فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
4 مشترك
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
ــ 2 ــ
إنّ المعلــم والطبيب كلاهمــــــــــا ..... لا ينصحان إذا هما لم يكرمـــــــا
فاصـبر لدائك إن جفوت طبيبَــــــه ......واصـــــبر لجهلك إن جفوت معلّماً
هما بيتان عظيما الفائدة لما يشتملان عليه من حكمة ، ويرويهما أهل العلم والفضل ، ويتمثّلون بهما ، دون أن يُعرَف لهما قائل .
وقد رفع الدين الحنيفُ مكانة المعلمين ، فقال عَزّ مِن قائل: ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ((تواضعوا لمن تَعَلّمون منه)) العلمَ أو غيره كالحُرَفِ ، وعلى المتعلّم أن يتواضع لمعلّمه وأن يخضع له ويطيعه ويقوم على خدمته ، ليؤدّي بعض ما له عليه من حقوق ، وكذلك الطبيب ، فإذا قصّر في ذلك ، أو فعل بخلافه ــ كما هو حال المتعلمين اليوم ــ حرم الكثير من علومه ، وكان كمن عق والديه ، لأن المعلم بمنزلة الوالد ، فالأوّل يربي الجسمَ ، والثاني يربّي العقلَ ويهذّب النفسَ ويصقُل الطباع . لذلك كان الاسكندر الأكبر يبالغ باحترام معلمه ، حتى ليقدّمه على أبيه ، فسئل عن ذلك فأجاب : إنّ أبي سببُ حياتي الفانية ، أمّا معلمّي فهو سببُ حياتي الباقية .
قال العلامة الماورديُّ : اعلم أنّ للمتعلِّم في زمن تعلُّمه مَلَقاً وتذلّلاً إن استعملَهما غَنِم ، وإن تركهما حرم ، لأن التملُّقَ للعالِم يُظهرُ مكنونَ عِلمِه ، والتذلُّلُ له سببٌ لإدامة صبرِه ، وبإظهار مكنونِه تكون الفائدةُ ، وباستدامةِ صبرِه يكون الإكثارُ . ولا يمنعه من ذلك علوُّ منزلتِه ، وإن كان العالِمُ خاملَ الذكر ، فإنّ العلماءَ ، بعلمهم ، استحقّوا التعظيمَ لا بالشهرة والمال . وَقَدْ رَوَى مُعَاذٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : {لَيْسَ مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِ الْمَلَقُ إلاَّ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ } .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : ذَلَلْت طَالِبًا فَعَزَزْت مَطْلُوباً. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : مَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ ذُلَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً بَقِيَ فِي ذُلِّ الْجَهْلِ أَبَدًا .
وَقَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْفُرْسِ ؛ إذَا قَعَدْت ، وَأَنْتَ صَغِيرٌ حَيْثُ تُحِبُّ قَعَدْت ، وَأَنْتَ كَبِيرٌ حَيْثُ لا تُحِبُّ . فعلى المتعلم أن يعرِفَ لمعلمهُ فَضْلَ عِلْمِهِ وَأن يَشْكُرَ لَهُ جَمِيلَ فِعْلِهِ ، فَقَدْ رَوَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { مَنْ وَقَّرَ عَالِمًا فَقَدْ وَقَّرَ رَبَّهُ}.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لا يَعْرِفُ فَضْلَ أَهْلِ الْعِلْمِ إلاّ أَهْلُ الْفَضْلِ .
قال العارف بالله ابن عربي : حُرمةُ الحقِّ في حُرمةِ الشيخ ، وعقوقُه في عقوقِه ، والمشايخ حُجّابُ الحَقِّ الحافظون أحوال القلوب ، فمن صحب شيخاً ممن يُقتدى بهم ولم يحترمه فعقوبتُه فُقدانُ وجودِ الحقِّ في قلبه ، والغفلةُ عن الله .
ومن سوءُ الأدب مع الشيخ أن يدخل عليه في كلامه ويزاحمه في رتبته ، فإنّ وجودَ الحقِّ إنّما هو للأُدباء ، ولا حرمان أعظم ، على المريد ، من عدم احترام الشيخ ، ومن قعد معهم في مجالسهم وخالفهم فيما يتحقّقون به من أحوالهم نزع الله نور َالإيمان من قلبه ، فالجلوسُ معهم خطيرٌ، وجليسُهم على خطر .
قيل أنّه لمّا أراد الخليفة الرشيد أن يقرأ على الإمام مالك الموطأَ قعد بجانبه وأمر وزيرَه أن يقرأ فقال له الإمام مالك : يا أمير المؤمنين هذا العلم لا يؤخذ إلا بالتواضع ، وقد جاء في الخبر تواضعوا لمن تَعَلّمون منه ، فقام الخليفة وجلس بين يديه ، مع أنّ الخليفةَ في الفضل بحيث يُعلم موضِعُه ، ولأجل ما عنده من فضيلةِ العِلم انقاد إلى الأدب والتواضع ولم يَزِدْه ذلك إلا رفعةً وهيبةً ، بل ارتفعَ قدرُه بذلك حتى أُثني به عليه على مرِّ الزمان .
ومما يؤسف له في هذا العصر أن ْأصبحت مصيبة المعلم مزدوجة فيه ، فهو من جهة يلاقي الجحود من تلامذته ونكران الجميل نتيجة اعتماد الدول نظريات في التربية غريبة عن نسيجنا الاجتماعي ، وهو من جهة ثانية يعاني من انخفاض دخله في مقابل ارتفاع مسعور للأسعار ، وتطور متسارع لمتطلبات الحياة ، الأمر الذي حطّ من منزلته الاجتماعي ، وجعله يلجأ إلى أعمال إضافية غير لائقة ، الأمر الذي أسر سلباً على مكانة العلم في نظر المجتمع عامة ، والتلامذة خاصة، وهنا الطامة الكبرى .
وباعتباري معلماً فقد عانيت كباقي زملائي من هذا الدرك الذي وصل المعلم إليه ، مما اضطرني لأن أعمل طباخاً مع بعض البعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار أثناء العطلة الصيفية ، فأثر ذلك في نفسي تأثيراً عظيماً ، إلى درجة لم أعد معها قادراً على دخول غرفة الصف ومواجهة طلابي، فقدمت استقالتي عام / 1990 / وقلت في ذلك :
جَنى العشرين
عشريــــن عـــــــامـــــــــاً لا أزالُ مُــعلّـما........ أَسـعى وأَكدحُ راضيــاً أو مُرغَمــــا
بَـــرْدُ الشــــــتــاءِ أقــــــام بين مَفاصلي ........ ضيفـاً ثَقيـــلاً يَستَـفـِزُّ الأعْظُمـــــــــــا
وأروح أزرعُ مخــــلصــــــــاً في موطني........ عِطْراً وأَسعدُ مــــــا أراه مُبَرعِـــمــــا
أَجني رحيقَ العِلمِ من أزهــــــــــــــــارِهِ ........وأُحيلُهُ شـــــــهــداً لذيـــــذاً بلسمــــــا
وكـــم انْـتَـضَيْتُ قصائدي مُضريّــــــــة ........ لأصونَ حقّــاً أنْ يَـضيــــــــعَ ويُهضَما
لأذود عن أعراض قومي حامـــــــــياً ........ مجدَ العروبــــــــةِ أنْ يُـسامَ ويُـهـدَمـــــا
أَشدوا على فَنَـنِ الجمــــالِ مُســبِّحاً.........وأنام في أحضانِــــــــــهِ مُتَنَعِّمـــــــــــــا
كم قُمتُ في محراب حسنك ناسكاً......... أوَ تَذكريـن الشاعرَ المُـتَرنِّمــــــــــا؟؟
***
وقَدِمتُ في العشرين أجني موسمي ......... فوجدتُـــــــــــــــــــه مُرَّ الَمذاقةِ علقما
أيــن البراعــــــمُ ؟ أيــن مـا رَوَّيْتُه ؟......... أين السنـــــابلُ ؟ أين غزلانُ الحمى؟
حملت غصونُ الحبِّ غيرَ ثمارها..........والحيُّ أَقْفَر من ظباه وأَظْلَمـــــــــــــــــــا
والأرضُ إن فَسَدَتْ فلا تَبْذُرْ بها.......... واخْترْ مُجرَّبــــــــةً لئــــــــلاّ تَندمـــــــــا
قد كنت يــومــاً في الأنام مُـعلِّمـاً...........ومُربِّيــــــاً في الـعــــالَمـــين مُـعظَّمــــــــا
واليومَ أَغدوا نادلاً،بل خادماً........... أوَ هكـذا وطني تُجلُّ مُـعلِّمــــــــــا؟!
فالعِلمُ يَسـمو ما تَســــــامى أهلُــــــــــــــهُ
ويهونُ إن هانوا، وحَسْبُـــــكَ مَـأْثَمـــــــــــــا
والشعرُ ، مـا للشعرِ أمسى لعنـــــــــــــــــةً
يا ليتَني كنتُ البَليدَ الأبكـمــــــــــــــــــــــــا
كان الأديبُ مُعظَّـمــــاً في قومِــــــــــــــــــه
بل رائداً في النائبـــــــات مُـقدَّمــــــــــــــــــا
إن صـــــــاح دقَّ صَــــــــداهُ كلَّ مُوصَّــــــــــد
أو حَـــــلَّ حَــــــلَّ مُـبَجَّلاً ومُـكرَّمــــــــــــــــــــــــا
مـات الذين تُهِمُّهم أعــــــــــــــــــــراضُهم
يَحـمونَهــــــــــــا أنْ لا تُذَمَّ وتُثْلَـمـــــــــــــــــــا
فتنكَّرَ اليومَ الزمــــــــــــانُ لِذي الحِجا
وأَشــــاحَ وجهاً كالحــــــاً مُتَجَهِّمـــــــــــــــــــا
***
وطني لئن خُـــــــــيرتُ مـا كنتُ الذي
يَرضى لغيرِكَ في البَسيطــــــــــــــــةِ مُنْتَمى
أَجْلو الحِـسانَ عَرائسي وأزُفُّهــــــــــا
كُرْمى لِعيْنِكَ أنْ تَقَرَّ وتَنْعَمـــــــــــــــــــــــــا
وطني : أَضِـقْتَ بعاشـقٍ مُـترنّــــــــــــــِــمٍ؟
صلّى ولبّى في رباك وأَحْـرَمــــــــــــــــــــــــــــــا
ضاقتْ مَـغانيكَ الرِحـــــــــابُ وأظلمتْ
ما كنتُ أحسَبُ أنْ تَضيقَ وتُظلِـمـــــــــــــــــــــا
وقسَوْتَ بعد اللين حَسْبُــــــــــــكَ أنّني
ما زلتُ صَبّاًً في هواكَ مُـتَيَّـمـــــــــــــــــــــــــــــا
إنّ المعلــم والطبيب كلاهمــــــــــا ..... لا ينصحان إذا هما لم يكرمـــــــا
فاصـبر لدائك إن جفوت طبيبَــــــه ......واصـــــبر لجهلك إن جفوت معلّماً
هما بيتان عظيما الفائدة لما يشتملان عليه من حكمة ، ويرويهما أهل العلم والفضل ، ويتمثّلون بهما ، دون أن يُعرَف لهما قائل .
وقد رفع الدين الحنيفُ مكانة المعلمين ، فقال عَزّ مِن قائل: ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ((تواضعوا لمن تَعَلّمون منه)) العلمَ أو غيره كالحُرَفِ ، وعلى المتعلّم أن يتواضع لمعلّمه وأن يخضع له ويطيعه ويقوم على خدمته ، ليؤدّي بعض ما له عليه من حقوق ، وكذلك الطبيب ، فإذا قصّر في ذلك ، أو فعل بخلافه ــ كما هو حال المتعلمين اليوم ــ حرم الكثير من علومه ، وكان كمن عق والديه ، لأن المعلم بمنزلة الوالد ، فالأوّل يربي الجسمَ ، والثاني يربّي العقلَ ويهذّب النفسَ ويصقُل الطباع . لذلك كان الاسكندر الأكبر يبالغ باحترام معلمه ، حتى ليقدّمه على أبيه ، فسئل عن ذلك فأجاب : إنّ أبي سببُ حياتي الفانية ، أمّا معلمّي فهو سببُ حياتي الباقية .
قال العلامة الماورديُّ : اعلم أنّ للمتعلِّم في زمن تعلُّمه مَلَقاً وتذلّلاً إن استعملَهما غَنِم ، وإن تركهما حرم ، لأن التملُّقَ للعالِم يُظهرُ مكنونَ عِلمِه ، والتذلُّلُ له سببٌ لإدامة صبرِه ، وبإظهار مكنونِه تكون الفائدةُ ، وباستدامةِ صبرِه يكون الإكثارُ . ولا يمنعه من ذلك علوُّ منزلتِه ، وإن كان العالِمُ خاملَ الذكر ، فإنّ العلماءَ ، بعلمهم ، استحقّوا التعظيمَ لا بالشهرة والمال . وَقَدْ رَوَى مُعَاذٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : {لَيْسَ مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِ الْمَلَقُ إلاَّ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ } .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : ذَلَلْت طَالِبًا فَعَزَزْت مَطْلُوباً. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : مَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ ذُلَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً بَقِيَ فِي ذُلِّ الْجَهْلِ أَبَدًا .
وَقَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْفُرْسِ ؛ إذَا قَعَدْت ، وَأَنْتَ صَغِيرٌ حَيْثُ تُحِبُّ قَعَدْت ، وَأَنْتَ كَبِيرٌ حَيْثُ لا تُحِبُّ . فعلى المتعلم أن يعرِفَ لمعلمهُ فَضْلَ عِلْمِهِ وَأن يَشْكُرَ لَهُ جَمِيلَ فِعْلِهِ ، فَقَدْ رَوَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { مَنْ وَقَّرَ عَالِمًا فَقَدْ وَقَّرَ رَبَّهُ}.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لا يَعْرِفُ فَضْلَ أَهْلِ الْعِلْمِ إلاّ أَهْلُ الْفَضْلِ .
قال العارف بالله ابن عربي : حُرمةُ الحقِّ في حُرمةِ الشيخ ، وعقوقُه في عقوقِه ، والمشايخ حُجّابُ الحَقِّ الحافظون أحوال القلوب ، فمن صحب شيخاً ممن يُقتدى بهم ولم يحترمه فعقوبتُه فُقدانُ وجودِ الحقِّ في قلبه ، والغفلةُ عن الله .
ومن سوءُ الأدب مع الشيخ أن يدخل عليه في كلامه ويزاحمه في رتبته ، فإنّ وجودَ الحقِّ إنّما هو للأُدباء ، ولا حرمان أعظم ، على المريد ، من عدم احترام الشيخ ، ومن قعد معهم في مجالسهم وخالفهم فيما يتحقّقون به من أحوالهم نزع الله نور َالإيمان من قلبه ، فالجلوسُ معهم خطيرٌ، وجليسُهم على خطر .
قيل أنّه لمّا أراد الخليفة الرشيد أن يقرأ على الإمام مالك الموطأَ قعد بجانبه وأمر وزيرَه أن يقرأ فقال له الإمام مالك : يا أمير المؤمنين هذا العلم لا يؤخذ إلا بالتواضع ، وقد جاء في الخبر تواضعوا لمن تَعَلّمون منه ، فقام الخليفة وجلس بين يديه ، مع أنّ الخليفةَ في الفضل بحيث يُعلم موضِعُه ، ولأجل ما عنده من فضيلةِ العِلم انقاد إلى الأدب والتواضع ولم يَزِدْه ذلك إلا رفعةً وهيبةً ، بل ارتفعَ قدرُه بذلك حتى أُثني به عليه على مرِّ الزمان .
ومما يؤسف له في هذا العصر أن ْأصبحت مصيبة المعلم مزدوجة فيه ، فهو من جهة يلاقي الجحود من تلامذته ونكران الجميل نتيجة اعتماد الدول نظريات في التربية غريبة عن نسيجنا الاجتماعي ، وهو من جهة ثانية يعاني من انخفاض دخله في مقابل ارتفاع مسعور للأسعار ، وتطور متسارع لمتطلبات الحياة ، الأمر الذي حطّ من منزلته الاجتماعي ، وجعله يلجأ إلى أعمال إضافية غير لائقة ، الأمر الذي أسر سلباً على مكانة العلم في نظر المجتمع عامة ، والتلامذة خاصة، وهنا الطامة الكبرى .
وباعتباري معلماً فقد عانيت كباقي زملائي من هذا الدرك الذي وصل المعلم إليه ، مما اضطرني لأن أعمل طباخاً مع بعض البعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار أثناء العطلة الصيفية ، فأثر ذلك في نفسي تأثيراً عظيماً ، إلى درجة لم أعد معها قادراً على دخول غرفة الصف ومواجهة طلابي، فقدمت استقالتي عام / 1990 / وقلت في ذلك :
جَنى العشرين
عشريــــن عـــــــامـــــــــاً لا أزالُ مُــعلّـما........ أَسـعى وأَكدحُ راضيــاً أو مُرغَمــــا
بَـــرْدُ الشــــــتــاءِ أقــــــام بين مَفاصلي ........ ضيفـاً ثَقيـــلاً يَستَـفـِزُّ الأعْظُمـــــــــــا
وأروح أزرعُ مخــــلصــــــــاً في موطني........ عِطْراً وأَسعدُ مــــــا أراه مُبَرعِـــمــــا
أَجني رحيقَ العِلمِ من أزهــــــــــــــــارِهِ ........وأُحيلُهُ شـــــــهــداً لذيـــــذاً بلسمــــــا
وكـــم انْـتَـضَيْتُ قصائدي مُضريّــــــــة ........ لأصونَ حقّــاً أنْ يَـضيــــــــعَ ويُهضَما
لأذود عن أعراض قومي حامـــــــــياً ........ مجدَ العروبــــــــةِ أنْ يُـسامَ ويُـهـدَمـــــا
أَشدوا على فَنَـنِ الجمــــالِ مُســبِّحاً.........وأنام في أحضانِــــــــــهِ مُتَنَعِّمـــــــــــــا
كم قُمتُ في محراب حسنك ناسكاً......... أوَ تَذكريـن الشاعرَ المُـتَرنِّمــــــــــا؟؟
***
وقَدِمتُ في العشرين أجني موسمي ......... فوجدتُـــــــــــــــــــه مُرَّ الَمذاقةِ علقما
أيــن البراعــــــمُ ؟ أيــن مـا رَوَّيْتُه ؟......... أين السنـــــابلُ ؟ أين غزلانُ الحمى؟
حملت غصونُ الحبِّ غيرَ ثمارها..........والحيُّ أَقْفَر من ظباه وأَظْلَمـــــــــــــــــــا
والأرضُ إن فَسَدَتْ فلا تَبْذُرْ بها.......... واخْترْ مُجرَّبــــــــةً لئــــــــلاّ تَندمـــــــــا
قد كنت يــومــاً في الأنام مُـعلِّمـاً...........ومُربِّيــــــاً في الـعــــالَمـــين مُـعظَّمــــــــا
واليومَ أَغدوا نادلاً،بل خادماً........... أوَ هكـذا وطني تُجلُّ مُـعلِّمــــــــــا؟!
فالعِلمُ يَسـمو ما تَســــــامى أهلُــــــــــــــهُ
ويهونُ إن هانوا، وحَسْبُـــــكَ مَـأْثَمـــــــــــــا
والشعرُ ، مـا للشعرِ أمسى لعنـــــــــــــــــةً
يا ليتَني كنتُ البَليدَ الأبكـمــــــــــــــــــــــــا
كان الأديبُ مُعظَّـمــــاً في قومِــــــــــــــــــه
بل رائداً في النائبـــــــات مُـقدَّمــــــــــــــــــا
إن صـــــــاح دقَّ صَــــــــداهُ كلَّ مُوصَّــــــــــد
أو حَـــــلَّ حَــــــلَّ مُـبَجَّلاً ومُـكرَّمــــــــــــــــــــــــا
مـات الذين تُهِمُّهم أعــــــــــــــــــــراضُهم
يَحـمونَهــــــــــــا أنْ لا تُذَمَّ وتُثْلَـمـــــــــــــــــــا
فتنكَّرَ اليومَ الزمــــــــــــانُ لِذي الحِجا
وأَشــــاحَ وجهاً كالحــــــاً مُتَجَهِّمـــــــــــــــــــا
***
وطني لئن خُـــــــــيرتُ مـا كنتُ الذي
يَرضى لغيرِكَ في البَسيطــــــــــــــــةِ مُنْتَمى
أَجْلو الحِـسانَ عَرائسي وأزُفُّهــــــــــا
كُرْمى لِعيْنِكَ أنْ تَقَرَّ وتَنْعَمـــــــــــــــــــــــــا
وطني : أَضِـقْتَ بعاشـقٍ مُـترنّــــــــــــــِــمٍ؟
صلّى ولبّى في رباك وأَحْـرَمــــــــــــــــــــــــــــــا
ضاقتْ مَـغانيكَ الرِحـــــــــابُ وأظلمتْ
ما كنتُ أحسَبُ أنْ تَضيقَ وتُظلِـمـــــــــــــــــــــا
وقسَوْتَ بعد اللين حَسْبُــــــــــــكَ أنّني
ما زلتُ صَبّاًً في هواكَ مُـتَيَّـمـــــــــــــــــــــــــــــا
رد: فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
أقول وبصدق : حاولتُ جمع الكلمات كي أضع رداً يُناسب هذا الموضوع بقيمته وقدره فاستنفَذَتِ الكلماتُ مني....
أدعوا جميع المارين على هذه العُجالة قرائتها بتروي .....
تقبل مروري أستاذي الكريم ....
أدعوا جميع المارين على هذه العُجالة قرائتها بتروي .....
تقبل مروري أستاذي الكريم ....
رد: فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
بل مُـبَجَّلاً ومُـكرَّمــــــــــــــــــــــــا
بل مُـبَجَّلاً ومُـكرَّمــــــــــــــــــــــــا
بل مُـبَجَّلاً ومُـكرَّمــــــــــــــــــــــــا
لا أقول إلا كما قال حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله: "على المعلم أن يجري المتعلمين مجرى بنيه ، بأن يقصد إنقاذهم من نار الآخرة ، وهو أهم من إنقاذ الوالدين ولدهما من نار الدنيا ، لذلك صار حق المعلم أعظم من حق الوالدين ، فان الوالدين سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية "
دمت مُعلماً يا أستاذنا وإن كانت الحقبة التي نحيا قد جافت التعقل
ندعو الله أن يرد العقل والحكمة إلى واقعنا
بل مُـبَجَّلاً ومُـكرَّمــــــــــــــــــــــــا
بل مُـبَجَّلاً ومُـكرَّمــــــــــــــــــــــــا
لا أقول إلا كما قال حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله: "على المعلم أن يجري المتعلمين مجرى بنيه ، بأن يقصد إنقاذهم من نار الآخرة ، وهو أهم من إنقاذ الوالدين ولدهما من نار الدنيا ، لذلك صار حق المعلم أعظم من حق الوالدين ، فان الوالدين سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية "
دمت مُعلماً يا أستاذنا وإن كانت الحقبة التي نحيا قد جافت التعقل
ندعو الله أن يرد العقل والحكمة إلى واقعنا
رد: فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
دمت وفياً يا ابا مصطفى ورحم الله أباك الذي رباك على ما كان ربي عليه من مكارم الأخلاق المفتقدة اليوم في معظم الناس
رد: فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
مرحباً بك أدمين ليس المهم التعليق إنما القراءة والفائدة والمتعة هو ما قصدنا إليه
رد: فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
والله يا أستاذي الكريم ...
كلماتِ شعرك تقض المضاجع ...
وتثير همم الفطناء ....
وأقول : رُبَ همة تثير أُمة بإذن الله ....
جزاكم الله خيرا....
كلماتِ شعرك تقض المضاجع ...
وتثير همم الفطناء ....
وأقول : رُبَ همة تثير أُمة بإذن الله ....
جزاكم الله خيرا....
رد: فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
شكراً لك سيد أدمين ، أرجو أن تزور منتدى القرنفل لتؤسس لي قسماً مثل قسمي هناك وأرجو أن تزيد عليه بابين حتى واحد للأيطفال والثاني بعنوان أرمنازيات لأضع فيه كل ما يخص أرمناز ، حيث أود أن أجمع فيه تراثنا الغنائي مهذباً ومنقحاً حتي لا يضيع خاصة وقد اقترب الأجل وما أظن أن في العمر الكثير .
رد: فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
تكرم عينك ، إن شاء أفعل بأقرب وقت....
أنتم ياسيدي أساس الماضي وبناء الحاضر والمستقبل ......
قد مررتم بمرحلة التطوير الشامل لبلدنا الغالية الحبيبة .....
فعندكم عبق الماضي وروح المستقبل ....
أطال الله في عمرك على الطاعة وفعل الخير .....
وحفظك الله من كل سوء ...
وهنا أستحضر كلمة والدي عثمان عثمان " رحمه الله " ....
كلما كنت أقول له أطال الله في عمرك ...كان يقول لي طويل قصير رح يخلص ...وكان يحثني أن أقول : قل لي.... أطال الله في عمرك على الطاعة وفعل الخير...
تقبل مروري
أنتم ياسيدي أساس الماضي وبناء الحاضر والمستقبل ......
قد مررتم بمرحلة التطوير الشامل لبلدنا الغالية الحبيبة .....
فعندكم عبق الماضي وروح المستقبل ....
أطال الله في عمرك على الطاعة وفعل الخير .....
وحفظك الله من كل سوء ...
وهنا أستحضر كلمة والدي عثمان عثمان " رحمه الله " ....
كلما كنت أقول له أطال الله في عمرك ...كان يقول لي طويل قصير رح يخلص ...وكان يحثني أن أقول : قل لي.... أطال الله في عمرك على الطاعة وفعل الخير...
تقبل مروري
رد: فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
شكراً لك أخي الكريم ، رحم الله والدك وأمواتنا وأمواتنا وأموات المسلمين
رد: فوائدُ الشواهد / 2 / ( عبد القادر الأسود )
شكرا لك جميلة
ارمنازي رائع- أرمنازي مميز
- عدد المساهمات : 510
نقاط : 586
السٌّمعَة : 32
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 24
الموقع : في احلى زمان ومكان
مواضيع مماثلة
» فوائدُ الشواهد/ 1 / ( عبد القادر الأسود )
» الشواهد ، نسبتها ومناسبتها(1ــ 10){الشاعر عبد القادر الأسود}
» الشواهد نسبتها ومناسبتها /40 ـ 50/( الشاعر عبد القادر الأسود)
» الشواهد ، نسبتها ومناسبتها(11ــ 20){الشاعر عبد القادر الأسود}
» الشواهد ، نسبتها ومناسبتها(21ــ 30){الشاعر عبد القادر الأسود}
» الشواهد ، نسبتها ومناسبتها(1ــ 10){الشاعر عبد القادر الأسود}
» الشواهد نسبتها ومناسبتها /40 ـ 50/( الشاعر عبد القادر الأسود)
» الشواهد ، نسبتها ومناسبتها(11ــ 20){الشاعر عبد القادر الأسود}
» الشواهد ، نسبتها ومناسبتها(21ــ 30){الشاعر عبد القادر الأسود}
منتدى مدينة أرمناز العام :: المنتدى الخاص بشاعر أرمناز الكبير الأستاذ عبدالقادر الأسود :: البحوث والدراسات والمقالات النثرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:34 am من طرف bassam1972
» شهادة الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر دياب مدير عام الملتقى الثقافي العربي
الجمعة سبتمبر 13, 2019 7:15 pm من طرف bassam1972
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 12
الجمعة يوليو 12, 2019 10:33 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 10
الخميس يوليو 11, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
الأربعاء يوليو 10, 2019 1:29 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 8
الأربعاء يوليو 10, 2019 10:41 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 6
الثلاثاء يوليو 09, 2019 4:24 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 5
الأحد يوليو 07, 2019 10:10 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
السبت يوليو 06, 2019 10:14 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 2
الجمعة يوليو 05, 2019 10:54 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكه، الآية: 1
الأربعاء يوليو 03, 2019 3:27 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف: تعريف
الثلاثاء يوليو 02, 2019 7:01 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 111
السبت يونيو 29, 2019 7:26 am من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 110
الخميس يونيو 27, 2019 10:38 pm من طرف عبد القادر الأسود
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 109
الخميس يونيو 27, 2019 6:45 am من طرف عبد القادر الأسود