منتدى مدينة أرمناز العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 24

اذهب الى الأسفل

الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 24  Empty الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم (سورة البقرة الآية 24

مُساهمة من طرف عبد القادر الأسود الخميس يناير 05, 2012 6:12 pm

{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } (24)

بعد أن تحدث الله سبحانه وتعالى عن الأدلة التي يستند إليها المشكّكون في القرآن الكريم . وهي أدلة لا تستند إلى عقل ولا إلى منطق . تحداهم بأن يأتوا بسورة مثل القرآن ، وأن يستعينوا بمن يريدون من دون الله ، لأن القرآن كلام الله ،والله سبحانه هو القائل . وبما أنهم يحاولون التشكيك في أن القرآن كلام الله . وأنه منزل من عند الله ، فليستعينوا بمن يريدون ليأتوا بآية من مثله ، لأن التحدي هنا لا يمكن أن يتم إلا إذا استعانوا بجميع القوى ما عدا الله سبحانه وتعالى .ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى بعد ذلك بالنتيجة قبل أن يتم التحدي . لأن الله سبحانه وتعالى يعلم أنهم لن يفعلوا ولن يستطيعوا .إن قوله سبحانه : { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ } معناه أنه حكم عليهم بالفشل وقت نزول القرآن وبعد نزول القرآن إلي يوم القيامة . لأن الله لا يخفى عن علمه شيء . فهو بكل شيء عليم . قوله تعالى : { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن
تَفْعَلُواْ } : " إنْ الشرطيةُ داخلةٌ على جملة " لم تفعلوا " وتفعلوا مجزومٌ بلم ، كما تدخل إنْ الشرطيةُ على فعلٍ منفي بلا نحو : { إنْ لا تفعلوه } فيكون " لم تفعلوا " في محلِّ جزم بها . وقوله : " فاتَّقوا " جوابُ الشرطِ ، ويكونُ قولُه : " ولَنْ تفعلوا " جملةً معترضةً بين الشرطِ وجزائه . و " لَنْ " حرفُ نَصْبٍ معناه نَفْيُ المستقبل ، ويختصُّ بصيغةِ المضارع ك " لم " . قوله تعالى : { فاتقوا النار } هذا جوابُ الشرطِ كما تقدم ، والكثير في لغة العرب : " اتقى يتَّقي " على افْتَعَل يَفْتَعِلُ ، ولغة تميم وأسد : تَقَى يَتْقي مثل : رَمَى يَرْمي ، فيُسكِّنون ما بعد حرفِ المضارعة .قوله تعالى : { النار } مفعول به ، و " التي " صفتُها وقوله : {وَقُودُهَا الناس } جملةٌ من مبتدأ وخبر صلةٌ وعائدٌ ، والألفُ واللامُ في " النار "للعهدِ لتقدُّمِ ذكرها في سورة التحريم وهي مكية عند قوله تعالى : { قوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً }.
والمشهورُ فتحُ واوِ الوَقود ، وهو اسمُ ما يُوقَدُ به ، وقيل : هو مصدر كالوَلوع والقَبول والوَضوء والطَّهور . ولم يجىءْ مصدرٌ على فَعُول غيرُ هذه الألفاظِ فيما حكاه سيبويه . وزاد الكسائي : الوَزُوع ، وقُرئ شاذاً في سورة ( ق )
{ وما مسَّنا من لَغوب } ، فتصير سبعةً ، وهناك ذَكرْتُ هذه القراءةَ ، ولكن المشهور أن الوقود والوَضوءَ والطَهور بالفتح اسمٌ وبالضم مصدرٌ ، وقرئ شاذاً بضمها وهو مصدرٌ. فإن أريدَ اسمُ ما يُوقد به فلا حاجةَ إلى تأويل ، وإنْ أَريد
بهما المصدرُ فلا بدَّ من تأويلٍ وهو : إمَّا المبالغة أي جُعلوا نفس التوقُّدِ مبالغةً في وصفهم بالعذاب ، وإمّا حذفُ مضافٍ : إمَّا من الأولِ أي أصحابُ توقدِها ، وإمَّا من الثاني أي : يُوقِدُها إحراقُ الناس ، ثم حُذِفَ المضافُ وأُقيم المضافُ إليه مُقامَه . والهاءُ في الحجارةِ لتأنيثِ الجمع .قوله تعالى : { أُعِدَّتْ }فعلُ ما لم يُسَمَّ فاعلُه ، والقائمُ مَقَامَ الفاعلِ ضميرُ " النار"
والتاء واجبة ، لأن الفعلَ أُسْنِدَ إلى ضمير المؤنث ، و " للكافرين " متعلقٌ به ، ومعنى أُعِدَّت : هُيِّئَتْ ، وقرئ: " أُعْتِدَتْ " من العَتاد بمعنى العُدَّة . وهذه الجملةُ الظاهر أنها لا محلَّ لكونِها مستأنفةً جواباً لمَنْ قال : لِمَنْ أُعِدَّتْ؟ وقيل : محلُّها النصبُ على الحالِ من " النار " ، والعامِلُ فيها " اتقوا " .
عبد القادر الأسود
عبد القادر الأسود
أرمنازي - عضو شرف
أرمنازي - عضو شرف

عدد المساهمات : 932
نقاط : 2771
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 08/06/2010
العمر : 76
الموقع : http://abdalkaderaswad.spaces.live.com

http://abdalkaderaswad.wordpress.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى