالتدريج حتى أبداء بأخذ الوجبات الثلاث
مع إدخال وجبات خفيفة
فكل شيء ترفضه النفس من الآكل والشرب أعارضها فيه ولو حتى أخذه كتذوق
وهكذا فالواجب عدم مسايرتها وعدم إعطائها فرصة في خلال الفترة المتفق عليها...
طبعا لا اتخذ الشيء الذي لا فائدة منه كالمشروبات الغازية أو المنبهات
كلا !!!!
بل يجب التقليل منها فاعتمد على غذائي كاللبن ومشتقاته
وعصير الفواكه الطازج المضاف له العسل والمكسرات
أركز على كل شيء مفيد
وكل ما قالت شبعت يا أسيل و أنا لم أأكل إلا لقيمات أقول كلا لم تشبعي كمان شويه
ويجب أن لا أفكر بالشبع بل اجعل تفكيري بالجوع حتى أزيد من جرعات الطعام
مع الاهتمام بالجوانب الأخرى كالنوم والابتعاد عن السهر
خلال أسبوع مع إقناع النفس والعزيمة على الأمر وكل ما هممت بالتوقف
أستعرض شريط هدفي )بسلبياته وايجابياته(
النحافة:
الإيجاب: جسم وقوام رائع .. صحة وجمال.. التقليل من أمراض فقر الدم..
السلبي :جسم نحيل .. خمول وكسل مع أي مجهود .. خفقان بالقلب ..فقر الدم ..دوخه وإغماء
هزال بشكل عام
فبذلك أجد أن ألمقاومه والإصرار والعزيمة على الاستمرار ستجنبني سلبيات
كثيرة أنا في غنى عنها
لذلك وخاصة الأشخاص المصابين بالأمراض ألروحيه أريد منكم
وضع الهدف وهو الاستمرار على الرقية الشرعية)الجدول العلاجي(
وتتحاورون مع النفس عليه كما مثلت
لكن!!!
وما أن تأتي فكرة التوقف استعرضوا شريط الهدف (بسلبياته وايجابياته)
المحطة السابعة :
تحديد الهدف والتغيير في النفس ليس نهاية المطاف
بل هناك ضوابط مهمة للنفس حتى نستمر على تغيرها من السلب للإيجاب
من الفشل للنجاح
ثالثا: ضوابط النفس
1-الإيمان بقضاء الله وقدرة
بمعنى أن اقدر الأمور واضع لها عدة تقديرات حتى اخفف عن نفسي وحتى
لا اعلق الأمور على شماعة الفشل
(الشماعة : هي عمود من الخشب أو
الحديد يستخدم لتعليق الملابس)
مثلا:
أنا حملت بعد سنوات من الزواج فكانت فرحة وسعادة غمرتني وغمرت زوجي
وكل من حولي فجأة بدأت فرحتي تتلاشى شيئاً فشيئاً أصابني نزيف بشهوري الأولى
بدأت اقلق على جنيني ذهبت للمستشفى أخذت العلاج اللازم مكثت بالمنزل مخدومة
لا أقيم من على الأرض بقدر ريشه وطلب مني النوم على ظهري ورفع رجلي على شيء مرتفع حتى يتساوى ظهري ففعلت ذلك لأجل جنيني وضحيت براحتي
أتحسس جنيني واضع يدي على بطني وأدعو ربي بدموع ساخنة أن يحفظ الله ابني و
أن يوقف النزيف استبشرت وان عاد وجلت وبدأت أصول وأجول بالمستشفيات هنا وهناك
ليتوقف هذا النزيف الذي يهدد جنيني بالسقوط
شاء الله وسقط جنيني!!! هل أغلق الأبواب واذرف الدموع الساخنة؟
هل أتمتم بكلمات فيها اعتراض على قضاء الله وقدرة ؟؟؟
هل امتنع عن الناس؟؟
هل اقسم على نفسي أن لا تضحك ؟؟هل إلى هذا الحد توقفت الحياة ؟؟
كلا لم تتوقف بل اقدر الأمور وأقول
أن الله سبحانه وتعالى قدر لي ذلك وقدر لجنيني عمره
فربي ارحم بي من أمي لا اعلم أنا الغيب الله وحده يعلمه
لعل في استمرار حملي سأرقد طريحة الفراش لا حراك لمدة 9 شهور فذلك الأمر يقسم الظهر للنصفين ومهلك وخاصة أن الطبيب أمرني أن لا أنام إلا على ظهري وقد رفعت رجلي للأعلى
أتخيل ذلك الوضع و أنا اقضيه لمدة 9 شهور لا اله إلا الله ربي رحمني من هذا!!
لعل الله اخذ جنيني لأنه معاق أو مشوهه فرحمني ربي من هذه المعاناة التي سأجدها بعد خروجه للدنيا
لعل الله أخذه لأنه ابن عاق شقي
قال تعالى:
"وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا "
لعل الله أخذه ليأتي يوم القيامة فيمسك بيدي ليدخلني الجنة
لعل الله أخذه ليرى مقدار صبري هل احمد واشكر ليعوضني أم أتسخط لأنال السخط
إذا من خلقه في رحمي سيخلق غيره
الله لم يبتليني إلا لأنه يحبني
( ومن يرد الله به خيراً يصب منه)
الحمد لله غيري اخذ الله ابنهم بعدما كبر وترعرع أمام أعينهم
مصيبتي أهون من مصيبة غيري فلله الحمد والمنة
قال تعالى :
}قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا {
وهكذا فتقدير الأمور تجعلك تؤمن بقضاء الله وقدرة .
المحطة الثامنة:
2-الصبــــــــــــــــــــــــر
(الحزن , الهم , الغم , البكاء , النكد(
إذا فشلت بأمر معين أو خسرت حلم طالما حلمت به سأتوسد الحزن وتوابعه
لحظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــة
يا نفس توقفي لا تبكي وأجيبي على تسأ ولاتي
هل البكاء والحزن سيعيد لي ما خسرته ؟
هل البكاء والحزن سيحل لي قضية طال تعقيدها ؟
إذا فلنستعرض فوائد الحزن ومضارة
فوائدة:
صفر لا يوجد فائدة
مضارة:
ضيق, كتمه بالصدر ,كآبه, انطواء وعزله ,هم وغم مستمر
عصبيه وفقدان شهيه أو شراهة وارتفاع بالضغط و السكر
تعب وخمول نوم كثير وتوقف للحال وارق
تدمير شامل للصحة ...الخ
الله اكبر ماذا جنيت أنا على نفسي حين اتبعتها بالحزن ؟
نعم لا نستطيع منع أنفسنا من الحزن ولكن هل نجعل الحزن
يصل بنا إلى مرحلة الجنون أو الهلاك؟
لكن نستطيع التحكم بذلك ونوقف الحزن لأننا لن نجني ثمار طيبه منه.. فقط تضييع وقت
وتوقف للحال وهلاك للنفس
ألا تعلم إننا في دار نعيش فيها كعابر سبيل ؟؟
لم نخلق فيها لأجل ملذات وشهوات بل نعمل بها فنحن في دار بلاء
سنحدد فيها مصيرنا إما للجنة وإما للنار
قال تعالى
} وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون{
ولنعلم إن هذه الحياة لا راحة فيها الراحة في الآخرة بالجنة
فنحن في شقاء دائم
أحبتي إن الدنيا هي عالم مليء بالشهوات الزائلة والمؤقتة لنسير إلى عالم أخر عالم
فيه نجمع حصاد أعمالنا في الدنيا التي هي دار ابتلاء وامتحان وما الدنيا إلا متاع الغرور
علينا أن نحذرها ونعمل باتجاه الاستقامة والابتعاد عن كل ما يقربنا من النار من قول أو عمل
قال الله تعالى
) لقد خلقنا الإنسان في كبد (
فهي لا تستقر على حال.
دوماً تذكر وتذكري في كل لحظة مهما حدث من حوادث وطوارق منكدة
إننا سنخرج منها لننتقل إلى القبر أول منازل الآخرة بماذا سنرحل ؟
بسيارة, بمال, بأطفال, بزوجة , بمنزل فخم ..الخ كلا!!!
بل سنرحل منفردين ولو لحقونا سيرجعون ويبقى العمل فاجعل منه
المؤنس لك في القبر..
إذاً فإن خسرنا الراحة فيها فلابد من كسب الآخرة لنرتاح
راحة دائمة لا موت فيها
وان لا نضيعها ولنجعل نصب أعيينا الجنة فما بعدها رجوع وعمل
ولنتحسب في كل مصيبة لننال الرفعة في الجنة
فالجنة منازل نسأل الله لنا ولكم جنة الفردوس الأعلى .
لنتذكر مثال من أروع الأمثلة :
بعد نقض تلك الصحيفة التي كانت بين المسلمين والمشركين
انطلق المسلمون من الشِعب يستأنفون نشاطهم الدعوي، بعدما قطع الإسلام في مكة قرابة عشرة أعوام مليئة بالأحداث الجسام، وما أن تنفَّس المسلمون من الشدة التي لاقوها، إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يصاب بمصيبتين عظيمتين هما: وفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، ووفاة عمه أبي طالب
كانت لوفــــــــــــــــــــــــاة
خديجة رضي الله عنها : وقعها الشديد على النبي صلى الله عليه وسلم، فهي التي أعانته على إبلاغ رسالته، وشاركته أفراحه وأتراحه، وواسته بنفسها ومالها، ووقفت بجنبه ساعة الشدة.
أما عمه : فقد كان أبا طالب يحوط النبي صلى الله عليه وسلم ويدافع عنه، ويغضب له، ولم تستطع قريش أن تنال من النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد موت أبي طالب والذي ضاعف حزن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمه أبا طالب مات كافراً...هل بقي النبي أسير لأحزانه ؟
فعلى الرغم من المحنة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم، لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بشؤون أصحابه، ويقف إلى جوارهم ويواسيهم، ففي شوال من العام نفسه تزوج النبي صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعه ، وذلك حين خشي عليها من بطش قومها بعد وفاة زوجها، وهي أول زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها.
إنها أحداث تهز الكيان البشري، وتزلزل الأرض من تحت أقدام الضعفاء، أما من قوي إيمانه بالله ويقينه بوعده ونصره، فلا تزيده هذه الأحداث إلا تصميماً وعزماً على مواصلة الطريق، وهكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم.
المحطة التاسعة :
3لتفاؤل وتجديد الأمل
فلنتخيل هذه الأرض البور هل ستصلح للزرع ونحن لم نعد لها
أمور لتهيئها لتكون ارض صالحة للزراعة بأذن الله
1-محراث
2- تربة
3- أسمده
4- ماء
5- مركبات طبيعيه
6- بذور
7-مركبات حماية للزرع والبذور
نحرث الأرض نضع لها الأسمدة والمركبات الطبيعية نضع البذور نبدأ بسقيها بالماء وضع الحماية )شبك حماية( ولا نسمح للطيور لنبش الأرض وانتشال ما غرسنا فيها من بذور بعدما يكبر الزرع شيئاً فشيئاً نجني ثمار ما غرسنا منها سنبيع المحصول ونكسب المال فنزيد من هذه الثروة كلما تعددنا بنوعية البذور
)بذر> الخضار , الفواكه , الزهور ..الخ (
النفس كالأرض تنتج ما يغرس فيها أن غرست بذرة سيئة لن تجني خيراً وان بذرت خيراً ستنال خيراً
إن غرست في نفسك الحزن ستحزن وستعيش الحزن وتوقف الحال حتى تموت لم تنفع نفسك ولم تنفع غيرك..
وإن غرست التفاؤل والفرح ستجني ذلك نعم ولو كانت أحزانك من رأسك لأ خمص قدميك وجعلت التفاؤل
نصب عينيك ستتحرر من هذا الحزن وستلقي الرداء في المدفئة لتأكله النار حتى لا تعود له
وستلبس رداء التفاؤل وتجدد الأمل ماذا ستجني؟
ألإشراقه بالوجه والسعادة بالقلب حب التجدد المحاولة بالنجاح لو وصل الفشل 99% والنجاح 1%
والله ستنقلب الموازين وستتحول حياتك وسيكون النجاح بإذن الله 99% والفشل 1% هذا وان كان للفشل نصيب في حياتك وخاصة إن جعلت نصب عينيك حسن الظن بالله
"أنا عند حسن ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء، إن خيرًا فله، وإن شرًّا فله"
والأهم أن تعتني وتسقي بذرة إيمانك بالعلم والتعلم وتطوق إيمانك وتفاؤلك بقلبك بحماية ولا تجعل لأياً كان ينتزع ذلك
كيف؟
ابتعد عن مجالس رفقاء السوء ابتعد عن المتشائم ابتعد عن الحزين وخاصة من ينظر للدنيا بمنظاره الأسود حتى لا تتأثر بهم.
4- الذكــــــــــــر
إلى جانب حسن الظن بالله نضع الذكر بصفة عامة من استغفار, الأذكار( المسائية والصباحية)
فالإنسان يمنع الرزق بذنب وكلنا نذنب ولسنا معصومين عن الخطاء
فللاستغفار فضائل عظيمه لمن داوم عليه
قال تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" قال الحاكم: صحيح الإسناد.
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، قال "كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة: رب اغفر لي، وتب على، إنك أنت التواب الرحيم" رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
من عنده هم وغم ؟
من عنده ضائقة ؟
العلاج:
هو كثرة الاستغفار ليكن الاستغفار خارجاً من القلب لا من اللسان فقط
وليكن عندك يقين تام بالله انه سيفرج همك وغمك واعزم ولا تجعل للشيطان مداخل يدخل بها عليك
انه يقول هاأنت استغفرت ما فرج همك ؟
إن لم يُفرج الهم الله سيفرِجهُ متى شاء لكن أكثر من الاستغفار فالفرج هو راحة بالقلب وسعادة
رغم الهم والغم فإن الله سيزيحه عن قلبك.
المحطة العاشرة:
يتبع
أبو محمد- صاحب القلم المميز
- عدد المساهمات : 4282
نقاط : 7201
السٌّمعَة : 77
تاريخ التسجيل : 09/05/2010
الموقع : رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود