الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 27
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 27
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
في الآية استعارة بالكناية ، والنقض استعارة تحقيقية تصريحية حيث شبه إبطال العهد بإبطال تأليف الجسم ، وأطلق اسم المشبه به على المشبه .
و{ يَنقُضُونَ } أي يتركون ويخالفون ، وأصل النقض : الكسر . والنَّقْضُ : حَلُّ تركيب الشيءِ والرجوعُ به إلى الحالة الأولى .
و{ عَهْدَ الله } أمره الذي عَهِد إليهم يوم الميثاق بقوله تعالى : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بلى } وما عهد إليهم في التوراة أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وضمّنه نعتَه وصفتَه . والعهدُ في كلامِهم على معانٍ منها : الوصيةُ والضمانُ والاكتفاءُ والأمرُ .
{ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ } توكيده وتشديده ، وهو مفعال من الوثيقة .
{ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ } يعني الأرحام ، وقيل : هو الإيمان بجميع الرّسل والكتب ، وهو نوع من الصّلة ؛ لأنهم قالوا : { نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } فقطعوا ، وقال المؤمنون : { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } فوصلوا ، و” أمر ” الأمرُ : طلبُ الأعلى من الأدنى .
{ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض } بالمعاصي وتعويق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن .
{ أولئك هُمُ الخاسرون } : أي المغبونون بالعقوبة وفوت المثوبة . والخَسار : النقصانُ في ميزان أو غيره ، وخَسَرْتُ الشيء بالفتح وأَخَسَرْتُه نَقَصْتُه ، والخُسْران والخَسار والخيسرى كلُّه بمعنى الهلاك .
و{ الذين يَنقُضُونَ } فيه أربعة أوجهٍ ، أحدُها : أنْ يكونَ نعتاً للفاسِقين . والثاني : أنه منصوبٌ على الذمِّ . والثالث أنه مرفوعٌ بالابتداء ، وخبرُه الجملةُ من قوله : { أولئك هُمُ الخاسرون } . والرابع : أنه خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ أي : هم الفاسقون .
و” مِنْ بعد ” متعلقٌ بـ ” يَنْقْضُون ” ، و ” مِنْ ” لابتداءِ الغايةِ ، وقيل : زائدةٌ .
و ” ميثاقَه ” الضميرُ فيه يجوزُ أن يعودَ على العهدِ ، وأن يعودَ على اسم الله تعالى ، فهو على الأول مصدرٌ مضافٌ إلى المفعولِ ، وعلى الثاني مضافٌ إلى الفاعل ، والميثاقُ مصدرٌ كالميلادِ والميعادِ بمعنى الولادةِ والوَعْد ، وهو اسمٌ في موضعِ المصدرِ كقولِهِ :
أكُفْراً بعدَ رَدِّ الموتِ عني …………………… وبعد عطائِك المئةَ الرِّتاعا
أي: إعطائك ، ولا حاجة تدعُو إلى ذلك . والمادةُ تَدُلُّ على الشَدِّ والربطِ وجمعُه مواثيق ومياثِق وأنشد ابن الأعرابي :
حِمىً لا يَحُلُّ الدهرُ إلا بإذنِنا ……………. ولا نَسْأَل الأقوامَ عهدَ المَيَاثِقِ
و” يقطعونَ ” عطف على ” ينقصون ” فهي صلةٌ أيضاً،و” ما ” موصولةٌ و{ أَمَرَ الله بِهِ } صلتُها وعائدُها .
{ أَن يُوصَلَ } فيه ثلاثةُ أوجهٍ : أحدُها : الجرُّ على البدلِ من الضمير في ” به ” أي : ما أمرَ اللهُ بوَصْلِهِ ، كقول امرئ القيس :
أمِنْ ذِكْرِ ليلى أَنْ نَأَتْكَ تَنُوصُ ……………. فَتَقْصُرُ عنها خَطْوَةً وتَبُوصُ
أي : أمِنْ نَأْيِها . والنصبُ وفيه وجهان ، أحدُهما : أنَّه بدلٌ من ما أمر اللهُ بدلُ اشتمالٍ . والثاني : أنه مفعولٌ من أجله ، والتقدير كراهةَ أن يُوصل ، أو أن لا يُوصلَ . والرفع على أنه خبرُ مبتدأٍ مضمرٍ أي هو أن يُوصلَ ، وهذا بعيدٌ جداً .
و{ يُفْسِدُونَ } عطفٌ على الصلةِ أيضاً و{ فِي الأرض } متعلِّقٌ به . و{ أولئك هُمُ الخاسرون } كقولِهِ:{ وأولئك هُمُ المفلحون } .
وقد تقدَّم أنه يجوز أن تكونَ هذه الجملةُ خبراً عن {الذين يَنقُضُونَ } إذا جُعِلَ مبتدأً ، وإنْ لم يُجْعَلْ مبتدأ فهي مستأنفةٌ فلا محلَّ لها من الإعراب حينئذٍ . وتقدم معنى الخَسار .
في الآية استعارة بالكناية ، والنقض استعارة تحقيقية تصريحية حيث شبه إبطال العهد بإبطال تأليف الجسم ، وأطلق اسم المشبه به على المشبه .
و{ يَنقُضُونَ } أي يتركون ويخالفون ، وأصل النقض : الكسر . والنَّقْضُ : حَلُّ تركيب الشيءِ والرجوعُ به إلى الحالة الأولى .
و{ عَهْدَ الله } أمره الذي عَهِد إليهم يوم الميثاق بقوله تعالى : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بلى } وما عهد إليهم في التوراة أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وضمّنه نعتَه وصفتَه . والعهدُ في كلامِهم على معانٍ منها : الوصيةُ والضمانُ والاكتفاءُ والأمرُ .
{ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ } توكيده وتشديده ، وهو مفعال من الوثيقة .
{ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ } يعني الأرحام ، وقيل : هو الإيمان بجميع الرّسل والكتب ، وهو نوع من الصّلة ؛ لأنهم قالوا : { نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } فقطعوا ، وقال المؤمنون : { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } فوصلوا ، و” أمر ” الأمرُ : طلبُ الأعلى من الأدنى .
{ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض } بالمعاصي وتعويق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن .
{ أولئك هُمُ الخاسرون } : أي المغبونون بالعقوبة وفوت المثوبة . والخَسار : النقصانُ في ميزان أو غيره ، وخَسَرْتُ الشيء بالفتح وأَخَسَرْتُه نَقَصْتُه ، والخُسْران والخَسار والخيسرى كلُّه بمعنى الهلاك .
و{ الذين يَنقُضُونَ } فيه أربعة أوجهٍ ، أحدُها : أنْ يكونَ نعتاً للفاسِقين . والثاني : أنه منصوبٌ على الذمِّ . والثالث أنه مرفوعٌ بالابتداء ، وخبرُه الجملةُ من قوله : { أولئك هُمُ الخاسرون } . والرابع : أنه خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ أي : هم الفاسقون .
و” مِنْ بعد ” متعلقٌ بـ ” يَنْقْضُون ” ، و ” مِنْ ” لابتداءِ الغايةِ ، وقيل : زائدةٌ .
و ” ميثاقَه ” الضميرُ فيه يجوزُ أن يعودَ على العهدِ ، وأن يعودَ على اسم الله تعالى ، فهو على الأول مصدرٌ مضافٌ إلى المفعولِ ، وعلى الثاني مضافٌ إلى الفاعل ، والميثاقُ مصدرٌ كالميلادِ والميعادِ بمعنى الولادةِ والوَعْد ، وهو اسمٌ في موضعِ المصدرِ كقولِهِ :
أكُفْراً بعدَ رَدِّ الموتِ عني …………………… وبعد عطائِك المئةَ الرِّتاعا
أي: إعطائك ، ولا حاجة تدعُو إلى ذلك . والمادةُ تَدُلُّ على الشَدِّ والربطِ وجمعُه مواثيق ومياثِق وأنشد ابن الأعرابي :
حِمىً لا يَحُلُّ الدهرُ إلا بإذنِنا ……………. ولا نَسْأَل الأقوامَ عهدَ المَيَاثِقِ
و” يقطعونَ ” عطف على ” ينقصون ” فهي صلةٌ أيضاً،و” ما ” موصولةٌ و{ أَمَرَ الله بِهِ } صلتُها وعائدُها .
{ أَن يُوصَلَ } فيه ثلاثةُ أوجهٍ : أحدُها : الجرُّ على البدلِ من الضمير في ” به ” أي : ما أمرَ اللهُ بوَصْلِهِ ، كقول امرئ القيس :
أمِنْ ذِكْرِ ليلى أَنْ نَأَتْكَ تَنُوصُ ……………. فَتَقْصُرُ عنها خَطْوَةً وتَبُوصُ
أي : أمِنْ نَأْيِها . والنصبُ وفيه وجهان ، أحدُهما : أنَّه بدلٌ من ما أمر اللهُ بدلُ اشتمالٍ . والثاني : أنه مفعولٌ من أجله ، والتقدير كراهةَ أن يُوصل ، أو أن لا يُوصلَ . والرفع على أنه خبرُ مبتدأٍ مضمرٍ أي هو أن يُوصلَ ، وهذا بعيدٌ جداً .
و{ يُفْسِدُونَ } عطفٌ على الصلةِ أيضاً و{ فِي الأرض } متعلِّقٌ به . و{ أولئك هُمُ الخاسرون } كقولِهِ:{ وأولئك هُمُ المفلحون } .
وقد تقدَّم أنه يجوز أن تكونَ هذه الجملةُ خبراً عن {الذين يَنقُضُونَ } إذا جُعِلَ مبتدأً ، وإنْ لم يُجْعَلْ مبتدأ فهي مستأنفةٌ فلا محلَّ لها من الإعراب حينئذٍ . وتقدم معنى الخَسار .
مواضيع مماثلة
» الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 24
» الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 28
» الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 25
» الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 26
» الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم ، تفسير سورة البقرة الآية (22)
» الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 28
» الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 25
» الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 26
» الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم ، تفسير سورة البقرة الآية (22)
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود