دعوة والتماس الى اخواننا (المقيمين في ارمناز )-برجاء التفاعل

ربما لا يقدر قيمة موضوعي واهميته الا من عاش مثلنا الاغتراب وحرقته ومرارة البعد عن البلد والاهل والخلان
صحيح اننا في بلاد الغربة افضل حالا ( من الناحية المادية فقط ) من بعض اخواننا الذين لم يخوضوا هذه التجربة وبقوا في ارمناز
الا ان الثمن كان وما زال غاليا جدا ....وجدا .....وجدا
هجرنا أرمناز وارواحنا معلقة بها ونحن نبحث عن ما نقصنا بها (من مال ) متجاهلين ما نملكه فيها من اهل وذكريات وجذور فأصبحنا كمن باع كل هذا بذاك
خدعنا الشاعر حين قال :
ما في المقام لذي عقل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغترب
سافر تجد عوضا عمن تفارقه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركود الماء يفسده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عرب
والتِّبرُ كالتُّرب مُلقى في أماكنه ... والعود في أرضه نوع من الحطب
فصدقناه ....... وقلنا في انفسنا ان هي الا سنوات ونعود بما ينقصنا ونكمل حياتنا ... ولكن ما ان وجدنا ما ابتغيناه حتى ادركنا اننا فقدنا ما نملكه
تخيلوا معي اخواني حياتنا في بعد تجربة الاغتراب ..... !.
نحن في بلاد الغربة ( غرباء ) مهما اقمنا بين اهلها وحتى اني اعرف ناس هم واباؤهم ولدوا في المغترب ولكنهم ما زالوا يحملون نفس الصفة التي نحملها ( غربـــــــــــــــــــــــــــاء ) وليس هذا بعيب فهذه هي الحقيقة
ولكن تخيلوا اننا اصبحنا نحن في بلدنا ارمنــــــــاز غرباء

عندما نزورها صيفا ( ان امكن لنا ذلك ) كل من حولنا ينظر الينا كما الضيوف
والكثير من اهالي البلد صار لا يعرفنا غير بما سمع من اهله عنا ..... ( فلان مغترب في المكان الفلاني )
والكثير ممن كان يعرفنا بات يعرفنا بالشكل فقط .... بسبب الانقطاع
حتى اصدقائنا المقربين بات لهم اصدقاء اخرين بعدنا ( فليس من المنطق ان يبقوا على ارتباطهم الوحيد معنا ) بعد ان قررنا ان نبتعد عنهم
احاديثنا معهم صارت عبارة عن اجترار ذكريات او حبهم لنا بات حفظ ود قديم بعد انقطاع الهموم والاهتمامات المشتركة وهي اساس استمرار مثل هذه العلاقات .
بتنا نحمل في ذاكرتنا اخر الصور التي التقطتها عيوننا للاحداث والاشخاص والاماكن قبل سفرنا وبتنا وما زلنا نحلل الاحداث والاشخاص من نفس الصور تلك ونرى مقدار اثر الزمن على الاشخاص الذين كنا نعرفهم وكأن الزمان توقف عندنا وجرى عليهم فقط
امسينا لا نعرف الكثير من شباب ارمناز ( الذين كانوا اطفالا عند وجودنا فيها ) وكذلك هؤلاء الشباب لا يعرفوننا

بتنا فعلا غرباء في بلدنا وغرباء في مغتربنا .......... بحيث صار الحنين الى اللاموجود يذبحنا من الوريد الى الوريد والعودة الى الغربة في البلد الذي هجرناه بارادتنا امر في غاية القساوة .
الامر بالنسبة لاولادنا سيصبح في المستقبل امر واصعب .. فما نحمله لبلدنا من ود وحب وتعلق بمرابع صبانا سيصبح لابنائنا مجرد اصول لا ارتباط لهم بها سوى بالاسم فلا ذكريات ولا صداقات ولا ارتباطات ولا معارف لا بل على العكس ربما يصبح حنينهم الى مرابع طفولتهم في الغربة هي البوصلة التي تشدهم الى استمرار الضياع في هذه الدنيا الواسعة .
هذه بعض من همومنا المشتركة ( نحن المغتربين بشكل عام ) اوردتها بايجاز لاوضح بعض ما فقدناه واهمية اعادة بناء اللحمة مع جذورنا واهمية ( خدمة الانترنت ) في اعادة ري هذه الجذور قبل ان تجف تربتها وتموت .
ومن هنا تكمن اهمية هذا المنتدى الرائع ( فكل الشكر لصاحبه والقائمين عليه )وتلاحظون احتفائية الكثير من مغتربي ارمناز به فهو بالنسبة لنا اصبح كنافذة نشتم منها في صحراء غربتنا رائحة نسيم فجر أرمناز ممتزجا باصوات المآذن وزقزقة العصافير معلنة بزوغ يوم جديد .

وكل ما ارجوه من اخواننا المقيمين في ارمناز هو زيادة النشاط ونقل الاخبار والصور والاحداث التي تجري في البلد ( مهما كانت صغيرة )وكذلك زيادة التفاعل بينكم وبين اخوانكم المغتربين فنحن جزء من اهلكم وارضكم وجوع ارواحنا لارضنا لا يقل عن جوع معدة فقير لم يذق الزاد منذ زمن وهيهات هيهات مقارنة جوع الروح بجوع الجسد

تحياتي