وإنّ لكم في الأنعام لعبرة ..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وإنّ لكم في الأنعام لعبرة ..
{ وإنّ لكم في الأنعام لعبرة .. }
[ النحل : 66 ]
- غلا ثمن الراحلة .. لما صابرت طول السفر وقلّة الزاد , فاستحقّت أن تكرم
وتزين , وتظل حياتها عزيزة حتى يتوفاها الموت .. أما غيرها من الإبل
فأرخصها نفاد صبرها وضعف تحملها , لذا تأكل لتؤكل وتكرم لتُذبح ..
وغاية إكرامها : إخفاء السكين عنها ساعة الذبح .
- إذا فرغ التمساح من طعامه .. فغر فاه واسعاً ليسمح لعصفور صغير بالتقاط
بقايا الطعام من بين أسنانه , خشية أن ينخر فيها السوس , وبعض الناس ينخر فيه
السوس منذ زمن دون أن يسمح لأحد بالتقاط أصل الداء منه , لا التمساح شابه
ولا العصفور قلّد .. أخي إن لم تكن فاعلاً فمتفاعلاً .. إن لم تُدبّج خطبة فاحضرها
إن لم تُلقِ درساً فاشهده .. إن لم تكن أهلاً لإصلاح غيرك , فلا تمانع في أن يقوم
غيرك بإصلاحك .
- الحمام الزاجل .. إذا أطلقه صاحبه في توصيل رسالة كابد قرص الشمس
وواصل الليل والنهار محتملاً ما يقابله من رياح وأمطار ورعد وبرق , وحلّق عالياً
خشية أن تناله سهام الصيّاد , وهو مع هذا يحذر النزول على حبّة قمح ملقاة
خوفاً من خديعة فخّ تورث عرقلة سير أو كسر جناح فتضيع الرسالة , فإذا أوصل
الرسالة أطلق لجناحيه العنان في البرج يأكل ما يشاء .
فيا حاملي رسائل القرب إلى الله : ماذا كابدتم ؟! وإلى أي علوٍ منه سموتم ؟!
وأي فخّ عرقل تقدمكم ؟! ويحكم .. غمسة في الجنّة تُنسي آلام العمر , ولحظة
واحدة فيها خيرٌ من الدنيا وما فيها , فلمَ التردد ؟!
- القط .. إذا أحسنتَ إليه مرّة جعل كلما رآك لاطفك وتمسح بثيابك , وأنت كل
ذرّة من بدنك تشهد بإحساننا , وكل شعرة من جسدك مغمورة بنعمنا , ومع هذا
كله كلّما رغّبناك فينا رغِبتَ عنّا , وكلما أدنيناك منّا أحببتَ غيرنا , وكلما واصلناك
جافيتنا , خاصمتنا وأنت أحوج ما تكون إلينا , وصالحناك ونحن أغنى ما نكون عنك
هلاّ تعلمتَ من البهائم يا ذا القلب الهائم ؟!
ولا تستعظمنّ قدركَ فقد تعلم قابيل كيف يدفن أخاه من غراب ..
وعَلِمَ سليمان خبر بلقيس من هدهد .
- النمل ..مع صغر حجمه وضعف قوته , يحمل أضعاف أضعاف حجمه صيفاً
ليقتات عليها شتاء , دون أن تشغله حلاوة زاد الصيف عن جمع زاد الشتاء , لعلمه بضراوة
الجوع فيه , ولكونه أخذ العبرة من كثرة الهالكين فيه .. يا أخي افهم ..
الدنيا صيف والآخرة شتاء , فقليل من الاعتبار رحمك الله .
- الحمار .. يسير في الليلة المظلمة إلى المنزل فيعرفه , فإذا خلي سبيله وصل إليه بغير دليل
وهو مع هذا يفرق بين الصوت الذي به يستوقف , والصوت الذي
يحثّ به على السير , فيا ضالاً طريقه إلى الجنّة , ..
يا فاقداً التمييز بين صوت داعي الجنّة , وبائع النار , لم تحصل في الهمّة درجة ( حمار )
إذا فهمت همت , وكلما دنوت من القبور قوي عندك الفتور !
دنو أجلك يزيد من أملك , ودفنك للكثير من الأعزّة ما أثناك بعد عن حب عزة
آه .. كم تُظلم فصيلة الحمير !!
- الجلالة .. هي كل ما يؤكل لحمه من دواب الأرض , تأكل النجس من الطعام حين
يخبث لحمها , وقد حرم الفقهاء أكلها حتى تُحبس أربعين يوماً , تأكل فيها طيب الطعام فتطيب وتحل للأكل
وكثير من الناس غرق في الحرام ففسد حاله وخبث لحمه , وما أحوج هؤلاء إلى حبس كحبس الجلالة
لا يتناولون فيه سوى أطايب الكلام وصالح الأعمال , إلى أن تزكوا أرواحهم وتطيب نفوسهم
فيستحقون بذلك دخول الجنّة التي لا يدخلها إلا { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين } [ النحل :32]
وعندها تطرب أسماعهم بسماع النشيد الملائكي الخالد { سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين } [الزمر:73]
بعض الناس بهيمة في مسلاخ بشر .. حيوان في صورة إنسان
- فمنهم حمار يدور برحاه دون أن يتقدم إلى الأمام خطوة , طلّق أخراه وتزوج دنياه
جلبة في النهار خشبة في الليل , سبحان من رفع البهائم فوقه درجة إذ تنفع غيرها
وهو لا ينفع نفسه ولا غيره ..ألم أقل لك :
{ إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلّ } [ الفرقان:44]
- ومنهم دودة القز يموت وسط ما ينسج , الألفة بينه وبين شهواته عجيبة !
والمؤاخاة بينه وبين شيطانه حميمة , يسعى لحتفه بيده , ويسير إلى النار في خطى ثابتة ! شعارهم في الحياة :
{ يهلكون أنفسهم } [ التوبة : 42]
- ومنهم نعامة يدفن رأسه في الرمال , يظن أن لا أحد يرى فسقه ولا يلمح فجوره
يزعم أنه لم يقتل ودماء الضحية تلطخ يديه !! , ويدعي عدم السرقة وبصماته تملأ
موقع الجريمة , يرتدي ثوب التقى وقطرات الخمر تقطر من فمه , وأمثال هؤلاء :
{ يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون } [ البقرة:9]
- ومنهم حرباء في تلونها , يدخل مجلس الصالحين فيخشع لسماع الأعراف وهود
ويُثنّي على مجالس الطالحين فيطرب لسماع الجيتار والعود !! , حُرموا من المعيّة
لأن أنفسهم إمعيّة وعقولهم غير ألمعية , طريقتهم في الحياة :
{مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }[النساء:143]
- ومنهم خفاش في هيئته المقلوبة , يعشق الظلام ويكره النور , يستلذ بالمعصية
ويستقبح الطاعة !! , مفاهيمه معكوسة لأن فطرته منكوسة لذا :
{ إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين
من دونه إذا هم يستبشرون } [الزمر:45 ]
[ النحل : 66 ]
- غلا ثمن الراحلة .. لما صابرت طول السفر وقلّة الزاد , فاستحقّت أن تكرم
وتزين , وتظل حياتها عزيزة حتى يتوفاها الموت .. أما غيرها من الإبل
فأرخصها نفاد صبرها وضعف تحملها , لذا تأكل لتؤكل وتكرم لتُذبح ..
وغاية إكرامها : إخفاء السكين عنها ساعة الذبح .
- إذا فرغ التمساح من طعامه .. فغر فاه واسعاً ليسمح لعصفور صغير بالتقاط
بقايا الطعام من بين أسنانه , خشية أن ينخر فيها السوس , وبعض الناس ينخر فيه
السوس منذ زمن دون أن يسمح لأحد بالتقاط أصل الداء منه , لا التمساح شابه
ولا العصفور قلّد .. أخي إن لم تكن فاعلاً فمتفاعلاً .. إن لم تُدبّج خطبة فاحضرها
إن لم تُلقِ درساً فاشهده .. إن لم تكن أهلاً لإصلاح غيرك , فلا تمانع في أن يقوم
غيرك بإصلاحك .
- الحمام الزاجل .. إذا أطلقه صاحبه في توصيل رسالة كابد قرص الشمس
وواصل الليل والنهار محتملاً ما يقابله من رياح وأمطار ورعد وبرق , وحلّق عالياً
خشية أن تناله سهام الصيّاد , وهو مع هذا يحذر النزول على حبّة قمح ملقاة
خوفاً من خديعة فخّ تورث عرقلة سير أو كسر جناح فتضيع الرسالة , فإذا أوصل
الرسالة أطلق لجناحيه العنان في البرج يأكل ما يشاء .
فيا حاملي رسائل القرب إلى الله : ماذا كابدتم ؟! وإلى أي علوٍ منه سموتم ؟!
وأي فخّ عرقل تقدمكم ؟! ويحكم .. غمسة في الجنّة تُنسي آلام العمر , ولحظة
واحدة فيها خيرٌ من الدنيا وما فيها , فلمَ التردد ؟!
- القط .. إذا أحسنتَ إليه مرّة جعل كلما رآك لاطفك وتمسح بثيابك , وأنت كل
ذرّة من بدنك تشهد بإحساننا , وكل شعرة من جسدك مغمورة بنعمنا , ومع هذا
كله كلّما رغّبناك فينا رغِبتَ عنّا , وكلما أدنيناك منّا أحببتَ غيرنا , وكلما واصلناك
جافيتنا , خاصمتنا وأنت أحوج ما تكون إلينا , وصالحناك ونحن أغنى ما نكون عنك
هلاّ تعلمتَ من البهائم يا ذا القلب الهائم ؟!
ولا تستعظمنّ قدركَ فقد تعلم قابيل كيف يدفن أخاه من غراب ..
وعَلِمَ سليمان خبر بلقيس من هدهد .
- النمل ..مع صغر حجمه وضعف قوته , يحمل أضعاف أضعاف حجمه صيفاً
ليقتات عليها شتاء , دون أن تشغله حلاوة زاد الصيف عن جمع زاد الشتاء , لعلمه بضراوة
الجوع فيه , ولكونه أخذ العبرة من كثرة الهالكين فيه .. يا أخي افهم ..
الدنيا صيف والآخرة شتاء , فقليل من الاعتبار رحمك الله .
- الحمار .. يسير في الليلة المظلمة إلى المنزل فيعرفه , فإذا خلي سبيله وصل إليه بغير دليل
وهو مع هذا يفرق بين الصوت الذي به يستوقف , والصوت الذي
يحثّ به على السير , فيا ضالاً طريقه إلى الجنّة , ..
يا فاقداً التمييز بين صوت داعي الجنّة , وبائع النار , لم تحصل في الهمّة درجة ( حمار )
إذا فهمت همت , وكلما دنوت من القبور قوي عندك الفتور !
دنو أجلك يزيد من أملك , ودفنك للكثير من الأعزّة ما أثناك بعد عن حب عزة
آه .. كم تُظلم فصيلة الحمير !!
- الجلالة .. هي كل ما يؤكل لحمه من دواب الأرض , تأكل النجس من الطعام حين
يخبث لحمها , وقد حرم الفقهاء أكلها حتى تُحبس أربعين يوماً , تأكل فيها طيب الطعام فتطيب وتحل للأكل
وكثير من الناس غرق في الحرام ففسد حاله وخبث لحمه , وما أحوج هؤلاء إلى حبس كحبس الجلالة
لا يتناولون فيه سوى أطايب الكلام وصالح الأعمال , إلى أن تزكوا أرواحهم وتطيب نفوسهم
فيستحقون بذلك دخول الجنّة التي لا يدخلها إلا { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين } [ النحل :32]
وعندها تطرب أسماعهم بسماع النشيد الملائكي الخالد { سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين } [الزمر:73]
بعض الناس بهيمة في مسلاخ بشر .. حيوان في صورة إنسان
- فمنهم حمار يدور برحاه دون أن يتقدم إلى الأمام خطوة , طلّق أخراه وتزوج دنياه
جلبة في النهار خشبة في الليل , سبحان من رفع البهائم فوقه درجة إذ تنفع غيرها
وهو لا ينفع نفسه ولا غيره ..ألم أقل لك :
{ إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلّ } [ الفرقان:44]
- ومنهم دودة القز يموت وسط ما ينسج , الألفة بينه وبين شهواته عجيبة !
والمؤاخاة بينه وبين شيطانه حميمة , يسعى لحتفه بيده , ويسير إلى النار في خطى ثابتة ! شعارهم في الحياة :
{ يهلكون أنفسهم } [ التوبة : 42]
- ومنهم نعامة يدفن رأسه في الرمال , يظن أن لا أحد يرى فسقه ولا يلمح فجوره
يزعم أنه لم يقتل ودماء الضحية تلطخ يديه !! , ويدعي عدم السرقة وبصماته تملأ
موقع الجريمة , يرتدي ثوب التقى وقطرات الخمر تقطر من فمه , وأمثال هؤلاء :
{ يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون } [ البقرة:9]
- ومنهم حرباء في تلونها , يدخل مجلس الصالحين فيخشع لسماع الأعراف وهود
ويُثنّي على مجالس الطالحين فيطرب لسماع الجيتار والعود !! , حُرموا من المعيّة
لأن أنفسهم إمعيّة وعقولهم غير ألمعية , طريقتهم في الحياة :
{مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }[النساء:143]
- ومنهم خفاش في هيئته المقلوبة , يعشق الظلام ويكره النور , يستلذ بالمعصية
ويستقبح الطاعة !! , مفاهيمه معكوسة لأن فطرته منكوسة لذا :
{ إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين
من دونه إذا هم يستبشرون } [الزمر:45 ]
رد: وإنّ لكم في الأنعام لعبرة ..
أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم ومن شر نفسي ومن شر كل دابة , ربي آخذ بناصيتها
ان ربي على صراط مستقيم
ان ربي على صراط مستقيم
أبو محمد- صاحب القلم المميز
- عدد المساهمات : 4282
نقاط : 7201
السٌّمعَة : 77
تاريخ التسجيل : 09/05/2010
الموقع : رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء
مواضيع مماثلة
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 5
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 73
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 17
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 74
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 18
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 73
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 17
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 74
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 18
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود