منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أيها الملاك

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

أيها الملاك Empty أيها الملاك

مُساهمة من طرف رشدي مصطفى الصاري الجمعة يناير 27, 2012 7:26 pm


أيها الملاك
كان لهذا الصباح على مايبدو إشراقة مختلفة في منزل السيدة زينب الريفي..
فصيحات الديك موتورة بعض الشيء..! وزقزقة العصافير لترانيمها سحرآخر ولحن موجع،
حتى الهواء لاستنشاقه
روحانية عجيبة..! أما خيوط الشمس فقد استلت خلسة إلى فراشها ؛ فألقت فوق دفئها حرارة غريبة
مصفر جذع القلب والجذر حطام ، والدم يهيج بين مثاني الشوق..؟!
فتحت زينب عينيها لتشعر بشيء غريب ينتابها ..! احساس غامض مبهم ..؟
نهضت من فراشها فتحت باب غرفتها..وكأن الصباح قد أدركها على غير عادتها
آه ...خفقة انفلتت من روحها التعبة،وسكنت على بعد خطوتين في فسحة دارها الجميلة..؟
ماالذي يزين حديقتها...؟
كيف حصل ذلك...؟ وافرحتاه ... هل هو اتفاق؟ أم هي مؤامرة...؟
أولادهاجميعاً يبتسمون الشباب والبنات، وكذلك الأحفاد
يا إلهي...؟ على حين بغتة ..!صادفت الخفقة التعبة المثقلة بجهد وتعب السنين
صحوة هذه العيون التي غمرها الحنان والشوق
لم تصدق في بادئ الأمر..!
وحُقَّ لها فهي التي تحيا وحيدةمنذ أربعة عشر عاماَ بعد وفاة زوجها حسن
رفضها القاطع في مغادرة دارها ؛كان بمثابة المشكلة الحقيقية لأولادها
أليس من الوفاء..؟ أن تمضي بقية العمر بين جدران هذا المنزل الذي بنته طوبة طوبة..
لقد تعودت وزوجها حسن ،أن يستيقظا في كل فجر..فيؤديا الصلاة
ويتجها إلى بستانهم مصدر رزقهم يزرعون ويحصدون
لقد اقتنعا واستمتعا بهذه الحياة..
كانوا يرونها بمنظارهم الصافي رائعة معبدة بطريق غير مخضود، حتى أريكتهم الخشبية
وفراشهم الصوفي القاسي، كان أرق وأنعم من الحرير
رزقا بصبيين وفتاة.. أما أكبرهما أحمد فها هو الآن ضابط طيار...
كان نسر أمه الذي يحلق دائماً في أحلامها، وهي تزهو.. عندما تراه يطير ليزود عن حمى أرضه ووطنه
صحيح أنه كان عصبياً سريع الإنفعال ..لكنه ولدها أحبته وربّتهُ بكلِ جوارحها ،أحزنها في
في كثير من المرات .. لابأس فهي الحضن الواسع والبحر الهادر، الذي يحتضن كل متاعب الدنيا
أما عمر
آه بني..
فذلك طعم آخر ... كان مهندساً وأصبح مديراً للمؤسسة التي يعمل بها، لين العريكة هادىء الطباع ودوداً عطوفاً
لطالما أحست بدفء أمومته عندما تحتضنه .. كان ملاذها حينما تضيق و فرجها حينما تكرب ،لم ينقطع عن زيارتها في نهاية كل أسبوع
أما هالة المدرسة الوقورة فكانت الينبوع الذي تفرع عن نبع أمها الثر
الجميع وبصوت واحد وخفقة قلب واحدة :
صباح الخير ياأمنا الحبيبة.. وكل عام وأنت بألف ألف خير
تطلعت زينب بعد شرودها الخاطف بعينيها الزرقاوين وكأن قلبها ووجدانها قد شطرا فرحاً...وتأوهت
آهاتٍ ممزوجةٍ بالحزن والفرح
آهات خرجت لتسمع العالم دقات قلب الأم، التي لا يمكن أن يرصد ايقاعها سوى قلب أم أخرى ..!
صرخات طفل ناداه الشوق لحضن أمه..
أنات ابنة أحاطها شعور الأمومة بعظمة الأم
همسات روح زوجها الوفي يتردد صداها.. كل عام وأنت بخير يازينب
حفيدها الصغير حسن تقدم منها صارخاً: جدتي اليوم عيدك عيد الام
كل عام وأنت بخير ألا تريدين تقبيلي...! أم أنك ضيعت القبل...؟
صرخت زينب لاياعمري..! فجدتك لاتنضب قبلها
تقدم حفيدها منها.. قبَّلها وأعطاها باقة من الزهور.. فما كان منها إلا أن نظرت بإتجاه الشرق لتلامس
الريح التي تحمل أثير زوجها
مشت زينب ... ومشوا خلفها ..
لقد آثرت واستكثرت على نفسها هذه الورود، ووجدت أنه من الوفاء أن تكلل بها قبر زوجها
وكأن عيدها قد اكتمل




رشدي مصطفى الصاري
رشدي مصطفى الصاري
أرمنازي للعظم
أرمنازي للعظم

عدد المساهمات : 192
نقاط : 889
السٌّمعَة : 25
تاريخ التسجيل : 01/12/2010
العمر : 57
الموقع : الرياض

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أيها الملاك Empty رد: أيها الملاك

مُساهمة من طرف ارمناز معشوقة القمر السبت يناير 28, 2012 12:14 am

الأم...
لا تؤم القلوب إلا إليها ...
ولا تلين الصخور إلا لحنانها ....
هي الحب... والجنة تحت قدميها ....

مداد القلب لن يكفي . لو نكتب به لإرضائها ...
وخفق الروح لن يجزي ... عبيرأ فاح بعطائها...

أخي د. رشدي
انفاس حرفك يتردد صداه كفجر يتدلى برقته ونداوته

أبدعت وأمتعت بهذا الانسكاب الرائع

تحية كبيرة تليق بفكرك

ارمناز معشوقة القمر
ارمناز معشوقة القمر
أرمنازي مميز
أرمنازي مميز

عدد المساهمات : 1370
نقاط : 1824
السٌّمعَة : 47
تاريخ التسجيل : 25/06/2011
العمر : 44
الموقع : الإمارات العربية * دبي *

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أيها الملاك Empty رد: أيها الملاك

مُساهمة من طرف رشدي مصطفى الصاري السبت فبراير 11, 2012 11:48 pm

[quote="ارمناز معشوقة القمر"]الأم...
لا تؤم القلوب إلا إليها ...
ولا تلين الصخور إلا لحنانها ....
هي الحب... والجنة تحت قدميها ....

مداد القلب لن يكفي . لو نكتب به لإرضائها ...
وخفق الروح لن يجزي ... عبيرأ فاح بعطائها...

أخي د. رشدي
انفاس حرفك يتردد صداه كفجر يتدلى برقته ونداوته


.................................................................................................................




الأديبة الراقية أرمناز معشوقة القمر
كلما تجولت بين أفياء حروفك لمست عشقاً أدبيأ..
وومضات فكرية..تكتنز روحك
فبوحي .. وليكن من أدب القصة أو النثر ولاتترددي..
فأنت تملكين أدوات الأدب
ودي وانتظار حرفك

رشدي مصطفى الصاري
رشدي مصطفى الصاري
أرمنازي للعظم
أرمنازي للعظم

عدد المساهمات : 192
نقاط : 889
السٌّمعَة : 25
تاريخ التسجيل : 01/12/2010
العمر : 57
الموقع : الرياض

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى