منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدر النظيم .. (الآية 32 من سورة البقرة)

اذهب الى الأسفل

الدر النظيم .. (الآية 32 من سورة البقرة) Empty الدر النظيم .. (الآية 32 من سورة البقرة)

مُساهمة من طرف عبد القادر الأسود الثلاثاء يناير 10, 2012 10:29 am

قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ ا
لعليم الحكيم
(32) .

و" سبحان " : اسم مصدر بمعنى التسبيح ؛ أي التنزيه ، وهو منصوب بفعل مضمر لا يكاد يستعمل معه . وقيل : بل هو مصدرٌ لأنه سُمِعَ له فعلٌ ثلاثي ، وهو من الأسماء اللازمةِ للإِضافة وقد يُفْرَدُ ، وإذا أُفْرِد مُنِعَ الصرفَ للتعريفِ وزيادةِ الألفِ والنونِ ، وقد جاء منوَّناً كقول الشاعر :
سبحانَه ثم سُبْحاناً نعوذُ به ................... وقبلَنَا سبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ
قيل: صُرِف ضرورةً ، وقيل : هو بمنزلة قبلُ وبعدُ ، إن نُوي تعريفُه بقي على حالِه ، وإن نُكِّر أُعْرِبَ منصرفاً ، وهذا البيتُ يساعِدُ على كونِهِ مصدراً لا اسمَ مصدرٍ لورودِه منصرفاً . ولقائلِ القولِ الأولِ أن يُجيبَ عنه بأنّ هذا نكرةٌ لا معرفةٌ ، وهو من الأسماءِ اللازمةِ النصبَ على المصدريةِ فلا يتصرَّفُ ، والناصبُ له فعلٌ مقدرٌ لا يجوزُ إظهارُه ، وقد رُوي عن الكسائي أنه جَعَلَه منادى تقديرُه : يا سبحانَك ، وأباه الجمهورُ من النحاةِ ، وإضافتُه هنا إلى المفعولِ لأنَّ المعنى : نُسَبِّحُك نحنُ . وقيل : بل إضافتُه للفاعل ، والمعنى : تنزَّهْتَ وتباعَدْتَ من السوء وسبحانَك ، والعاملُ فيه في محلِّ نصبٍ بالقول .
وهذه الآية الكريمة واقعة موقع الجواب عن سؤال يخطر في ذهن السامع للجملة السابقة ، إذ الشأن أن يقال عند سماعهم قوله ـ تعالى ـ : { أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هؤلاء } ماذا كان من الملائكة؟ هل أنبأوا بأسماء المسميات المعروضة عليهم؟ فقال ـ تعالى ـ : { قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا } إلخ الآية .
ولو قال الملائكة : لا علم لنا بأسماء هذه المسميات لكان جوابهم على قدر السؤال ، ولكنهم قصدوا الاعتراف بالعجز معرفة أسماء تلك المسميات المعروضة على أبلف وجه فنفوا عن أنفسهم أن يعلموا شيئاً غير ما يعلمهم الله، ودخل في ضمن هذا النفي العام الاعتراف بالقصور عن معرفة الأسماء المسئول عنها .
ومعنى { إِنَّكَ أَنْتَ العليم الحكيم } أي : أنت يا ربنا العليم بكل شيء
الحكيم في خلقك وأمرك وفي تعليمك ما تشاء ومنعك ما تشاء ، لك الحكمة في ذلك ، والعدل التام .
وقدم الوصف بالعلم على الوصف بالحكمة ، ليكون وصفه بالعلم متصلا بنفيهم عن أنفسهم في قولهم : { لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا } .
قوله : { لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا } كقوله تعالى : { لاَ رَيْبَ فِيهِ } و " إلاَّ " حرفُ استثناء ، و " ما " موصولةٌ ، و " علَّمتنا " صلتُها ، وعائدُها محذوفٌ ، على أن يكونَ " عِلْم " بمعنى مَعْلُوم ، ويجوزُ أنْ تكونَ مصدريةً وهي في محلِّ نصب على الاستثناءِ ، ولا يجوزُ أن تكونَ منصوبةً بالعِلْم الذي هو اسمُ لا لأنه إذا عَمِل كان مُعْرباً ، وقيل : في محلِّ رفعٍ على البدلِ من اسم "لا" على الموضع .
قولُه : { إِنَّكَ أَنْتَ العليم الحكيم } أنتَ يَحتمِلُ ثلاثةَ أوجهٍ ، أن يكونَ تأكيداً لاسم إنَّ فيكونَ منصوبَ المحلِّ ، وأن يكونَ مبتدأ خبرُه ما بعده والجملةُ خبرُ إنَّ ، وأن يكونَ فَصْلاً ، وهل له محلُّ إعرابٍ أم لا؟ إذا قيل : إنَّ له محلاًّ ، فهل بإعرابِ ما قبلَه فيكونُ في محلِّ نصبٍ ، أو بإعراب ما بعده ، فيكونُ في محلِّ رَفعٍ ؟ و " الحكيمُ " خبَرٌ ثانٍ أو صفةٌ للعليم ، وهما فَعِيل بمعنى فاعِل ، وفيهما من المبالغةِ ما ليس فيه . والحُكْم لغةً : الإِتقانُ والمَنْع من
الخروجِ عن الإِرادة .
وقَدَّم " العليم " على " الحكيم " لأنه هو المتصلُ به في قولِه : " عَلَّم " وقولِه : " لا عِلْمَ لنا " ، فناسَبَ اتَّصالَه به ، ولأنَّ الحِكْمَةَ ناشئةٌ عن العِلْمِ وأثرٌ له ، وكثيراً ما تُقَدَّمُ صفةُ العِلْم عليها ، والحكيمُ صفةُ ذاتٍ إنْ فُسِّر بذي الحكمةِ ، وصفةُ فِعْلٍ إنْ فُسِّر بأنه المُحْكِمُ لصَنْعَتِه .
عبد القادر الأسود
عبد القادر الأسود
أرمنازي - عضو شرف
أرمنازي - عضو شرف

عدد المساهمات : 932
نقاط : 2771
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 08/06/2010
العمر : 76
الموقع : http://abdalkaderaswad.spaces.live.com

http://abdalkaderaswad.wordpress.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى