ثمانية وعشرون حرفا

أكثر ما يشعرني بعجزي وقلةِ حيلتي أنني برغم كلِّ ما كتبتُ عنكَ لم أتخطى بعد حرف الباء من أبجديةٍ تبلغ ثمانيةٍ وعشرين حرفاً، كلُّ الأحـرفِ والكلمات لا تعبِّر عن إحساسٍ واحدٍ في داخـلي فالأحاسيسُ والمشاعر كثيرة.. تنمو.. تكبر.. تندفع نحوكَ.. أما الأحرف والكلمات ثابتة.. جامدة.. لا تتغير بقيتْ كما ولدتْ ثمانيةٌ وعشرون حرفاً.
ربما كنتَ راضياً عما كتبتُ لكَ. لكني لستُ راضيةً عن نفسي لأني مازلتُ بحاجةٍ إلى الكثير.. الكثير من الأحرف والمفردات لأوصلَ لكَ ما أشعر به نحوكَ.
أكتشفُ كل يومٍ أنّه كان بإمكاني أن أُعبِّرَ بشكلٍ أفضل.أن أزرعَ على صفحاتي ورداً أكثر.أن أُنبتَ بين الحروف عشباً أكثر.وأُسقطُ على قممكَ مطراً وثلجاً أكثر. وأضرمُ في صدركَ ناراً أكثر. لكنـه الوقت.. الوقتُ الذي يطاردني دائماً.
ربما كنت َقانعاً بهذه القصةِ القصيرةِ التي خلقناها معاً. لكني لستُ قانعةً بها لأنها لم تأتِ بحجمِ جنوني. ولأنَّ على لساني كلماتٍ تريد الخروج إليكَ لكنني أعتذر لها. لأنها عادية، وأنا أبحثُ عن كلماتٍ لكَ أنتَ. وأنتَ لستَ عادياً
لذا أشعرُ برغبةٍ طاغيةٍ في الاعتذارإليكَ لأني إلى الآن لم أستطع تغطيتك برصيدي الذي لا أملكُ غيره من الكلمات.