فن إدارة الأزمة

الفرق بين أسلوب أدارة الأزمة السورية والفرنسية

سأروي لكم حادثة مشابهة حصلت في فرنسا في منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي وسنرى الفرق في بين الإدارتين الفرنسية والسورية .

ذات يوم نشرت الصحف الفرنسية وتناقلت خبرا مفاده وفاة طفل نتيجة شربه "زجاجة مياه غازية" لإحدى الماركات المشهورة ، وعلى أثر هذا الخبر قامت معظم وسائل الإعلام الأخرى ولاسيما التلفزيون بنشره وأصبح الموضوع قضية رأي عام، وحينها لم يكن هناك إعلام الكتروني، وقد نشر الخبر بعد أن أُأثبتت التحاليل أن الزجاجة كانت مجرثمة فعلا وأنها كانت السبب المباشر للوفاة، ونتيجة نشر ذلك في وسائل الإعلام حصل شبه مقاطعة للمنتج، أثر على حصة الشركة في السوق، فما كان على إدارة الشركة إلا أن شكلت "خلية أزمة" وقادت حملة إعلانية على مرحلتين متتاليتين على الشكل التالي:

1- في المرحلة الأولى: قامت الشركة بتصميم دعاية إعلانية: تصور زجاجة من المنتج تبكي حزنا على وفاة الطفل وتتقدم بالتعازي من عائلة الطفل، وتطلب الاعتذار من الشعب الفرنسي ، على هذا الخطأ غير المقصود ، وقد أستمرت الحملة عبر اللوحات الإعلانية لمدة أسبوعين.


2- في المرحلة الثانية: بدأت بعد شهر من انتهاء الحملة الأولى ، على شكل حملة إعلانية مكثفة ، من خلال لوحة تصور فيها طفلين فرنسيين يطلبون من والدهم الحزين شراء الحليب، فيكون جواب الأب : انتظروا يا أولادي حتى أجد عملا، لأنني سرحت من عملي بسبب عدم شراء الشعب للمياه الغازية ، وفي أسفل اللوحة عبارة: يوجه سؤال للجمهور: من أجل طفل مات بخطأ غير مقصود، يجب أن يموت عشرات الأطفال الآخرين بدون ذنب.

وفعلا خلال فترة لم تتجاوز ثلاثة أشهر استطاعت الشركة أن تسترد ثقة المستهلكين ويعود مستوى الانتاج والطلب عليه إلى ماكان قبل حدوث الأزمة.

بينما في المقابل، ماقامت به الشركة المنتجة للمرتديلا السورية ، دفع مبالغ طائلة لكتاب في وسائل الإعلام المختلفة لنشر مقالات تتهم من نشر الخبر بالتآمر على الشركة وعلى الاقتصاد الوطني، ودفعت مبالغ كبيرة للاعلانات التحريرية، ولكن الخطأ الجسيم كان من خلال الحملة الاعلانية التي أستخدمت فيها الأطفال، وعلى لسانهم تقول "أحسن مرتديلا يعني أحسن مرتديلا" ، ولوحة ثانية تقول " قلنا مضمونة يعني مضمونة"، ولو تمعنا بالأمر لنجد أنها استخدمت عبارات الأمر وكأننا في تنظيم عسكري، وعليك أيها المستهلك التنفيذ بدون جدال.

معك حق أخي لأنه من أمن من العقاب فعل ما أراد

نعم من امن العقاب اساءالادب
او في مثل اخر
اذا عرفت الدية هان قتل الضحية